الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مصريات يبحثن عن الرزق وتحقيق الذات على «فيس بوك»

17 سبتمبر 2010 01:12
تتصفح رانيا أبو بكر صوراً لمجموعة من الملابس على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ثم تنتقل إلى صفحة أخرى لتستعرض تصميمات حلي فضية قبل أن تطلب شراء قرط فضي مطعم باللؤلؤ مقابل 130 جنيهاً شاملة رسم التوصيل إلى المنزل. وأصبح الفيسبوك جزءاً من الحياة اليومية لآلاف المصريين، وقال تقرير لمركز معلومات مجلس الوزراء صدر في مارس إن مصر تحتل المرتبة الأولى عربياً في الدخول على الموقع بعدد مستخدمين تخطى 2.4 مليون شخص في حين قفز عدد مستخدمي الإنترنت إلى 14.5 مليون بنهاية 2009. ومع الوقت تحول موقع التواصل الاجتماعي الشهير الذي أطلق عام 2004 إلى منبر للآراء السياسية وساحة لدعوات التغير الاجتماعي ونافذة لممارسة أنشطة تجارية لزيادة الدخل وتحقيق الذات. وتقول علا عصام (27 عاماً) خريجة كلية الألسن قسم اللغة الانجليزية “ بعدما وضعت طفلي الأول اضطررت لترك العمل وخسرت مصدر دخلي الوحيد.. فكرت أن أبدأ عملاً تجارياً صغيراً يكون مصدراً للدخل بميزانية صغيرة. ولأنني كنت أرسم بطاقات المعايدة والتهاني والأفراح لصديقاتي فكرت في أن أحول الهواية إلى عمل ووجدت في فيس بوك ضالتي للعمل والكسب.. وأكسب ما يكفيني”. والبطالة بين الشباب من بين أكبر التحديات التي تواجهها الحكومة المصرية حالياً. ووفقاً لموقع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإن معدل البطالة بين السكان البالغ عددهم 78 مليون نسمة وصل إلى 8.96% خلال الربع الثاني من 2010. ويضيف الموقع أن معدل البطالة بين النساء يزيد ثلاثة أضعاف عن المعدل بين الرجال، إذ بلغ في 2009 أكثر من 19% مقارنة مع 5.6% بين الرجال. ونظراً لأن بعض أصحاب العمل يفضلون تشغيل الرجال على النساء لأن القانون يمنح المرأة عطلات خاصة لرعاية الطفل والأسرة، تبحث المصريات عن أي فرصة لكسب الرزق وتأكيد الذات. لكن جودة عبد الخالق أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة لا يعتبر هذه الأنشطة وسيلة فعالة في مكافحة البطالة. ويقول “نسبة العاطلين بين الشباب مرتفعة للغاية.. كم من هؤلاء الشباب لديه جهاز كمبيوتر أو صفحة على فيس بوك. “عدد قليل جداً منهم يمكنه الاستمرار وتطوير الفكرة إلى مشروع تجاري بالمعني الحقيقي. وهذا يتوقف على مهارات الشخص نفسه”. وتقول رانيا أبو بكر (29 عاما) “فيس بوك وسيلة رائعة للشراء. هناك كثير من السلع الشخصية المتوفرة عليه فلا أحتاج للنزول لأعاني الزحام في شوارع القاهرة أو مراكزها التجارية لأحصل على ما أريد.. نصف ساعة على فيس بوك وأشتري احتياجاتي وغالباً ما تصلني إلى المنزل”. ومن بين السلع المطروحة للبيع على الفيس بوك الملابس والحقائب وأدوات التجميل والحلي وكعك أعياد الميلاد والمناشف والأغطية والمفروشات ومعظمها منتجات يدوية الصنع. غير أن سناء الحسيني الموظفة الحكومية البالغة من العمر 42 عاماً تستبعد فكرة أن تشتري شيئاً لم تعاينه وتجربه بنفسها. وتقول “أختي كانت لها تجربة سيئة مع الشراء على فيس بوك.. رغم أن المعروضات بدت جيدة جداً في الصور إلا أنها لم تكن كذلك في الحقيقة.. ثم أين متعة التسوق الحقيقية؟ وما الذي يضمن لي أن هذا الشخص المجهول ليس نصاباً؟”. وترى رشا عبد الله رئيسة قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأميركية في القاهرة أن فكرة مزاولة أنشطة تجارية على فيس بوك أو الإنترنت عموماً عملية ومفيدة لكنها تحتاج إلى الكثير لتتبلور إلى تسوق إلكتروني بالمعني الدقيق. وتقول “المصريون غير معتادين على التسوق الإلكتروني لغياب الثقة في هذا النوع من التسوق فضلاً عن أن استخدام البطاقات الائتمانية محدود تقريباً بين 2% من عدد السكان.. غير أننا لا ننكر أهمية هذا النشاط خاصة لأصحاب الملكات الابداعية الذين يبحثون عن وسيلة لعرض مواهبهم أو ربات البيوت اللاتي يرغبن في زيادة دخولهن لاسيما مع ارتفاع البطالة بين النساء”. وتقول علا عصام إن زوجها هو من يقوم بتوصيل البطاقات للزبائن كإجراء احتياطي لحمايتها من أي مشكلات. وتضيف “إنه يجدها وسيلة للربح دون أن أترك المنزل والأطفال. كما أن التجارة على الإنترنت غير مكلفة وتحتاج إلى ميزانية صغيرة”. لكن سلمى صفوت (29 سنة) الصحفية ومصممة الحلي التي أنشأت صفحة باسمها لعرض منتجاتها على فيس بوك تختلف مع هذا الرأي. وتقول “الفيسبوك منبر رائع للتسويق والإعلان ليس أكثر.. هو نقطة انطلاق يعرفك من خلالها الناس لكنه لا يغني عن نشاط تجاري بالمعني الحقيقي”. وتضيف “أنوي أن أفتتح متجراً خاصاً بي في المستقبل.. هامش الربح الذي أحققه بسيط جداً وجاء أقل من توقعاتي بكثير”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©