الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الطفرة» تنقل شركات الطيران إلى خانة الأرباح

«الطفرة» تنقل شركات الطيران إلى خانة الأرباح
20 يونيو 2015 20:35
إعداد: حسونة الطيب بدأت شركات الطيران حول العالم، في جني ثمار الجهود التي بذلها القطاع لسنوات عدة، والتي تمثلت في خفض التكلفة وتحسين كفاءة الطائرات، إلى جانب انخفاض أسعار النفط. وكشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، عن توقعات بتحقيق دخل صاف يصل إلى 29,3 مليار دولار على عائدات تقدر بنحو 727 مليار دولار خلال العام الجاري، وأرباح هي الأقوى من نوعها منذ ستينيات القرن الماضي. كما يتوقع أن تتجاوز أرباح رأس المال، تكاليف رأس المال للمرة الأولى منذ بداية تسعينيات القرن الماضي. وبعد سنوات من تراكم الديون التي أقعدت العديد من شركات الطيران عن التحليق في الفضاء، لم تتضح الصورة بعد في شأن السرعة التي يمكن أن تساعد بها زيادة الأرباح هذه ، في تقديم خدمات أفضل للمسافرين. وعبر آلان جويس، الرئيس التنفيذي لشركة كونتاس، عن مخاوف تساور العديد من نظرائه في القطاع، حيث تعمل شركته التي عادت لدائرة الأرباح في النصف الثاني من العام الماضي، والتي تملك طلبية لطائرات جديدة تقدر بنحو 17 مليار دولار، على الاستثمار في أسطولها لضمان تحقيق الأرباح على المدى الطويل. ويقول آلان: «في نفس الوقت الذي نعمل فيه لتقوية الميزانية، نحرز تقدماً أيضاً في تسديد دين بنحو مليار دولار، ويترتب علينا إعادة الموارد لحاملي الأسهم». والتحذير الرئيسي الذي ينجم عن توقعات «إياتا» المتفائلة بتحقيق الأرباح خلال العام 2015، في إخفائها للتباينات الجغرافية، حيث ظلت معظم شركات الطيران حول العالم، متمسكة بتشغيل الوجهات الطويلة رغم فشلها في تحقيق أرباح كبيرة. وفي غضون ذلك، تتوقع «إياتا» تحقيق شركات طيران أميركا الشمالية أرباحاً تصل إلى 15,7 مليار دولار هذا العام، ما يشكل 54% من الإجمالي العالمي. وتشير نسبة أرباح هذه الشركات البالغة 7,5%، لتراجع وتيرة المنافسة بعد سلسلة من عمليات الاندماج. وتستثمر شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبيرة «أميركان إيرلاينز» و«يونايتد» و«دلتا»، بشدة في شراء طائرات جديدة للاستفادة من تحسن المناخ. وعبر تيم كوك، مدير «طيران الإمارات»، عن أسفه في أن الشركات الثلاث بدأت في شراء الأسهم مرة أخرى، في الوقت ذاته الذي تستثمر في مشاريع أخرى. ويقول: «ينبغي أن تذهب هذه الأموال لشراء المنتجات وتوفير قيمة عادلة للناس بدلاً من معاملتهم كسلع». ويعكس الارتفاع المتواضع لأرباح شركات الطيران العاملة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا عند 2,5% و2,8% على التوالي، ضعف اقتصاد هذه المناطق وعدم توحيد قطاع الطيران فيها، وأكد ألكسندر دو جونياك، الرئيس التنفيذي لشركة إير فرانس وكي إل إم، على شراء الشركة لطائرات جديدة والاستثمار بهدف تحسين رضا العملاء. ويرى ويلي والش، المدير التنفيذي لإنترناشيونال إيرلاينز جروب، الشركة الأم للخطوط البريطانية، أنه ليس من المنطقي أن يجني القطاع تكاليف رأس المال فقط. ويقول: «لن يستقر القطاع مستقبلاً على المدى الطويل، ما لم يبدأ في تحدي كل أطراف قاعدة التكاليف وكل الأطراف المكونة لسلسلة القيمة». ولا تتمثل مخاوف العديد من شركات الطيران، في إمكانية زيادة الأرباح، بل في المنافسة المحتدمة من قبل شركات طيران أجنبية. وتتوقع «إياتا» أن تكون نسبة إشغال المقاعد مرتفعة خلال العام الحالي لمتوسط يصل إلى 80,2%. ولا تلوح في الأفق حالياً، إمكانية إضافة رحلات جديدة بحثاً عن زيادة الأرباح كما حدث في الماضي، الشيء الذي ربما يقود إلى حرب الأسعار. وأشار ألكسندر دو جونياك، لبدء بعض الشركات في تحويل طائراتها من الوجهات متوسطة الأرباح في آسيا وأوروبا، لوجهات أكثر ربحية عبر الأطلسي. ويقول: «تتجه العديد من شركات الطيران، لزيادة عدد طائراتها العاملة في تلك المنطقة وهذا منطقي، لكنه ربما يتسبب في حدوث فائض». وربما لا يكون الأمر واضحاً بالنسبة لمسافر على سبيل المثال، على متن «ريان أير» لإحدى الوجهات البعيدة، لكن فيما يتعلق بأسعار التذاكر، فإن المسافرين هم المستفيدون على الأقل من احتدام المنافسة. وبالمقارنة مع 20 سنة مضت، تراجعت أسعار التذاكر بنحو 64%. كما ارتفع عدد الوجهات التي تؤمها شركات الطيران في مختلف أرجاء العالم في هذه الفترة نفسها ، بما يزيد عن الضعف. وفي أميركا، لم تبلغ أسعار التذاكر هذا المستوى من التعافي قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية في 2008. وبدأت الأسعار الآن في التراجع لما يقارب الستة أشهر، في ظل انخفاض أسعار خام النفط، إلا أن وتيرة هذا التراجع بطيئة في الدول الأخرى. وفي غضون ذلك، تقلصت فاتورة الوقود بالنسبة للعديد من شركات الطيران في العالم، نظراً لانخفاض قيمة العملات في البلدان التي تتبع لها هذه الشركات، مقابل الدولار الذي يتم تسعير الكيروسين به. كما أن استراتيجيات التحوط التي تنتهجها شركات الطيران، هي من العوامل الأخرى التي تحد مؤقتاً من فائدة انخفاض أسعار الوقود. وتتطلع بعض شركات الطيران، حتى في ظل الانتشار الواسع لفائدة تراجع أسعار الوقود، للمحافظة على مستوى الأسعار، بهدف زيادة الأرباح للتعويض عن الشح الذي واجهته على مدى العقد الماضي. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©