الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدعاء

10 أكتوبر 2017 21:36
«بينما كنت أشاهد التلفاز تنقلت بين عدة قنوات، ووقعت عيني أولاً على برنامج أطفال، عبارة عن وقوف البعض من الأصوات الإنشادية المتميزة يتنافس كل مع غيره في سبيل الحصول على المركز الأول، الكل مصطف في لحظة صمت وترقب للجنة التي سترشح أجمل صوت.. ووقع الاختيار على أحد الأطفال، وكان سعيداً جداً، ولكنه لم يضحك.. لم يصرخ.. لم يصفق، كان أول ما فعله هو أن سجد على خشبة المسرح، شاكراً لله على النعمة، انتقلت إلى قناة ثانية مباراة ثانية كان التنافس فيها على قدم وساق، لم تبق إلا دقيقة واحدة وينتهي الشوط الثاني، فإما الربح وإما الخسارة، فما هي إلا لحظات حتى سدد الفريق الأحمر على الأبيض ماذا فعل اللاعب؟ شكر الله بسجدة أمام الجميع وحمده على توفيقه له، لننتقل إلى القناة الثالثة، والتي بثت لنا مسابقات ثقافية لا يخفى على الجميع مدى تحمس الأعضاء للإجابة على جميع الأسئلة بجدارة، فاز أحدهم فماذا فعل؟ بالتأكيد عرفتم أنه سجد لله وحمده كثيراً. كل تلك المواقف تشير إلى أمر في غاية الأهمية، وتطرح تساؤلاً مهماً: هل عودنا أبناءنا على الدعاء في أوقاتنا المختلفة وذكر الرحمن، والحمد له في السراء والضراء؟ في كثير من الأحيان حين تصادف بعض الأشخاص يحصدون أمراً حسناً يتفاخرون وينسبون كل الجهد إليهم، دون أن تتحرك تلك الخصلة الإيمانية في قلوبهم، وإن أصابهم ضر جحدوا وصاروا يضربون أخماساً بأسداس حتى إن جئت تخفف عنهم أهانك البعض منهم من دون أن يقدموا أي اعتبار لك.. هذا يجعلنا نتأمل الموقف بشكل آخر: لو زرعنا الدعاء والشكر والحمد، وذكر الله في قلوب أبنائنا منذ الصغر لأدركوا أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن الاتصال بالرحمن باب لا يسد أبداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©