«الفطيم العقارية»: دبي تسجل أعلى معدل لانتشار مراكز التسوق في العالم

تصدرت دبي قائمة دول العالم من حيث نصيب الفرد في مساحات ومراكز التسوق حيث بلغ إجمالي مساحات التسوق في الإمارة نحو 30 مليون قدم مربعة فيما لا يتعدى عدد سكان الإمارة نحو 1.8 مليون نسمة، بحسب دراسة لوحدة التجزئة في مجموعة الفطيم العقارية. وقال فيليب ايفنز مدير عام الوحدة لـ (الاتحاد) إن دبي أضافت نحو ستة ملايين قدم مربعة جديدة من مساحات التسوق بعد اندلاع الأزمة المالية العالمية، مشيرا إلى أن التخمة الكبيرة في مساحات ومراكز التسوق في الإمارة تزيد من الضغوط الاقتصادية الملقاة على القطاع في الوقت الراهن. وأضاف أن مبيعات التجزئة في دبي تأثرت بمجموعة من العوامل، في مقدمتها انخفاض أعداد العمالة الوافدة بسبب الأزمة المالية العالمية وبالتالي تراجع أعداد المتسوقين وانخفاض الإنفاق. وقال “لوحظ أن أعدادا كبيرة من الوافدين اتجهت في الفترة الأخيرة إلى زيادة التحويلات إلى بلدانهم الأم على حساب الأموال التي اعتادوا على إنفاقها قبل ذلك”. وزاد” بالإضافة إلى ذلك فإن مبيعات التجزئة تأثرت بالانخفاض الحاصل في حركة السياحة الوافدة إلى دبي حيث خفضت الإمارة توقعاتها لعدد السياح بحلول عام 2015 من خمسة عشر مليون سائح إلى عشرة ملايين سائح. ولفت إلى أن انخفاض أسعار الإقامة في الفنادق أصبحت أكثر جذبا للسائح الأقل ثراء ومن ثم فإن متوسط القدرة الشرائية للسائح القادم إلى دبي تقلصت بشكل ملحوظ مقارنة بمتوسط القدرة الشرائية لنوعية السائح الذي اعتاد القدوم إلى الإمارة قبل الأزمة. وأضاف أن تلك العوامل مجتمعة تشير إلى أن مساحات ومراكز التسوق العملاقة المتاحة في دبي في الوقت الراهن تستهدف عددا ونوعية اقل من المتسوقين ممن لهم قدرات شرائية اقل مقارنة بنوعية وعدد المتسوقين خلال العامين 2007 و2008 وهو الأمر الذي انعكس سلبا على حجم مبيعات مراكز التسوق خلال عام 2009 وحتى الوقت الراهن. واشار ايفنز الى ان دبي احتلت المرتبة الثالثة عالميا من حيث عدد العلامات التجارية العالمية بعد لندن ونيويورك، لافتا إلى أن معظم هذه العلامات التجارية لاتزال تعمل، إلا أنها تواجه تحديات اكبر للحفاظ على مستويات المبيعات. وتوقع ايفنز أن تتراجع مبيعات قطع التجزئة في دبي بنسبة 10% خلال العام الحالي مقارنة بالعام 2009 بسبب استمرار الضغوط المشار إليها، متوقعا أن يسترد القطاع المكاسب التي فقدها في 2010 خلال العام المقبل ليتخلى قطاع التجزئة في دبي عن منحنى الهبوط ويبدأ مرحلة جديدة من التعافي الأكثر استدامة. وقال ايفنز إن الربع الأخير من العام الحالي سيشهد أداء قويا لقطاع التجزئة في الإمارة حيث تستفيد مراكز التسوق بالزيادة النسبية في أعداد السائحين والمتسوقين خلال تلك الفترة بعد انكسار حرارة الطقس بالإضافة إلى وجود عدد من الفعاليات الوطنية والدينية المهمة مثل العيد الوطني للدولة وعيد الأضحى وأعياد الكريسماس. وحول الأوضاع المالية لمجموعة الفطيم العقارية وقدرتها على سداد الالتزامات المالية المستحقة خلال الفترة المقبلة، قال ايفينز إن العديد من المطورين العقاريين يواجهون ظروفا مالية قاسية خلال الوقت الراهن بسبب وجود أقساط مالية للبنوك مع ركود ملحوظ في المبيعات العقارية. وأشار إلى أن مجموعة الفطيم العقارية تتمتع بأفضلية كبيرة حيث قامت المجموعة بالبناء على نحو 37% من الأراضي في مجمعها دبي فيستيفال سيتي، مضيفا أن كل ما تم بناؤه بيع بالكامل حتى أن