عدد اليوم
قال مصدر في وزارة الداخلية الإيطالية إن المحادثات حول توزيع مهاجرين عالقين، في سفينة على أحد الموانئ الإيطالية وترفض روما استقبالهم، لم تسفر عن أي نتائج.
وبحثت المحادثات، التي عقدت في بروكسل بين 12 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي بما في ذلك إيطاليا، عن حلول طويلة الأجل لمشاكل الهجرة بالنسبة لروما.
وعقد الاجتماع في الوقت الذي تمنع فيه إيطاليا نزول 190 مهاجراً عالقين في سفينة "ديتشوتي" التابعة لخفر السواحل الإيطالي في ميناء كاتانيا حتى توافق دول أخرى في الاتحاد الأوروبي على استقبالهم.
وقالت مصادر في الاتحاد الأوروبي إن النمسا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا واليونان وإيرلندا ولكسمبورج ومالطا وهولندا والبرتغال وإسبانيا هي الدول الأخرى التي شاركت في المحادثات.
وصعّدت روما، اليوم الجمعة قبل الاجتماع، لهجتها في وجه الاتحاد الأوروبي في مسألة توزيع المهاجرين.
وبعد هجمات متكررة لوزير الداخلية الإيطالي نائب رئيس الحكومة اليميني ماتيو سالفيني في ملف الهجرة، دخل نائب رئيس الحكومة الإيطالية وزعيم حركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسات لويجي دي مايو على خط المواجهة مع الاتحاد الأوروبي مصعداً ومتوعداً.
وقال دي مايو، في مقابلة نشرت الخميس على موقع فيسبوك، إنه "إذا لم تصدر أي نتائج عن اجتماع المفوضية الأوروبية غداً (أي اليوم الجمعة)، وفي حال لم يتخذوا أي قرار بشأن (السفينة) ديتشوتي وإعادة توزيع المهاجرين فلن نكون، حركة خمس نجوم وأنا، على استعداد لإعطاء الاتحاد الأوروبي 20 مليار يورو كل عام".
واليوم الجمعة، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي على فيسبوك "على إيطاليا أخذ العلم بأن أوروبا أضاعت اليوم فرصة جيدة" لإظهار تمسكها بـ"مبادئ التضامن والمسؤولية" التي تعتبرها دوماً "قيماً أساسية"، في إشارة منه إلى عدم توصل الاجتماع الذي عقد في بروكسل إلى أي اتفاق حول الهجرة.
وتابع كونتي أن إيطاليا "ستستخلص العبر" من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
من جهته، سعى وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو إلى التهدئة بتأكيده، مساء اليوم الجمعة، أن "أعضاء الاتحاد الأوروبي ملزمون قانوناً بتسديد المساهمات المالية للاتحاد".
وفي وقت سابق الجمعة، رد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية ألكسندر فينترشتاين على تصريحات دي مايو، مؤكداً أن التهديدات في أوروبا "لا تفيد في شيء ولا تؤدي إلى أي نتيجة".
وأكد فينترشتاين أن "التصريحات غير البناءة لا تساعد ولا تسهم في تقريب الحلول".
وأفادت وسائل إعلام إيطالية بأن المهاجرين العالقين على متن السفينة "ديتشوتي" بدأوا إضراباً عن الطعام احتجاجاً على الأوضاع التي تعيشها.
وأعلن خفر السواحل الإيطاليون أن هؤلاء المهاجرين "رفضوا صباح الجمعة تناول الفطور".
ورد وزير الداخلية الإيطالي وزعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني على خطوة المهاجرين بقوله إن "خمسة ملايين إيطالي ممن يعيشون في فقر مدقع يضربون عن الطعام كل يوم، ولا يحرك الصحافيون والغيارى على مصالحهم ساكناً. الإيطاليون أولاً".
وعُقد الاجتماع في بروكسل، اليوم، بعد أسبوع من إنقاذ السفينة "ديتشوتي" التابعة لخفر السواحل الإيطاليين 190 مهاجراً في 15 و16 أغسطس الجاري في مياه البحر المتوسط، ورفض وزير الداخلية الإيطالي استقبالهم في إيطاليا.
وبعد أسبوع من عملية الإنقاذ، تبدو الحكومة الإيطالية أكثر إصراراً على موقفها المتشدد في ملف الهجرة، وهي تلقى في ذلك تأييداً شعبياً قوياً، بحسب آخر الاستطلاعات، على الرغم من الانتقادات المتزايدة للمعاناة التي يعيشها المهاجرون على متن السفينة "ديتشوتي".
