الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الاتحاد» داخل منزل ولادة «الظاهرة رونالدو»

«الاتحاد» داخل منزل ولادة «الظاهرة رونالدو»
8 يوليو 2014 02:08
«الاتحاد» كانت هناك، وبعد ساعة كاملة من الرحلة بالسيارة، في الطريق إلى شارع الجنرال سيزار أوبينو، في منطقة بينتو ريبيرو، أحد الأحياء الفقيرة في مدينة ريو دي جانيرو، وبينما تبدو الأجواء عادية في الجوار، ولا تحمل أي شيء متميز عن غيرها من الأحياء البرازيلية القديمة، باستثناء هذه المنطقة، وعلى وجه الخصوص هذا الشارع الذي يختلف عن غيره، أعلام البرازيل تزين المكان والأشرطة الخضراء والصفراء احتفالاً بكأس العالم، وفي إطار الحملات الشعبية التي تنتشر في المناطق البرازيلية، في إشارة إلى دعم المنتخب الوطني في مشواره للظفر باللقب السادس. ولكن أمام أحد المنازل لاحظنا وجود لوحة أرضية عملاقة مرسومة لوجه يبدو مألوفاً للغاية، أسنانه البارزة، شعره المجعد، يرتدي قميص المنتخب البرازيلي، وكتب عليها رونالدو، كانت هذه اللوحة أمام المنزل رقم 114، نعم هنا ولد الظاهرة رونالدو، في هذا البيت المتهالك، وهو عبارة عن ثلاثة منازل صغيرة للغاية تسكنها مجموعة من العوائل، وفي إحدى هذه الغرف نشأ رونالدو وترعرع لمدة 17 عاماً، ومن هذا المكان المتواضع انطلق الظاهرة وتسلل بهدوء ليملأ الدنيا ضجيجاً فيما بعد، عندما أصبح أفضل لاعب في العالم لثلاث سنوات وعندما توج بطلاً لكأس العالم في نسختين، وعندما اعتبره الكثيرون أحد أفضل لاعبي كرة القدم على مر التاريخ. لا يزال الشارع يحمل اسم الجنرال سيزار أوبينو، ولا تزال اللافتة التي تقع في ناصيته تحمل اسم هذا الجنرال البرازيلي، والذي لا نعلم هل من سوء حظه أن الحكومة البرازيلية تركت كل الشوارع واختارت إطلاق اسمه على الشارع الذي سيخرج منه «الظاهرة»، حيث إن الناس منذ أن سطع نجم اللاعب البرازيلي لم يعرفوا اسماً للشارع غير شارع رونالدو نازاريو. وعلى الرغم من أن عددا من أقارب رونالدو لا يزالون يسكنون المنطقة، إلا أنه لا توجد أي مظاهر للحياة الباذخة، أو ما يشير إلى أنهم من أقارب الأسطورة السابقة، والذي كسب الملايين من الدولارات خلال مسيرته في الملاعب، ولا يزال يجني المزيد، حيث تحول إلى رجل أعمال ناجح، ويملك حصصا استثمارية في العديد من الشركات البرازيلية والدولية، كما أنه أصبح سفيراً لنادي كورنثيانز، وعضواً في اللجنة المنظمة لكأس العالم الحالية، ولا يزال بعد اعتزاله لا يخطو خطوة إلا وتدخل في حساباته الأموال من كل حدب وصوب. ومنذ أيامه الأولى، وبمجرد أن أصبح قادراً على المشي، ومن ثم الجري كان شأنه شأن أي طفل برازيلي لا يجد متعته سوى في مطاردة الأجسام الكروية، ويجد متعته في مداعبة أي كرة كانت في فناء المنزل الخارجي، وبعد أن أصبح يستطيع اللعب في الخارج لم يكن يمارس أي هواية غير كرة القدم، ويقول أحد جيرانه في المنطقة إنه كان لا يملك القدرة المالية لشراء كرة من الجلد، ولذا فقد كان يلعب بكرة ملفوفة من القماش، كانت هذه الكرة الأولى التي يمارس فيها هوايته المحببة. ويقول فلاديمير فالكو الذي يقيم في المنزل المجاور لمنزله أن رونالدو في عيد ميلاده العاشر، حصل على كرته الأولى المصنوعة من الجلد كهدية من والده، وهي هدية انتظرها لتسعة أعوام، قبل أن يحصل عليها، كان يقضي معها معظم أوقات يومه بل كان يضعها معه ويحتضنها في سريره عندما ينام، وأضاف فلاديمير أن رونالدو لم يكن فاشلاً دراسياً ولكنه لم يكن يحب الدراسة لأنها كانت تأخذه من معشوقته لوقت طويل، لذا كان يهرب من فصول المدرسة ويمارس كرة القدم، حيث كان زملاؤه معجبين بطريقة لعبه، ولكن قبل كل شيء هم معجبون بشخصيته، لأنه كان فتى رائعا. وأشار فلاديمير إلى أنه كان يعود من المدرسة، وهو في غاية الجوع، بعد المجهود الكبير والطاقة العظيمة التي استهلكها