وجه سالم خميس نجم وسط الأهلي السابق رسالة للجماهير الحمراء، قبل مغادرة قلعة الفرسان متوجهاً إلى نادي النصر، عقب شهر من المفاوضات، والأخذ والرد، وقال سالم “أحب أن أقول لجماهير الأهلي (أرجوكم سامحوني)، لقد ارتبطنا معاً طوال فترة مسيرتي مع “القلعة الحمراء”، ولكن هذه “سنة الحياة”، ويجب أن أنتقل إلى محطة أخرى، حتى أستعيد لياقتي الفنية وأعود أفضل مما كنت”.
وكانت “الاتحاد” أول من أشارت إلى تلقي سالم خميس لعرض رسمي من النصر خلال المعسكر الخارجي للفريقين بداية الموسم، غير أن المفاوضات تأجلت، بعدما أبدت القلعة الحمراء وقتها رغبتها في الحصول على خدمات عامر مبارك، فيما عاد النصر وطلب سالم على سبيل الإعارة، وانتظرت الإدارة الحمراء للحصول على الكلمة الأخيرة من الجهاز الفني بقيادة أوليري الذي وافق على رحيل اللاعب على سبيل الإعارة لموسم واحد فقط، على أن يراقب الجهاز مردوده الفني، خاصة أن مكان “السهم الأسمر” كما تطلق عليه جماهير الأهلي أصبح شاغراً بأكثر من لاعب.
وكشف سالم النقاب خلال حديثه عن الذكريات الحلوة التي يحتفظ بها مع الأهلي الذي تربى بين جدرانه، وقال “تربيت بين جدران “القلعة الحمراء” طوال حياتي منذ انضمامي إلى صفوف الناشئين، ولم أكن أتخيل أن يأتي اليوم الذي أترك فيه الأهلي، وارتدي قميصاً آخر، ولكنني شعرت أني وصلت إلى مرحلة أحتاج خلالها إلى الخروج، وخوض تجربة مختلفة، ولو لمدة موسم واحد، خاصة أنني صادفت سوء توفيق غريب خلال السنوات الأخيرة، بعدما تعرض للإصابة التي ظلت تؤثر على مسيرتي، ومن عندما تعافيت منها، وكان هناك أكثر من لاعب في مركزي نفسه، وبالتالي كان عليّ أن أستعيد مستواي باللعب أساسياً، ولكنه لم يحدث، لذلك وافقت على العرض النصراوي، وأتمنى أن أوفق مع القلعة الزرقاء التي أكن لها الحب والتقدير”.
ولفت سالم خميس إلى أن عبد الله النابودة يعود إليه الفضل في نجاح خطوة الانتقال، بعدما تمسك كلاعب بالرحيل، وخوض تجربة مختلفة، يتمنى أن تعيده إلى صفوف “الأبيض”، وتعيده إلى سابق مستواه المعروف كأحد لاعبي الوسط الخطيرين.
وعن شعوره بعد تكلل المفاوضات التي دارت خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين بالنجاح، قال “لا يعرف البعض أنني أمر بحالة نفسية غريبة، وأنا حزين للرحيل من الأهلي، وترك زملائي وأصدقائي المقربين والنادي الذي تربيت بين جدرانه طيلة حياتي، ولم أتخيل نفسي بغير القميص الأحمر، وفي الوقت نفسه أنا سعيد بالانضمام إلى نادي جماهيري كبير بحجم النصر الذي يعتبر من الأندية العملاقة بالدولة ويتشرف أي لاعب بالانتماء إليه واللعب بين صفوفه”.
ونفى سالم ما يتردد أن يكون لديه شعور بالندم بعد أن أصبح رحيله أمراً واقعاً، وقال “لن أندم على هذه الخطوة لأسباب عدة، أولها أنها على سبيل الإعارة لنهاية الموسم، وسوف أعود إلى بيتي من جديد، فضلاً عن كونها خطوة أريد بها أن أعود إلى اللعب أساسياً، ومن ثم فرض نفسي على التشكيلة الأساسية سواء للمنتخب أو للنصر، وآمل أن يكون ذلك بوابة عودتي إلى صفوف “الأبيض” الذي أشتقت له كثيراً، وأتمنى أن أعود للعب بين صفوفه، وأعتقد أنني قادر على ذلك، على الرغم من عدم تمكني من العودة، وتحديداً بعد “خليجي 18” بأبوظبي، ولكنني قادر على ذلك، ولديّ طموح كبير في هذا الأمر، دفعني لتحدي نفسي، وكل الظروف التي تحيط بي”.
وأكد سالم خميس أن الكبوة التي تعرض لها النصر بداية الموسم لن تطول بكل تأكيد، حيث يتوقع أن يحتضنه زملاؤه اللاعبون، خاصة المنتقلين من الأهلي بداية الموسم مثل بدر ياقوت وعلي عباس وهما عزاؤه الوحيد، بعد ترك بقية زملائه في الأهلي، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه يتمنى أن يساهم وزملاؤه بصفوف الأزرق في عودة الفريق إلى منصات التتويج وتقديم موسم متميز.
