السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قتادة بن دعامة.. ضرير ملأ عصره علماً ونوراً

20 يونيو 2013 20:44
الاتحاد (القاهرة) - قتادة بن دعامة السدوسي، يكنى بـ «أبي الخطاب»، واحد من أعلام تفسير القرآن الكريم واللغة والحديث والفقه، وكان ضريراً أكمه، قال عن نفسه: «ما قلت لمحدث قط أعد عليَّ، وما سمعت أذناي قط شيئاً إلا وعاه قلبي». يقول د. أحمد محمود كريمة ـ أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر ـ: هو قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن سدوس، ويقال: قتادة بن دعامة ابن عكابة بن عزيز بن كريم بن عمرو بن حارث بن سدوس، أبو الخطاب، ولد سنة ستين من الهجرة، وقد اعتبره أصحاب الطبقات من الطبقة الرابعة والتي تلي الوسطى من التابعين، وتعلم قتادة عن بعض الصحابة كأنس بن مالك وعبدالله بن سرجس، وحنظلة الكاتب، وأبي الطفيل، وكان يرسل الحديث عن الشعبي ومجاهد بن جبير وسعيد بن جبير والنخعي وأبي قلابة ولم يسمع منهم. قال ابن كثير في البداية والنهاية: روى عن أنس بن مالك وجماعة من التابعين، منهم سعيد بن المسيب والحسن البصري وأبو العالية وزرارة بن أوفى وعطاء ومجاهد ومحمد بن سيرين ومسروق وأبو مجلز وغيرهم. حافظة نادرة وكان قتادة -رحمه الله- من الحرص على العلم و ملازمة العلماء بمكان، فقد روى عبدالرزاق عن معمر قال: قال قتادة: «جالست الحسن ثنتى عشرة سنة أصلي معه الصبح ثلاث سنين ومثلي أخذ عن مثله»، فبرز في جملة من الفنون كالتفسير والحديث والفقه والأنساب العربية، وقد ساعده على ذلك حافظته التي يندر أن تجد لها مثالا، حتى إنه قال لتلميذه معمر: «ما قلت لمحدث قط أعد علي، وما سمعت أذناي شيئاً قط إلاوعاه قلبي». وروى له كبار الأئمة أمثال البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. كما روى عنه أيوب السختياني، وسليمان التيمي وجرير بن حازم وشعبة ومسعر وهشام الدستوائي وهمام بن يحيى ومعمر وسلام بن أبي مطيع وسعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة والأوزاعي والليث بن سعد. وكان لقتادة مع القرآن الكريم مواقف عديدة، فيروى أنه كان يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة، ورغم أنه كان ضريراً إلا أنه كان قوي الذاكرة جيد الحفظ فعن مطر قال: كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافًا، وقال: وكان إذا سمع الحديث يأخذه العويل والزويل حتى يحفظه. وكان غالب القطان يقول: من سره أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا فلينظر إلى قتادة. عالم بأنساب العرب وقدم قتادة على سعيد بن المسيب فجعل يسأله أياما وأكثر فقال له سعيد: كل ما سألتني عنه تحفظه قال: نعم، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا، حتى رد عليه أحاديث كثيرة، فقال سعيد: ما كنت أظن أن الله خلق مثلك. وقال أحمد بن حنبل: كان قتادة أحفظ أهل البصرة لا يسمع شيئاً إلا حفظه قرأت عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها ولم يتأخر أحد عن الاحتجاج به، روى له أصحاب الكتب الستة وغيرهم. وكان قَتادة عالماً بالعرب وبأنسابها وأيامها ولم يأتنا عن أحد من علم العرب أصح من شيء أتانا عن قتادة، وكان الرجلان من بني مرْوان يختلفان في الشعر فيرسلان راكباً فيُنيخ ببابه فيسأله عنه ثم يشخص. وكان أبو بكر الهذلي يَروي هذا العلم عن قَتادة. وعن سعيد بن عبيد عن أبي عوانة قال: شهدت عامرَ بن عبدالملك يسأل قَتادة عن أيام العرب وأنسابها وأحاديثها فاستحسنته، فعدت إليه فجعلت أسأله عن ذلك فقال: مالك ولهذا دَعْ هذا العلم لعامر وعُدْ إلى شأنك. كلمات مأثورة ومن كلماته المأثورة: من يتق الله يكن الله معه، ومن يكن الله معه، فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل. ومن ثناء العلماء والمؤرخين عليه، قال سعيد بن المسيب: «ما أتاني عراقي أحسن من قتادة»، وقال بكر بن عبدالله المزني:»ما رأيت الذي هو أحفظ منه ولا أجدر أن يؤدي الحديث كما سمعه»، وقال ابن سيرين: «قتادة هو أحفظ الناس»، وقال معمر قلت للزهري أقتادة أعلم عندك أم مكحول قال»لا بل قتادة»، و قال سفيان بن عيينة، عن معمر: لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري، و حماد، وقتادة. وقال أبوحاتم «أثبت أصحاب أنس الزهري ثم قتادة»، وقال ابن حبان في الثقات»كان من علماء الناس بالقرآن والفقه ومن حفاظ أهل زمانه». وتوفي قتادة في العراق عام 118 هجرية في سن الثماني والخمسين، وقيل أنه مات متأثرا بمرض الطاعون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©