السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان العميمي: سر خلود قصائد راشد الخضر يكمن في اللون التجديدي المختلف والمبتكر

سلطان العميمي: سر خلود قصائد راشد الخضر يكمن في اللون التجديدي المختلف والمبتكر
23 يونيو 2011 00:30
يعمل الشاعر والباحث سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر بأبوظبي، حالياً على وضع الخطوط والإضافات الأخيرة على الطبعة الثانية من كتاب “سفرجل” الذي يضم شروحاً لقصائد الشاعر الشعبي الكبير الراحل راشد الخضر، ويتناول الكتاب أيضاً جوانب من السيرة الذاتية للشاعر. وللتعرف إلى القصائد والشروح والتفاصيل الجديدة والإضافية التي تتضمنها الطبعة الثانية من كتاب “سفرجل”، والذي استقى عنوانه من قصيدة شهيرة للشاعر انتشرت من خلال أغنية للفنان الكويتي عبد المحسن المهنا ولقت صدى جيداً ولافتاً لدى متذوقي الشعر والفن في المنطقة، يقول سلطان العميمي لـ “الاتحاد” إن الطبعة الأولى من كتاب “سفرجل” هي الوحيدة التي صدرت حول الشاعر راشد الخضر، وضمت بين دفتيها أكبر عدد من القصائد المعروفة والأخرى المجهولة من الميراث الشعري الحافل والمتنوع الذي تركه الخضر للساحة الأدبية في الإمارات، وأضاف العميمي أنه عثر على قصائد للخضر بعد نشره للطبعة الأولى من الكتاب، ولم يسبق نشرها ولم تكن متداولة بين محبي ومتذوقي شعره المميز والفريد في أسلوبه وطرحه، وبالتالي يضيف العميمي هذه القصائد في الطبعة الجديدة مع الشروح المتعلقة بالمفردات الشعبية التي يصعب على الجيل الجديد معرفتها وفك مغاليقها، وذلك حتى يكتمل التواصل مع منظومة القصائد التي ألفها الخضر في مشواره الشعري الممتد والمتشعب. ونوه العميمي بأن الطبعة الثانية من الكتاب تضم أيضاً جوانب من السيرة الذاتية للشاعر لم يتم ذكرها أو توثيقها سابقاً، كما أن الكتاب يضم قراءة مختلفة لحياة الخضر اعتماداً على العلامات والشفرات والإشارات الخفية والغامضة التي تركها وأودعها في أبياته الشعرية التي يمكن أن تحتمل قراءات مختلفة. ورداً على سؤال حول مدى إمكانية وجود قصائد للخضر لدى بعض الشعراء والباحثين المعاصرين والذين يرفضون حتى الآن الحديث أو الإفصاح عنها، أجاب العميمي بأن هناك فعلاً قصائد يحتفظ بها البعض لأسباب شخصية أو لأسباب تتعلق بطبيعة القصائد نفسها، والتي يمكن أن تتضمن هجاء ونقداً لاذعاً، أو لأنها تطرقت لمواضيع اجتماعية حساسة وسمت الفترة التي عاشها الشاعر. ويضيف العميمي “لكن هذه القصائد قليلة ونادرة رغم أنها من الناحية التوثيقية والأرشيفية يجب ألا تغيب عن القارئ والمتابع للمشهد الشعري المحلي في الإمارات، ولكنها على العموم لن تؤثر على الحصيلة الكبيرة من القصائد التي تركها الشاعر، وباتت تعبر عن خصوصية وجماليات شعره، والذي يمكن للباحث أن يجد فيه كنزاً من التفسيرات والشروح، ومجالاً لا يتوقف ولا ينضب من التحليل والبحث والنقد الأدبي”. وحول الآلية التي اتبعها والمصادر التي اعتمد عليها في شرح مفردات القصائد، أشار العميمي إلى أن كتابه يعتبر الوحيد الذي ضم جل ما قدمه الخضر مع شرح لمفردات القصائد، وقال إن هذه الشروح أخذت منه جهداً ووقتاً كبيراً، واعتمد في آلية ومنهجية بحثه في هذه المفردات، على مقابلة كبار السن والشعراء الذين عاصروا الشاعر في مناطق مختلفة من الدولة كان الخضر قد زارها أو أقام فيها لفترة من الزمن، خصوصاً أن قصائده كانت زاخرة بذكر الأحداث المهمة وتفاصيل الأمكنة وأسمائها وبالتالي - كما يقول العميمي - “كان من الواجب علي أن أرى وأتواصل مع هذه الأمكنة ومع الأشخاص الذين عاصروا الأحداث التي عاشها الخضر ووثقها في شعره، وذلك حتى لا تفلت مني الجزيئات الصغيرة والتعابير الصعبة، والتي تتطلب الأمانة والصدق عند القيام بعملية شرحها وتفسيرها للقارئ”. وعن هؤلاء الأشخاص الذين التقاهم، أشار العميمي إلى أنه التقى أشخاصاً كثيرين منهم المؤرخ والباحث والشاعر وحتى كبار السن الذين يحتفظون بذاكرة حية ومتقاطعة مع حياة الشاعر راشد الخضر. وقال العميمي إنه يدين بالفضل لأشخاص مثل سيف بن سليمان الشامسي، وحمد بن عبدالله الشيبة، وعلي المطروشي مدير متحف عجمان، وغيرهم. وعن سر بقاء وتواتر وخلود قصائد الخضر في ذاكرة الناس وعدم خفوت أو تلاشي الوهج والطلاوة والإغواء والجزالة اللغوية عن شعره حتى اليوم، أجاب العميمي أن الخضر ومنذ أن ظهرت قصائده المبكرة وشاعت بين الناس تحول إلى ظاهرة، سواء في إنتاجه الشعري أو فيما يتعلق بأزمته الشخصية وقلقه وحزنه وانعزاله وانطوائيته التي زاد من وقعها الغربة والمعاناة واليتم الذي ارتبط به ولاصقه منذ الصغر، وكذلك أسفاره وتنقله المستمر في مناطق الدولة وخارجها أيضاً. وأضاف العميمي أن سر خلود قصائد الخضر يكمن أيضاً في اللون التجديدي المختلف والمبتكر الذي أضفاه على القصيدة النبطية في الإمارات، خصوصاً أنه أدخل مفردات وتراكيب مدهشة في قصائده اعتمد فيها على موهبته وثقافته الشخصية، وكذلك على العبارات والقصص القرآنية التي وظفها بشكل ذكي وسلس وموفق في قصائده والتي لم تخل أيضاً من توثيق للأحداث الاجتماعية والسياسية التي عاصرها وتفاعل معها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©