وعن أكثر ما يتعلق به بعد الرحيل عن الأهلي الذي قضى فيه حياته كلاعب، قال “ أكثر ما يحزنني هو الابتعاد عن التدريب مع زملاء مشواري مع الأهلي خاصة فيصل خليل ومحمد قاسم، فضلاً عن بقية اللاعبين، حيث تربطني بهم جميعاً علاقات قوية ووطيدة وليس فقط باللاعبين، بل حتى بالموظفين داخل النادي والإداريين”.
وأشار سالم إلى أن أهم ما فكر فيه مؤخراً، هو ضرورة حصوله على الراحة النفسية، وهو ما يتوقع أن يلقاها في النصر، من دون أن يعني ذلك أنه كان يعاني بالأهلي، وقال “ما كان يحزنني هو الابتعاد عن اللعب أساسياً في الأهلي، وعلى الرغم من ذلك كانت علاقتي متميزة بالجميع، خاصة الجهاز الجديد بقيادة أوليري الذي يملك شخصية جيدة ويتعامل مع الجميع بود واحترام، فضلاً عن بقية اللاعبين سواء القدامى أو الجدد، ولكن في النهاية هذه هي سنة الحياة”.
وأضاف”: أن خوض تجربة الاحتراف أمر مفيد بلا شك، وأتوقع أن أحقق الاستفادة الجيدة من هذه الخطوة، ولديّ طموح كبير مع النصر وجماهيره”.
وعن الأسباب التي أدت إلى تفكيره جدياً في الرحيل، وما إذا كانت متعلقة برحيل بعض زملائه بالفريق نهاية الموسم الماضي، وعلى رأسهم محمد فوزي ويوسف جابر وعلي عباس وبدر ياقوت، قال “لم أنظر لأي لاعب آخر، كما لم أفكر في كيفية انتقال أي لاعب مهما كان موقفه، خاصة أنني جددت تعاقدي مع الأهلي، وكما لم أفكر مطلقاً في أنني سوف أنتقل هذا الموسم، ولكن النصر طلب ضمي وكان هناك إصرار من جانب النصر أشكرهم عليه، حيث كان كافياً لعودة الثقة لي، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم، وأن أقدم للفريق الهدف من ضمي إليه على سبيل الإعارة”.
ونفى سالم تفكيره في الرحيل بشكل كامل عن القلعة الحمراء، مشيراً إلى أنه متمسك بالرحيل لنهاية الموسم فقط، ومن ثم العودة إلى الأهلي.
مرزوق: لم نفرط في اللاعب والمصلحة تقتضي رحيله
دبي (الاتحاد) - طالب عنتر مرزوق عضو لجنة الكرة بالأهلي جماهير القلعة الحمراء، تفهم القرار الأخير، الذي قضى برحيل سالم خميس إلى النصر على سبيل الإعارة، وقال مرزوق “الأهلي لم يفرط في سالم خميس، والقرار جاء في الأساس للحفاظ على اللاعب، ومنحه الفرصة للمشاركة كأساسي، بدلاً من بقائه أسيراً لدكة البدلاء، وهو ما كان يضر باللاعب الموهوب الذي يملك قدرات يعلمها الجميع”.
وأشار مرزوق إلى أن الجماهير لا تتقبل فكرة رحيل اللاعبين الذين ارتبطت بهم مثل سالم خميس، وقال “الأمر كله في النهاية نظرة فنية، وانتظرنا كل هذه الفترة، لمعرفة رأي الجهاز الفني الذي فضل التمسك به لآخر فرصة ممكنة، حيث كان اللاعب يرغب في اللعب كأساسي، وهو أمر طبيعي، ولكن الجهاز الفني يرى أن مركزه مملوء باللاعبين، لذلك وافق أوليري على ترك سالم ينتقل إلى النصر حتى نهاية الموسم فقط على سبيل الإعارة”.
وأكد مرزوق أن كلا الموقفين يفيد اللاعب والأهلي معاً، وقال “لو تألق سالم مع النصر خلال الموسم الجاري، وهو ما يتوقعه الجميع فسوف يعود إلى قمة الجاهزية الفنية والنفسية للأهلي من جديد، ولو تمسك النصر ببقائه بعد موافقة الجهاز الفني للأهلي فسوف يعود إلى النادي واللاعب بالمنفعة أيضاً”.
وأشاد مرزوق بسالم خميس وقال “هو لاعب متميز بالفعل، والجميع يعرف ما يملكه من قدرات فنية متميزة، وقد يكون للانتقال وخوض تجربة الاحتراف بنادٍ مختلف وعيش أجواء مختلفة مردود إيجابي على اللاعب”.
عدد اليوم
