السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ليلة شتاء في أوبرا زيوريخ تكشف شخصية «الفرعون» !

11 أكتوبر 2017 01:02
دبي (الاتحاد) هي مشاهد قد تكون عابرة، ومواقف لا تلمح لها أثراً أو تأثيراً مباشراً، ولكنها تشكل شخصية النجم الساطع في سماء الكرة العربية والإفريقية وكذلك العالمية محمد صلاح، فقد كانت ليلة تكريمه بأوبرا زيوريخ لحصوله لقب أفضل لاعب في دوري السوبر السويسري كاشفة لملامح شخصية اللاعب المجهول أوروبياً في هذا الوقت، كما أن عدم استسلامه للانكسار في تجربته القاسية مع مورينيوا تعد نقطة التحول الكبرى في مسيرته، وأخيراً كان مشهد البكاء والحماس والرغبة في التمسك بخيوط الأمل في لحظات تعادل الكونغو أمام مصر، في موقعة برج العرب من أكثر المشاهد الكاشفة لما يحمله النجم المصري، فهو يملك عقلية محترف أوروبي، وعاطفة رجل عربي، وهو مزيج يبدو متناقضاً ولكنه سر الأسرار في جعله أسطورة تغزو القلوب. أوبرا زيوريخ بالعودة إلى مسيرة صلاح التي يعلم الجميع تفاصيلها، فإن هناك بعض المحطات الجديرة بالرصد، أهمها لحظة صعوده على مسرح الأوبرا في سويسرا في 2 ديسمبر 2013 للحصول على جائزة أفضل لاعب في الدوري السويسري، وفي حوار مع مقدمة الحفل قال صلاح: شكراً لكم أنا لا أحب الإعلام. الدهشة علت الوجوه في هذه اللحظة الفارقة التي عبر خلالها صلاح عن عقليته وطريقة تفكيره، بالابتعاد عن الإعلام، والحرص على النجاة من فخ الشهرة والنجومية. درس «مو» صلاح لم يفشل في تجربته القاسية مع تشيلسي، هذا هو ما يقوله الواقع في الوقت الراهن، فقد أصر المدرب الشهير على التعاقد معه بعد أن كان يقف على أبواب قلعة ليفربول، فما كان من صلاح إلا تلبية نداء المدرب الأشهر في العالم، إلا أنه لم يحصل على الفرصة الكافية، وطالبه مورينيو بمهام دفاعية وهجومية قاسية، وتعرض صلاح لضغوط نفسية هائلة ليرحل معاراً إلى فيورنتينا في رحلة استعادة التوازن، ثم روما التي أصبح لموسمين شريكاً لملكها توتي في عرش النجومية. النجم المصري أنقذ مسيرته الكروية بنجاحه في إيطاليا، فقد برهن على قوة شخصيته، وقدرته على مقاومة ضغوط وأشباح الفشل، حيث لا يمكن للاعب أن يرحل عن فريق كبير صوب أحد الأندية المتوسطة في دوري آخر أقل قوة، ثم يستعيد توازنه من جديد، ويبرهن للجميع أنه لم يكن يستحق ما حدث له مع تشيلسي. بعيداً عن الكاميرا مشهد بكاء صلاح وشعوره بالحزن والإحباط، ثم العثور على طاقة الأمل ومطالبة الجماهير بالتشجيع في غضون عدة ثوان في الرمق الأخير لموقعة برج العرب، يلخص كل شيء، حيث يشتهر صلاح بالهدوء التام داخل الملعب وخارجه، فما حدث في برج العرب عقب هدف التعادل أمام الكونغو يؤكد أن صلاح يملك عاطفة رجل عربي، وعقل محترف أوروبي، فقد برهن على ذلك، ولكنه فعل ذلك دون عمد وبعيداً عن الكاميرات، وهو ما يتوافق مع شخصيته التي لا تعرف الاستعراض، ولا تبتعد عن التوازن، وعلى الرغم من ذلك فقد كان هذا المشهد سبباً في تأكيد شعبيته وحب الجماهير له.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©