السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السجائر الإلكترونية.. عديمة الدخان وقليلة النيكوتين

السجائر الإلكترونية.. عديمة الدخان وقليلة النيكوتين
18 سبتمبر 2010 20:32
ارتبط اسم السجائر منذ ظهورها بالدخان، بل إنها صارت مرادفة له، فعلبة دخان هي ببساطة علبة سجائر. ومنها جاء المصدر “التدخين” مصدقاً لعملية شفط محتوى السيجارة وامتصاص مكوناتها ثم نفث دخانها، فهل سيتغير اسمها إذا ابتكرت شركات التبغ سجائر بدون دخان؟ وهل سيؤدي ذلك إلى السماح بتدخينها في الأماكن العمومية مرةً أخرى بعد أن قطعت وزارات الصحة في حكومات مختلفة أشواطاً في حملات توعوية وفرض غرامات على كل من يثبت تورطه في مخالفة التدخين في مكان عام؟ قد يستقبل المدخنون هذا الخبر بانشراح، بينما قد ينظر إليه “المدخنون السلبيون” بنوع من الريبة والتشكيك في عودة شبح تهديده للصحة والبيئة العامة. فهل يتحرر المدخنون من تلك القاعات الضيقة الشبيهة بالأقفاص التي يضطرون إلى ممارسة عادة التدخين فيها والتي عادةً ما تخلو حتى من الكراسي بشكل يعتبره البعض نوعاً من الاضطهاد الخاص للمدخنين؟ لم يعد يخلو أي مركز تسوق أو مركب تجاري من ملصقات جدارية تستخدم اللغة والإشارات لتوصيل فكرة منع التدخين فيها، ويتم ذلك بالأساس حرصاً على غير المدخنين من التضرر، وحرصاً أيضا على نقاوة الهواء الداخلي وضمان حرية أفراد المجتمع في ارتياد الأماكن المغلقة دون تذمر أو تضرر. غير أنه ما يزال هناك أشخاص يصرون على تحدي هذه القوانين، فقد ينغص فرجتك السينمائية انبعاث دخان سيجارة ما قد لا يتبين مصدرها في قاعة مطفأة الأضواء والأنوار، وذلك على الرغم من الصوت الرنان الطنان الذي يستقبل رواد السينما ويسرد عليهم عدة ممنوعات على رأسها التدخين، وقد يحدث الأمر عينه في أحد المطاعم أو حتى في الطائرة. وهذه الأمثلة هي غيض من فيض دفع بعض أرباب شركات التبغ إلى ابتكار سجائر إلكترونية تعمل بالبطاريات دون استخدام التبغ وتجعل المدخن ينتشي بسيجارته دون أن يرى من حوله أي دخان أو يشموا أية رائحة. سجائر دون دخان يقوم مبدأ السجائر الإلكترونية على بطاريات تجعل السيجارة تبعث خيط رذاذ رفيع من النيكوتين دون لهب أو دخان. ويستخدم بعض الراغبين في قطع عادة التدخين هذه السجائر كإحدى الوسائل التدريجية التي تفضي بهم في نهاية المطاف إلى الكف عن التدخين نهائياً. وتجعل السجائر الإلكترونية مدخنها يشعر بنفس تأثير دفقة نيكوتين السجائر الحقيقية. ويستخدمها أشخاص آخرون في الأماكن التي يُحظر فيها التدخين، في حين يدخنون السجائر العادية التقليدية العادية عندما يكونون في الهواء الطلق أو في بيوتهم. خيارات نيكوتين لم تعتمد الجهات الصحية بأميركا وبعض دول أوروبا هذا النوع من السجائر ضمن الوسائل المساعدة على الإقلاع عن التدخين. ومثل غيرها من المنتجات الجديدة، استقطبت هذه السجائر شريحة واسعة من المدخنين وصارت موضوع نقاشاتهم في المقاهي والمنتديات الإلكترونية الاجتماعية ومدوناتهم الشخصية، ولم يخف بعضهم أنه وجد ضالته في السيجارة الإلكترونية. وتباع هذه السجائر عبر عدد من المواقع الإلكترونية وبعض المقاهي والنوادي وأكشاك السجائر في أوروبا وأميركا للجميع دون قيود في السن. وهي متوافرة بتشكيلات تضم نسباً مختلفة من النيكوتين. ويمكن للزبون اقتناء هذه السجائر حسب نسبة النيكوتين التي يرغب فيها، فهناك سجائر بنسبة 18 ميليجراماً من النيكوتين وهناك الأقل منها التي لا تتعدى نسبة النيكوتين فيها 12 ميليجراماً، وكذلك الخفيفة جداً بنسبة 6 ميليجرامات، كما أن هناك سجائر إلكترونية خالية من النيكوتين. ويقول مسؤولو إحدى الشركة المنتجة لهذه السجائر «بالنسبة للمدخن العادي، فإن عمر كل خرطوشة إلكترونية يعادل علبة سجائر إلى علبة ونصف مما يدخنه الشخص. فكل علبة سجائر عادية تضخ في جسم المدخن 20 ميليجراماً من النيكوتين. وتضم كل خرطوشة أيضاً الماء والمركب الكيميائي بروبيلين الجليكول الذي يساعد على توزيع النيكوتين في جسم المدخن. إحدى وسائل الإقلاع تأتي هذه الخراطيش بنكهات ومذاقات مختلفة، إذ تشمل نكهة النعناع والفانيلا والتوت الأزرق وخيارات أخرى، بالإضافة إلى توافرها بألوان متعددة. فسجائر «هيدرو إمبيرال» على سبيل المثال تأتي باللونين الأبيض والأسود. ولا تسمح وكالة التغذية والأدوية في أميركا