في لعب الكرة، وكان يأكل حينها بشراهة، وعندما ينتهي من طعامه، يبحث عن المزيد، ولم يكن يتوفر له بعدها سوى بعض الفواكه، ولم تكن سوى فترة بسيطة ليترك رونالدو المدرسة نهائياً، ويضع جل تركيزه في كرة القدم. وعلى بعد 1600 متر من المنزل كانت الفرصة الأولى لرونالدو مع كرة القدم الحقيقية، بعد أعوام قضاها في ممارسة اللعبة في الشوارع والطرقات، وحصل على الفرصة للانضمام إلى أحد الأندية المتواضعة، والتي تعاني من شح الموارد المادية لتسيير أنشطته، ذلك هو نادي فالكويري للتنس، والذي كان يضم فريقاً لكرة القدم للصغار، وعند دخولنا إلى النادي كان يبدو مهجوراً وفي غرفة متواضعة، وعلى مقاعد من الأثاث القديم المتهالك يجلس أربعة من كبار السن أحدهم هو إيفان ماتيوس رئيس النادي. وفي هذا النادي بدأ رونالدو عام 1986 حياة مختلفة عن تلك التي كان يمارسها في السابق، وهنا التقى بخوسيه كارلوس أوريكو والذي يعتبر مدربه الأول، ويقول إيفان ماتيوس رئيس نادي فالكويري للتنس أن رونالدو لم يكن أفضل لاعب في المجموعة، ولكنه كان يملك الإصرار والإرادة، فقد ولد ليصبح نجماً، وأضاف أن بدايته مع النادي كانت حارساً للمرمى مع المدرب اوريكو، ثم تخلى عن حراسة المرمى ليصبح مهاجماً احتياطياً، وشاءت الظروف أن يخوض فريق فالكويري مباراة في دوري الصغار ضد نادي فاسكو دي جاما وأثناء المباراة كان فريقه مهزوماً ليزج به المدرب ويتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف ليقود فريقه إلى الفوز وليودع دكة الاحتياط إلى الأبد وأصبح لاعباً أساسياً في الفريق. وواصل رونالدو مشواره مع الفريق، حيث كان رئيس النادي متعاطفاً مع عائلته، وكان يملك علاقات مع الأندية الكبيرة، في ريو دي جانيرو، وعندما بلغ رونالدو الرابعة عشرة من العمر قام الثنائي ألكسندر مارتينيز ورينالدو بيتاً بشراء بطاقته من نادي فالكويري مقابل 7500 دولار، وقاما بعرضه على ناديي بوتوفاجو وفلومينيزي اللذين رفضاً العرض، كما رفض نادي فلامنجو أن يدفع له المال، حيث لم يكن يملك ثمن المواصلات، من أجل الذهاب والتدريب، وحسب إيفان ماتيوس رئيس نادي فالكويري للتنس، فإن هذه الأندية كانت تبحث عن اللاعب الجاهز، ولم تفكر بالاستثمار في المستقبل. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) 30 ثانية كافية كأي فتى برازيلي بدأ رونالدو ممارسة كرة القدم في الأحياء، حيث تقام بطولات منظمة بين الفرق، وكانت تلك الفترة التي بدأ فيها نجمه يبزغ كبطل شعبي في هذه الأحياء حيث كان نجم فريقه الأول، والمنقذ دائماً، وهناك رواية يرددها الكثير من سكان المنطقة التي عاش فيها رونالدو، أنه في إحدى تلك المباريات بين فرق الأحياء الشعبية تأخر رونالدو عن المباراة لارتباطه بعمل ما، وكان فريقه متأخراً بهدفين نظيفين، ولم يستطع اللحاق سوى على آخر دقيقة، ولكنه لم يكن يحتاج سوى إلى آخر 30 ثانية فقط ليسجل فيها هدفين ليتعادل فريقه في المباراة. (تيريسوبوليس - د ب أ) خال «ساحر السامبا» يكشف عن المزيد من الأسرار تشارلي: رونالدو كان شقياً للغاية وخارج نطاق سيطرة الآخرين حاول الشاب بيدرو أحد جيران المنزل رقم 144، مساعدتنا وإدخالنا للمجمع الذي يضم 3 منازل متداخلة، غير أن كارلينهوس لويز «خال» الظاهرة لم يكن وصل بعد، فطلب منا الانتظار، وأكد لنا خلال الدقائق التي حاول أن يساعدنا فيها أن صحفاً عالمية وصحفيين من دول أوروبية مختلفة حاولوا الدخول لهذا المنزل وإجراء لقاءات مع أسرة اللاعب الأسطوري للمنتخب البرازيلي، ولكنهم لم يفلحوا، إما لعدم وجود أقارب رونالدو أو لرفضهم الحديث، غير أن اصطحابنا دليلين برازيليين، أحدهما هو هوبيرتو، بطل البرازيل في الجيوجيتسو، وأحد قاطني الحي السكني نفسه، بالإضافة إلى فيل ماكجران، ساعدنا في إقناع أقارب الظاهرة بالسماح لنا بالدخول، حتى فناء المنزل