الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النفاق.. مرض يصيب القلوب ويورث الذل

النفاق.. مرض يصيب القلوب ويورث الذل
20 يونيو 2015 21:05
أحمد شعبان (القاهرة) هو إخفاء الكفر وإظهار الإسلام، وهو القول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد، وهو من أعظم الذنوب عند الله قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)، «سورة النساء: الآية 145»، وحذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من النفاق والمنافقين، حيث قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي منافق عليم اللسان». يقول الدكتور أحمد الشاعر أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر: النفاق مرض خطير لأن المنافق مؤمن الظاهر مشرك الباطن يصلي ويصوم ويحج ويشارك في شعائر الدين الظاهرة كما هو حال المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويخفي في باطنه التكذيب بالحق والعداوة لله ولرسوله وللمؤمنين قال تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)، «سورة المنافقون: الآية 1»، وهم أشد أعداء الله ورسوله ولهذا كان جزاؤهم أعظم من جزاء المشركين. كاذبون ومستكبرون والله تعالى فضح المنافقين في القرآن الكريم في مواضع كثيرة ووصفهم بأنهم كاذبون يصدون عن سبيل الله وأنهم يستكبرون، كما وصفهم بأنهم لا يفقهون ولا يعلمون ولا يعقلون، قال تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)، «المائدة الآية: 52». وحذرت السنة النبوية من النفاق، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر»، ولقد كان الصحابة رضي الله عنهم يخشون على أنفسهم من النفاق. التبرج والسفور والنفاق له صور كثيرة منها الدعوة للتبرج والسفور واختلاط الشباب بالفتيات والدعوة لترك الحجاب والادعاء بأن قوامة الرجل على المرأة كبتا لحريتها ويطالبون بالمساواة بزعم أن فيها إنصافاً وعدلاً بين المرأة والرجل، ومن صور النفاق أيضاً تأخير الصلاة عن وقتها فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً»، والتخلف عن صلاة الجماعة، والمنافقون يحبون أن تشيع الفاحشة، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، «سورة النور: الآية 19». مرضى القلوب والكذب من أخطر صور النفاق، فالمنافقون يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم فكذبهم الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)، «سورة البقرة: الآية 8»، ثم وصفهم بالخداع، وهو من سلوكيات المنافقين بأن يسلك الفرد وجهة وهو يريد أخرى ليتمكن من مقصوده، ووصفهم بأنهم مرضى القلوب بالشك والشبهات والشهوات، ثم ختم كل تلك الصفات بقوله: (... بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)، «سورة البقرة: الآية 10»، فادعاؤهم الإيمان كان كذباً. ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الصدق ويرغب فيه ويحذر من الكذب، فقال: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً»، ومدح الله سبحانه وتعالى الموفين بعهدهم إذا عاهدوا، والنصوص دلت على وجوب أداء الأمانة. إن النفاق من الصفات القبيحة التي لا يتصف بها إنسان شريف، وهذه الصفة تبعث على الذل في الدنيا، وتورث الذل والعذاب الأليم في الآخرة، قال تعالى: (... وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)، «سورة الرعد: الآية 25»، والنفاق تتبعه مفاسد أخرى كثيرة، مثل الفتنة. ويتحقق العلاج العملي لمرض النفاق بأن يراقب الإنسان حركاته وسكناته بكل دقة، ويعمد إلى العمل بما يخالف رغبات النفس وتمنياتها، ويجاهد في جعل أعماله وأقواله في الظاهر والباطن واحدة، ويبتعد عن التظاهر والتدليس في حياته، ويطلب من الله تعالى التوفيق والعون، فإن فضل الله على الناس ورحمته بهم لا نهاية لها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©