زايد العامري.. الهداف «عاشق بانينكا»

معتصم عبدالله (دبي)

ما بين الاختلاف حول كونها مهارة خاصة لقدرات اللاعبين، أو فرصة قد يراها البعض «سهلة» لتسجيل الأهداف، تستأثر ركلات الجزاء بالجدل الأكبر في كل المباريات سواء احتسبت بقرار من الحكم أو التقنية الحديثة أو أغفل عنها طاقم التحكيم، وبعيداً عن الخلاف حول طريقة التسديد، يحتاج تسجيل ثلاثة أهداف من علامة الجزاء خلال مباراة واحدة، إلى جرأة ومهارة خاصة، وهو ما تمثل في مقدرات مهاجم وهداف الأبيض الأولمبي زايد العامري.
وقاد العامري مهاجم الجزيرة، الأبيض الأولمبي للتأهل للدور ربع النهائي في دورة الألعاب الآسيوية 2018 في إندونيسيا، على حساب صاحب الأرض بالفوز بركلات الترجيح 4-3، بعد تعادل الفريقين 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي أمس الأول على ستاد ويباوا موكتي في سيكارانغ، ضمن دور الـ16 في كرة القدم للرجال.
في الوقت الأصلي سجل زايد العامري «20 و65 من ركلتي جزاء» هدفي الإمارات، في حين أحرز البيرتو كوستا «52» وستيفانو ليليبالي «90» هدفي إندونيسيا، قبل أن يعود العامري ليسجل الثالثة في ركلات الترجيح، ليتأهل الأبيض لمواجهة نظيره منتخب كوريا الشمالية ظهر غدٍ.
نفذ العامري ركلة الجزاء الأولى والتي ارتكبت إثر مخالفة مع ذات اللاعب، بطريقة تبدو اعتيادية قبل أن يعود ويسجل ركلة الجزاء الثانية على طريقة بانينكا، معيداً ذكرياته الشخصية مع منتخب الناشئين في مباراة ودية أمام سنغافورة في أغسطس 2013، ضمن إطار التحضيرات لمونديال الناشئين الذي أقيم بالإمارات في العام ذاته، حيث سجل الهدفين الثاني والثالث في المباراة التي انتهت بتفوق الأبيض وقتها 3-0.
وقتها علق العامري على تسجيله الهدف الثالث لمنتخبنا في شباك سنغافورة على طريقة اللاعب التشيكوسلوفاكي «بانينكا»، حيث عمد إلى رفع الكرة بتسديدة خفيفة وسط المرمى من فوق الحارس السنغافوري شاهول ريد، قائلاً: إنها المرة الأولى التي أنفذ فيها ركلة جزاء على هذه الطريقة، سواء مع المنتخب أو نادي الجزيرة، شاهدت تنفيذ ركلة جزاء بهذه الطريقة للمرة الأولى في نهائي كأس العالم 2006، حينما افتتح الفرنسي زين الدين زيدان التسجيل لمنتخب بلاده في مرمى الايطالي بوفون، حيث لعب الكرة بهدوء من فوق الحارس لترتطم بالقائم وتسقط داخل المرمى.
وتابع: على الرغم من أن هذه اللقطة ظلت محفورة في ذهني وتكررت عقب ذلك من أكثر من لاعب، أمثال الايطالي اندريا بيرلو، إلا أنني لم أجربها سوى أمام سنغافورة، واعتقد أن إعادة الكرة في مونديال الناشئين تحتاج إلى جرأة أكبر، وتتوقف على نتيجة المباراة التي نخوضها.
لم تسنح الفرصة خلال مونديال الناشئين للعامري التسجيل بطريقة بانينكا، ولكنه نجح في المقابل في حفر اسمه في سجلات المونديال، حيث سجل هدف «الأبيض» الوحيد أمام البرازيل، ليصبح بالتالي اللاعب الإماراتي الأول الذي ينجح في زيارة شباك «السامبا» في مختلف مواجهات الفئات العمرية بين المنتخبين.
يذكر أن «طريقة بانينكا» والتي أضحت أمراً مألوفاً في كرة القدم العصرية، هي لمسة قديمة يعود تاريخها إلى نهائي مسابقة كأس الأمم الأوروبية عام 1976، عندما نفّذها لأول مرة المتألق انتونين بانينكا. وبحركته الفنية تلك، ترك هذا المبدع بصمةً لا تمحى في عالم الساحرة المستديرة.