نسبة الأشغال في مساحات التسوق بلغت نحو 95%، فيما بلغت نسبة الإشغال في المساحات المكتبية التي طورتها المجموعة نحو 98% مقابل نسبة إشغال تتراوح بين 90 و95% في التجمعات السكنية الأخرى. وأضاف أن إيرادات الإيجارات تغطي الاستحقاقات المالية بالكامل، وفي المقابل أشار ايفينز إلى أن تحديات التمويل التي تواجه قطاع التسوق في دبي ستدفع بعض المراكز الصغيرة إلى الانسحاب من السوق وتغيير نشاطها ما يسهم في تغيير المشهد العام لقطاع التجزئة في الإمارة خلال الثمانية عشر شهراً المقبلة. وعلى صعيد أعداد الزوار لمراكز التسوق في دبي فيستيفال سيتي قال فليب إن أعداد الزائرين لمركز التسوق ارتفعت بنسبة 50% خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي ليصل إجمالي عدد الزائرين 25 مليون زائر خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، منوهاً الى انه رغم زيادة عدد الزوار فأن متوسط إنفاقهم تقلص على نحو ملحوظ. وقال إن مركز التسوق في دبي فيستيفال سيتي يضم نحو 400 محل للتجزئة تمثل الماركات العالمية على نحو 90% منها، لافتاً إلى أن المركز استطاع إبرام 195 تعاقداً خلال العامين الماضين تراوحت بين المحال الجديدة والتجديد لمحال أخرى، مشيراً إلى أن نسبة الانسحابات خلال الثمانية عشر شهراً الماضية تراوحت بين 10 و15 ماركة فقط تم تغطيتها بالكامل. وحول التأثيرات المتوقعة لتطبيق ضريبة القيمة المضافة على قطاع التسوق في حال تطبيقها خلال السنوات القليلة المقبلة، أكد ايفينز أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة سيكون له تأثيرات سلبية على مراكز التسوق وقطاع التجزئة بوجه عام. وأشار الى أن الأوضاع الاقتصادية الراهنة تحول دون إقدام محال التجزئة على رفع الأسعار بنسب تعادل الضريبة الجديدة وحتى أن كانت ضريبة على الاستهلاك بحيث يتحملها المستهلك في نهاية الأمر، لافتاً إلى أن فرض الضريبة يقلل من جاذبية مراكز التسوق في الإمارة كما سيدفع المتسوقين من السائحين للبحث عن بدائل أخرى في الدول المجاورة. توسعات جديدة للمجموعة في أبوظبي وقطر دبي (الاتحاد) - أكد فيليب ايفينز المدير العام بمجموعة الفطيم العقارية أن المجموعة تعتزم توسيع نشاطها على صعيد قطاع التجزئة داخل الدولة حيث تدرس المجموعة عدة فرص استثمارية بالقطاع في أبوظبي. وأضاف أن المجموعة بصدد تطوير مجمع سكني تجاري ترفيهي على غرار دبي فيستيفال سيتي في قطر حيث تبلغ التكلفة الاستثمارية المتوقعة للمشروع نحو ستة مليارات درهم حيث يتم المشروع على نحو 2.5 مليون قدم مربعة من مساحات التسوق كما تبحث الشركة فرصا استثمارية أخرى في سوريا والأردن ولبنان. وقال إن النجاح الكبير الذي حققه مشروع دبي فيستيفال في دبي والقاهرة دفع الشركة للتخطيط إلى تلك التوسعات رغم ضغوطات الأزمة المالية العالمية على القطاع العقاري حيث سجلت نسبة الأشغال في مشروع دبي فيستفال سيتى معدلات قياسية بلغت نحو 95% مقارنة بنحو 80 و85% في التجمعات السكنية والتسويقية أو المكتبية الأخرى. وقال إن نسبة الأشغال في مشروع كايرو فيستيفال سيتي في مصر والمقرر افتتاحه خلال العام المقبل بلغت نحو 53% في المساحات السكنية والمكتبية المتاحة للتأجير. وأضاف “داخل دبي فيستيفال سيتي سيتم استكمال المرحلة الثالثة من منطقة البادية السكنية والمرحلة الأولى من البادية بيزنس بارك على مساحة 120 ألف قدم مربعة تم تأجيرها بالكامل” لافتا إلى أن تلك التوسعات تحظى بإقبال كبير من المستثمرين.