السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزجاج··· عشاقه كثيرون لكنه يعشق الضوء!

الزجاج··· عشاقه كثيرون لكنه يعشق الضوء!
21 مايو 2006
على الرغم مما تحتاجه حرفة صناعة الزجاج المعشق من الصبر والتعب الذي لا يتناسب مع المردود والربحية التي يحصلها الصانع، إلا أن فيها سراً ما، يجعل صاحبها حريصا على الاستمرار فيها، فهي تحقق له الشهرة التي تضعه ضمن الفنانين المميزين في حال أتقن صناعته، وما دام الأمر كذلك، فإن التعب يحلو 'كرمى لعين' الشهرة والنجاح والجمال·
حرفة
لم يغلبها الزمن
بيروت - غادة تميم:
تصوير - عزيز طاهر
الفنان عاطف طيارة كان يعمل في احد المصارف اللبنانية واضطر للهجرة الى الولايات المتحدة الأميركية، وهناك احترف هذه المهنة وعاد إلى بيروت بتقنية جديدة ليفتتح محترفاً فنياً، وبسبب شهرته أوكلت له مهمة تزيين احدى الكنائس في محلة الميناء في طرابلس، كما أنجز 87 لوحة فنية زجاجية لمسجد محمد الأمين (صلى الله عليه وسلم) في قلب بيروت، فجاءت أعماله لتضيف إلى جمال هذا المسجد جمالاً حوّله الى تحفة فنية غاية في الجمال·
أنواع الزجاج
يقول طيارة إن العالم العربي يعرف عدة انواع من التزجيج، منها: الزجاج المقسى، حيث يأتي الفنان بقطعة من زجاج الفلوت المسطح كأرضية للوحة المــــــــــــــــــــــراد صنعها، ثم يهيئ لها الرسم المطلوب تنفيذه، ويقوم بتقطيع الزجاج الملون حسب المقاسات المطلوبة، ويضع الرسم تحت لوح الزجاج ويأخذ بصفِّ القطع الملونة فوق اللوح حسب المواقع المناسبة لها، وبعدها يتم ادخال اللوحـــــة كاملة الى فـــــــرن الصــــــهر حيث يذوب ويمــــــتزج مع بعضــــــه البعـــض، وبعد أن تـــــبرد القطعــــــــة وتصـــبح صـــــلبة يقــــــــوم الفــــــنان بتركيـــــــــبها ضمن الاطـــــــــــــــــــــــــار المخصص لها في الشـــبابيك او الابواب·
الزجاج المحفور
يؤتى بلوح من الزجاج البلّوري، ويوضع تحته الرسم المراد حفره بواسطة آلة محددة تستخدم الرمل والهواء المضغوط لحفر البلور، او توضع بعض الاحماض الكيماوية في المواقع المحددة فيتخرش البلور، ثم ينظف بريشة ناعمة، وتملأ الفراغات بقطع بلاستيكية لكي يتم وضع الألوان المناسبة، وهي إما الوان باردة فرنسية الصنع أو حرارية (مواد مؤكسدة)، ثم يتم ادخال اللوح المحفور الى الفرن حيث يتحول اللوح الى قطعة فنية جميلة·
الزجاج المعشق
يرسم الفنان رسماً معيناً، ثم يقص قطع الزجاج الملون ويصفَّه ضمن مداميك رصاصية إلى جانب بعضه البعض، بعدها يلحم القطع بالرصاص المذاب الذي يعمل على تماسك القطع الملونة مع بعضها لتتشكل اللوحة المطلوبة·
التقنية الجديدة
تلك هي الطرق التقليدية في صناعة الزجاج الملون، لكن التقنية الجديدة التي جاء بها عاطف طيارة من أميركا تخفف الكثير من الضنى والجهد على الحرفيين، وهي تقنية تمتلك حقوق ملكيتها الفكرية والصناعية، مؤسسة أميركية وحيدة في العالم حازت على امتياز صنعها ولها وكلاء من الفنانين المتخصصين في هذا النوع من الفنون في كل العالم· وقد انتجت هذه المؤسسة لفائف من الرصاص ذات أحجام متعددة تباع كبكرات· وما على الفنان سوى أن يقوم برسم الاشكال التي يريدها على الزجاج، ثم يعشق هذا الرصاص فوق الزجاج في مواضعه المحددة· كما صنعت الشركة ألواحاً جاهزة من الالوان المتمازجة منها الممشح والمتدرج لونياً واللون السادة· ويمكن للفنان قص اللون الذي يريده من اللوح ووضعه في مكانه فوق اللوحة، ثم يقوم بادخال اللوحة تحت آلة تطلق اشعة فوق بنفسجية فتصبح جزءاً من الزجاج، وعندما توضع اللوحة او الزجاج امام الشمس يتماسك بصورة اكبر، ويتعشق اللون مع الزجاج ويصبح افضل وأجمل·
أما الميزة الثانية لهذه التقنية فتتمثل في قدرتها على مقاومة عوامل التلف، فالزجاج الذي يلون بالرسم - حسب الطريقة التقليدية - يمكن أن يبهت إذا تعرض للشمس والأمطار وربما ينهار، فضلاً عن أن اتباع طريقة الصهر في التلوين يجعل الألوان تبهت مع الوقت، ومن هنا تحتاج الكاتدرائيات الى تعزيز ألوانها وصيانتها باستمرار، أما الرسم بهذه الالواح التي تظهر كألواح بلاستيكية وورق مقوى معاً ، فهي ثابتة في كل الظروف وهناك ضمانة خطية تقدمها الشركة للمشترين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©