للأسف الشديد أن بعض كبار المسؤولين في بلادنا لم يستوعبوا أهمية الرياضة وأثرها في المجتمع، ولذلك لا تحتل مرتبة متقدمة في قائمة أولوياتهم، وتلمس منهم التردد في دعم المشروعات الرياضية، بحجة عدم أهميتها مقارنة بالأمن والتعليم والصحة، والواقع يؤكد أن للرياضة أثراً إيجابياً على هذا المثلث الذي تقوم عليه الدولة المدنية الحديثة.
والأمن يرتبط بشكل مباشر بالرياضة، من خلال علاقتها بالشباب، وشغل وقت الفراغ، وسمعت وقرأت الكثير من الأرقام والإحصاءات التي تؤكد أن معدلات الجريمة تنخفض بشكل كبير، حين ترتفع حرارة المنافسات الرياضية، فالخليج مجتمع شاب 70% من سكانه دون سن العشرين، والرياضة تمثل محور الاهتمام الأول لهؤلاء الشباب الذين يملكون الكثير من وقت الفراغ، فإن لم يفرغوا طاقاتهم من خلال الرياضة بالممارسة أو المشاركة أو المتابعة، سوف يفرغونها في أشياء أخرى قد تكون سلبية ومخلّة بالأمن، ووجود الفاعليات الرياضية المنوّعة والجاذبة للشباب يسهم في ترسيخ الأمن.
والتعليم مرتبط بالرياضة في الدول المتقدمة رياضياً، بل أن الرياضة المدرسية هي المنبع والحاضن للرياضيين، ولعل النموذج الأميركي هو الأفضل في العالم من وجهة نظري الخاصة، حيث تقام البطولات على كافة المستويات والمراحل التعليمية وبعد التخرج من الجامعة ينتقل الطالب المتميز رياضياً إلى عالم الاحتراف، ومن جانب آخر تسهم الرياضة في تحبيب الصغار والكبار بالمدرسة، حيث يحرصون على الذهاب أيام حصص الرياضة.
أما الصحة فنحن في الخليج من أكثر دول العالم معاناة مع الأمراض المرتبطة بقلة الحركة كالسكر وزيادة الوزن وغيرهما، ويقيني أن ممارسة الرياضة كسلوك اجتماعي سينعكس على الصحة العامة ويساعد المجتمع على التخلص من أكثر الأمراض الناتجة عن الكسل وسوء التغذية، كما أن ممارسة الرياضة سيخفف على الدولة الكثير من الأعباء المالية التي تنفق على علاج تلك الأمراض.
كرة ثابتة:
أخبرني مسؤول كبير في الرصد العام لتوجهات المجتمع أن الهاشتاقات المسيئة للمجتمع اختفت بالكامل مع تصاعد وتيرة الحماس في كأس العالم، كما أن معدل البلاغات الجنائية انخفض بشكل كبير أيام المونديال، مع انخفاض الشكاوى الزوجية بالمحاكم، مما يعني أن توفير منتج رائع يجذب الشباب من الجنسين سيجعلهم يستثمرون وقتهم وجهدهم في الاستمتاع لأقصى حد بالفعاليات الرياضية، ولذلك علينا أن نضاعف جهدنا في جعل رياضتنا جاذبة لشبابنا حتى تنعكس بشكل إيجابي على الأمن والتعليم والصحة، وغداً «برازيليات».
hafez@medlej.com
عدد اليوم
