قرية الفجيرة للتراث ·· تجسد ملامح الأجداد

انسجاماً مع مقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' لقد ترك الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه ونطوره ليبقى رمزآ لهذا الوطن والأجيال القادمة···'' اتجهت مؤسسات الدولة وموظفوها إلى تبني كل ما من شأنه أن يعرف هذا الجيل المتنكر لحياة آبائه وأجداده لا ليمجد ذاك الماضي وذاك التاريخ فحسـب بل ليقف وقفة جادة ويمنح نفسه فرصة التفكير كيف تعب هؤلاء وصنعوا حضارة ومجداً وقدموها لنا على طبق من ذهب على الرغم من قلة مواردهم وبساطة عيشـهم فما كان منا إلا تنكـرنا لأصلنا وماضينا وهويتنا ولغتنا··· وانطلاقاً من ذلك أصدر صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة أوامره بإنشاء قرية الفجيرة للتراث، حيث أقيمت في العام 1996 وذلك إيمانا من سموه بضرورة احياء التراث وتعريف الشباب والاجيال المقبلة، بالموروثات القديمة وكيف كان يعيش الآباء والأجداد· وتقع قرية التراث على مساحة 6000 متر مربع بالقرب من حديقة عين مضب الكبريتية السياحية بين سلاسل جبلية ومناظر طبيعية خلابة· وتضم القرية الكثير من المقتنيات ونماذج من المنازل القديمة المبنية من سعف النخيل ومنتجاته والأدوات القديمة التي كان آباؤنا وأجدادنا يستخدمونها في حياتهم العملية اليومية ومنها الأواني الفخارية والحجرية والبرونزية وأدوات الصيد البحرية التي كانوا يعتمدون عليها في الصيد مثل القوارب المختلفة والشاشات، إلى جانب أدوات الزراعة والأدوات المنزلية القديمة وأواني طهي الطعام والأواني النحاسية المستخدمة في القهوة العربية· وكذلك الجرار الفخارية المستخدمة لحفظ مياه الشرب، اضافة الى نموذج لطريقة استخراج المياه الجوفية من الرج للري عن طريق ''اليازرا'' المعتمدة على ثور قوي يشد الحبال المربوطة بالدلو الجلدي·· كما يكشف الحصن المبني داخل القلعة عن عبقرية معمارية لدى الاجداد في بناء الحصون· ومن يرى قرية التراث في الفجيرة يعيش لحظات من الماضي بكل ملامحه وتفصيلاته وأساليب الحياة القديمة بين المنازل والأدوات المستخدمة من سعف النخيل وسيقانه والأدوات المنزلية القديمة التي كان يستخدمها الانسان في هذه المنطقة·