للشركات المنتجة للسجائر الإلكترونية بتسويقها كإحدى الوسائل المساعدة على الإقلاع عن التدخين، لكن رون مادونالدز، رئيس شركة كراون سيفن، وجوناس جوينر، مدير التسويق بشركة إس إس تشويس، يقولان إنهما يعرفان عدداً كبيراً من المدخنين السابقين الذين استخدموا السجائر الإلكترونية للابتعاد التدريجي عن تدخين السجائر الحقيقية إلى أن أقلعوا عنها بشكل نهائي. وقد نجح بعض المدخنين في الاكتفاء بتدخين سجائر إلكترونية خالية من النيكوتين، بينما لم يقم آخرون سوى بتغيير مصدر النيكوتين من سيجارة عادية إلى أخرى إلكترونية. ويضيف ماكدونالدز «تحمس العديد من المدخنين لمنتجاتنا من السجائر الإلكترونية واستمروا في استخدامها بدل السجائر العادية وغالبيتهم يعبرون عن شعورهم بالتحسن والرضى». تدخين دون تلويث يقول ممثلو شركة «نجوي»، إحدى الشركات الأميركية المنتجة للسجائر الإلكترونية، «تزود السجائر الإلكترونية صاحبها بنفس المتعة والشعور وبدون مشكلات صحية واجتماعية واقتصادية». ويشير موقع «إس إس تشويس» أن السجائر الإلكترونية التي ينتجها هي أنسب وأوفر من السجائر العادية التي تحتوي مكوناتها على آلاف المضافات الكيميائية الأخرى. ومن جهته، يدعي موقع «كراون سيفن» أن السجائر التي يصنعها هي «أحدث الطرق لتحقيق متعة «التدخين» دون إحداث الأضرار التي تصاحب عادةً التدخين بالطريقة العادية. تساؤلات معلقة يقول توماس إيسنبورج، مدير مختبر علم الصيدلة السلوكية والسريرية في جامعة ريتشموند، «على الرغم من استقطاب السجائر الإلكترونية لعدد كبير من المدخنين والراغبين عن الإقلاع عن التدخين، فإنه ما زالت هناك العديد من التساؤلات التي تنتظر إجابات واضحة. فالسجائر الإلكترونية لم تُدرس من حيث مدى قدرتها على مساعدة المدخن على الإقلاع عن التدخين أو الزيادة في إدمانه، ولذلك فليس معروف إلى الآن حجم الأضرار الصحية لمصادر النيكوتين البديلة هذه”. وأضاف إيسنبرج أنه ليس واضحاً إلى الآن حقيقة ما يستشعره جميع مستخدمي السجائر الإلكترونية عندما يرتشفون «رحيقها». في طور التجريب قام إيسنبرج وزملاء له بجمع 32 مدخناً ووزعوا عليهم نوعان مختلفان من السجائر الإلكترونية، الأول يحتوي على 18 ميليجراماً، والثاني يحتوي على 16 ميليجراماً، وخلُصوا إلى أن هذه السجائر خفضت نسبة شره المدخنين في التدخين، والأهم من ذلك أن كلا النوعين لا يضخان النيكوتين في دم المدخن إلا بنسبة قليلة جداً مقارنةً مع السجائر العادية. ويقول إيسنبرج إن هذه التجربة بينت لهم أن السجائر الإلكترونية تحقق الإشباع النفسي للمدخن على الرغم من عدم تزويدها الجسم بكميات كبيرة من النيكوتين، داعياً إلى إجراء دراسات على فئات أوسع من المدخنين الذين جربوا هذه السجائر للخروج بنتائج أكثر دقة. وأوضحت دراسة أخرى أن رشف النيكوتين من سيجارة عادية هو أسهل من رشفه من سيجارة إلكترونية. أقل خطورة يدعو إيسنبرج من يفكرون في الإقلاع عن التدخين إلى اللجوء إلى السجائر الإلكترونية وتجريب استخدامها كسجائر بديلة لمدة 6 أو 8 أسابيع نظراً لأنها تتيح لهم رشف كميات أقل من النيكوتين، وهو ما يؤدي بهم تدريجياً إلى الاستغناء نهائياً عنها. ويقول آدم ليفنتيل، مدير مختبر صحي لمقاومة الإدمان، «من المؤكد أن السجائر الإلكترونية أقل خطورة من السجائر العادية، لكنه يقول إن وسائل الإقلاع عن التدخين الأخرى المتوافرة في مراكز المساعدة على الإقلاع عن التدخين تبقى خياراً أفضل» ويضيف «نتعمد دائماً إخبار الناس الذين يتخذون قرار الإقلاع عن التدخين بأن يحاولوا التخلص من كل ما يذكرهم بالتدخين، بما في ذلك رؤية السجائر ومنفضة السجائر». جبهة ممانعة يقول كارل فيليب، أستاذ سابق في جامعة ألبرتا بإدمنتون ومؤسس موقع إلكتروني يروج لبدائل السجائر الأقل خطورة وضرراً «إن الخبراء وصناع القرار الذين يرفضون استخدام السجائر الإلكترونية بشكل قاطع يُفوتون على الراغبين في الإقلاع عن التدخين فرصة كبيرة لتحسين صحتهم والكف عن التدخين بشكل أسرع». ويضيف «إن هناك شبه إجماع أن السجائر الإلكترونية أقل ضرراً من السجائر العادية. وبالنسبة لي فمجرد أنها تتيح رشف سيجارة أمام الغير دون إيذائهم هو إنجاز يجعلنا نقتنع أكثر بأفضلية استخدامها بمنطق «أقل الضررين». عن “لوس أنجلوس تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©