الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هبة شركس: التأخر الدراسي مشكلة يجب علاجها بكثير من الجهد

هبة شركس: التأخر الدراسي مشكلة يجب علاجها بكثير من الجهد
18 سبتمبر 2010 20:45
يبدأ العام الجديد وتنسحب وراءه الكثير من التحديات التي يعيشها الأهل والطلبة في آن واحد، عام دراسي بكل تفاصيله وجزئياته، وعليه تنبني حياة الفرد كاملة، والمراحل التأسيسية تبقى القاعدة التي يراهن عليها، إن صلحت صلح البنيان كله، وهكذا يسعى الأهل والمدرسة إلى تأسيس الأبناء التأسيس الصحيح وتدارك التأخر إن وجد. هذا ما تلقي عليه الضوء الدكتورة هبة شركس استشارية نفسية وأسرية وخبيرة تربوية، عضو هيئة تدريس بالأكاديمية الأميركية للعلوم والتنمية، تقول في هذا الإطار وتشرح بداية معنى التأخر الدراسي: هو الفجوة بين مستوى التحصيل الدراسي الفعلي للطالب ومستوى التحصيل المنشود أو المتوقع منه، وقد يعاني الطالب من تأخر دراسي عام، بمعنى أنه يشمل جميع المواد الدراسية، أو أن يكون هذا التأخر جزئياً، أي في بعض المواد الدراسية المرتبطة ببعضها كالمواد التي تحتاج إلى حفظ مع الاحتفاظ بمستوى جيد في المواد التي تعتمد على الفهم أو العكس، كما يمكن أن يكون التأخر في مادة دراسية واحدة دون باقي المواد، أما أهم الأسباب وراء هذه الظاهرة التي نسميها ثلاثية الأبعاد لأنها تتلخص في ثلاث نقاط أساسية وهي: أسباب تتعلق بذات الطالب، أسباب تتعلق بالمدرسة، وأسباب تتعلق بالأسرة وبيئة الطالب، وتضيف شركس في نفس السياق: «على أرض الواقع لايوجد خط فاصل بين هذه العوامل والأسباب، بل إنها تتمازج وتتداخل لتفرز لنا هذه المشكلة «التأخر الدراسي». تذكر شركس أن للتشخيص دور مهم في اكتشاف هذا التأخر ومعالجته وتقول: التشخيص الدقيق للأسباب ينتج عنه حلول فعالة وفق خطة مدروسة فكيف يتم ذلك؟ عبر التقييم الدقيق للوضع الراهن والذي يعتمد على: إجراء بعض الاختبارات عليـه، والبحــث عن السبب وراء التأخر الدراسي، استبعاد وجود مشكلة عضوية تؤثر على التحصيل الدراسي «مشاكل سمعية، بصرية» ثم تقييم مهارات الطفل، المهارات الأكاديمية «القراءة، الكتابة، المهارات الرياضية ..الخ) والمهارات والقدرات الخاصة باكتساب العلم «التركيز، الذكاء، القدرة على الاستنتاج، التحليل، التفكير المنطقي...الخ ) المهارات النفسية والاجتماعية (الثقة بالنفس، قبول الذات، مهارات التواصل الاجتماعى...الخ) ولكل طالب نمط متفرد، والتعرف على هذا النمط يسهل علينا التواصل مع الطالب وتعليمه المهارات التي يحتاجها، فعلى سبيل المثال الطالب الحركي لا يحب الاستماع لفترات طويلة ويفضل الأنشطة العملية، ويدخل في تقييم نمط الطالب هواياته ومواهبه الخاصة لما لها من دور داعم في العملية التعليمية. تلعب البيئة الأسرية في حياة الطالب دورا مهما وأساسيا، إن سادها خلل أثر ذلك على مردودية الطفل العلمية والعملية، وفي ذلك تقول شركس: تقييم البيئة التي يعيشها الطفل سواء داخل المنزل أو خارجه لتحديد المحفزات التربوية المتوفرة في البيئة من جهة والمعوقات الموجودة من جهة أخرى ثم يجب كذلك تقييم الحالة الاجتماعية والمستوى العلمي والاقتصادي الذي قد يلقي بظلاله على مستوى تحصيل الطالب، فزيادة الرفاهية بأشكالها المختلفة تقلل من رغبة الطالب في التعليم، ويعلق ذهنه بأشياء أخرى تعيق تحصيله الدراسي، وعلى الصعيد الآخر ضيق الوضع الاقتصادي في المنزل والخلافات الأسرية المستمرة تحدث جواً من التوتر الذي يؤثر بدوره على مستوى الأبناء التعليمي، وهناك بعض الأسر تصر على إلحاق أبنائها بالمدارس في سن مبكرة جدا متجاهلة توافق العمر العقلي للطفل مع عمره الزمني، وضاربة بعرض الحائط احتياجات الطفل للعب والانطلاق في أعوامه الأولى. توضح شركس أن للبيئة المدرسية دور جد هام في العملية التحصيلية هكذا تقول: يجب تقييم الكفاءة العلمية والمهنية للمدرس، وتقييم نوعية المناهج التعليمية، فبعض الأهالي يصرون على تعليم أبنائهم في ما يسمى مدارس اللغات التي قد لا تتناسب مع مستوى تحصيل بعض الطلاب التعليمي متجاهلين «فن الممكن»، وهو في هذه الحالة إمكانية تفوق هؤلاء الطلبة في المدارس العربية وتفوق آخرين في مدارس أجنبية، حيث أن ما يناسب طالب قد لا يناسب آخر، ثم يجب تقييم علاقات الطفل المدرسية سواء بمعلميه أو زملائه، أن البيئة الاجتماعية السليمة تحفز الطالب على التعليم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©