الداخلي، بالقرب من الغرفة الصغيرة التي تربى فيها اللاعب بصحبة أشقائه الأربعة ووالده ووالدته. وما أن فتح الباب حتى وجدنا أنفسنا أمام ممر طويل يوصلنا في آخر لمنزل قديم متهالك وصغير المساحة، وهو الذي يقطن به خال الظاهرة حتى الآن، حيث لم يفارق الحي مطلقاً، وعلى يسار المنزل سلم حديدي ضيق يصعد لشقة صغيرة في الدور الأول، كان هو بيت رونالدو، ظاهرة الكرة البرازيلية وحامل لقب مونديال 2002 وأحد أساطير الساحرة المستديرة في العقدين الأخيرين. أشار كارلينهوس لويز خال الظاهرة إلى الغرفة، وقال هنا ولد رونالدو، وفي هذه الشرفة كان يلعب وهو طفلاً، وعندما كبر قليلاً تمكن من النزول للفناء هنا لمداعبة الكرة للمرة الأولى. وأضاف «رونالدو كان شقياً للغاية، فلا أحد كان يقدر على أن يفرض عليه سيطرته، فكانت لعبة الكرة هي ما تشغل باله، يلعب ليلاً ونهاراً، بدأ هنا أمام مدخل هذا المنزل مع شقيقه الأكبر وحتى شقيقته، وأبنائي، وأبناء الجيران، وعندما سمح له بالخروج واللعب أمام المنزل كان لا يفارق الكرة». وأضاف: بعدما شب قليلاً بدأ يشكل فريقاً صغيراً من أبناء الحي، ويلعب في الشوارع المجاورة والمحيطة بنا، قبل أن ينتقل لأول نادٍ مخصص للحي ويلعب هناك الكرة، وهو في سن العاشرة. وعن استمرار الود بينه وبين رونالدو أو حضوره لمنزله القديم ومسقط رأسه، قال «لا يقدر رونالدو على الدخول هنا، فلو جاء سيكون هدفاً سهلاً للعصابات ومن الممكن خطفه بكل سهولة للحصول على الأموال، وبالتالي تعريض حياته للخطر». ويبدو أن العلاقات العائلية ليست على ما يرام، حيث قال «لم أر رونالدو منذ عام 2002، أي ما يقرب من 12 سنة، وهي المرة الأخيرة التي زرت فيها بيته بهدف الاطمئنان على والدته التي تقطن معه هي وشقيقه الأكبر، العلاقات الآن شبه مقطوعة ولا يوجد أي تواصل بيننا». (ريو دي جانيرو - الاتحاد) بعد التفريط في الظاهرة أندية ريو دي جانيرو تعض أصابع الندم حمل رونالدو الرقم 93003 عندما تم تسجيله في الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، يوم 27 يوليو 1990 ورقم الترخيص «108303»، ومنذ ذلك التاريخ بدأت أحلام رونالدو تتحول إلى حقيقة، بعد أن أثبت وجوده وفي الموسم الأول له مع الفريق تمكن من تسجيل 84 هدفاً، وفي الموسم الثاني 166 هدفاً. وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره شاهده اللاعب البرازيلي السابق جايرزينهو لاعب نادي بوتوفاجو والمنتخب البرازيلي المتوج بلقب كأس العالم 1970، والذي اشترى بطاقته مقابل 10 آلاف دولار، وقام بتدبير انتقال اللاعب من مدينة ريو دي جانيرو، على الرغم من الأندية الكبيرة الموجودة في المدينة إلى مدينة بيلوهوريزونتي في ولاية ميناس، والتي تبتعد 400 كيلو متر عن مسقط رأسه، ويوقع عقداً مع نادي كروزيرو، ولتعض أندية مدينته الأصلية الشهيرة مثل بوتوفاجو وفلامنجو وفلومينيزي وفاسكو دي جاما أصابع الندم فيما بعد على التفريط في هذا الفتى الموهوب، والذي أصبح في غضون سنوات قليلة أفضل لاعب كرة قدم على سطح الكرة الأرضية، وأعظم هداف في تاريخ كأس العالم. وفي عام 1993 خاض رونالدو مباراته الأولى مع كروزيرو، وفي العام التالي مباشرة أصبح هدافاً لبطولة الدوري في الولاية بـ22 هدفاً، وليتحصل بعدها على عديد من العروض الأوروبية وليظفر به نادي أيندهوفن الهولندي مقابل 6 ملايين دولار، وفي عام 1996 قام برشلونة الإسباني بشرائه مقابل 20 مليون دولار، وبعد عام واحد في إسبانيا انتقل إلى صفوف الإنتر الإيطالي مقابل 27 مليون دولار، ثم بعد خمس سنوات قضى معظمها متنقلاً بين العيادات الطبية متأثراً بالإصابة وقع مع نادي ريال مدريد مقابل 46 مليون يورو، ثم ذهب إلى أي سي ميلان، وكانت آخر محطاته في كورنثيانز قبل أن بعلن اعتزاله رسمياً عام 2011. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©