أكد وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني أمس أن بلاده عازمة على دعم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) “وتماسكها وتعزيز دورها البناء في إشاعة الاستقرار في السوق النفطية”. وبينما يتوقع العراق طرح مناقصة لثلاثة حقول للغاز الطبيعي في أول أكتوبر دفعت حتى الآن 11 شركة رسوم المشاركة فيها، أعلنت شركة توتال الفرنسية النفطية أنها لا تتوقع نمو إنتاج العراق سريعا وسط بيئة “غير آمنة”.
وقال الشهرستاني خلال حفل أقامته وزارة النفط في بغداد بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس أوبك “نعتقد جازمين بضرورة استقرار الأسعار عند مستويات مجزية للمنتجين لا تلحق ضررا بالاقتصاد العالمي، انسجاما من الهدف الأساسي لتأسيس منظمة أوبك لضمان استقرار أسعار النفط في السوق العالمية”.
وأوضح “نحن نعمل على تلبية الطلب العالمي المتزايد على النفط نظرا لما نمتلكه من الاحتياطيات النفطية والغازية الضخمة التي تكفي لإدامة إنتاج نفطي يزيد على 10 ملايين برميل في اليوم لعشرات السنين المقبلة”.
وقال الشهرستاني “إننا نخطط للقيام بدور أكبر في تلبية الطلب العالمي من الطاقة بالمستقبل، ستزداد الحاجة إلى النفط العراقي لتعويض النقص في إنتاج النفط الخام في مناطق أخرى من العالم فضلا عن مواجهة التزايد بالطلب العالمي على النفط والغاز مستقبلا”. وقال فلاح العامري ممثل العراق لدى أوبك ورئيس شركة تسويق النفط العراقية (سومو) خلال المؤتمر إن العراق يعتزم في السنوات السبع المقبلة رفع نسبة خام النفط الذي يصدره إلى الصين واليابان والأسواق المستقرة الأخرى في الشرق.
وأضاف أن أسواق الشرق جديدة وأن الطلب هناك آخذ في الزيادة بصورة أكبر من أسواق الولايات المتحدة وأوروبا. وتابع قائلا إن استراتيجية العراق المستقبلية تشمل خططا لتخزين النفط الخام العراقي في دول أخرى ليحذو حذو دول خليجية أخرى.
من جهة أخرى قال الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية للنفط كريستوف دو مارجري أمس إنه لا يتوقع نمو إنتاج العراق سريعا. وأضاف خلال عرض توقعات الشركة منتصف 2010 “مازلنا في بيئة غير آمنة، لا تقولوا لي إنه يوجد أمن هناك في العراق، لا تقولوا لي إنه بعد انسحاب الجنود الأميركيين سيخلق هذا مزيدا من الأمن، العوامل اللوجستية غير موجودة”.
وفي شأن متصل قال مسؤول بقطاع النفط العراقي إن العراق مازال يتوقع طرح مناقصة لثلاثة حقول للغاز الطبيعي في أول أكتوبر وأن 11 شركة دفعت رسوما للمشاركة.
لكن مسؤولا آخر قال إنه قد يتم إرجاء عملية البيع لمنح الشركات مزيدا من الوقت لدراسة العقود. وسيجري العراق مناقصة لحقول عكاس بالصحراء الغربية والمنصورية قرب الحدود الإيرانية في ديالى وسيبة في البصرة.
وقال عبد المهدي العميدي مدير مكتب التراخيص والعقود بوزارة النفط إن العراق يمضي قدما باتجاه طرح مناقصة الغاز في موعدها المحدد دون تغيير. وذكر أن 11 شركة منها أديسون الإيطالية وتوتال الفرنسية سجلت للمشاركة في المناقصة ودفعت الرسوم اللازمة وتلقت النسخ النهائية من نموذج العقد قبل خمسة أيام.
وأضاف أن من بين الشركات التي تأهلت للمشاركة كوجاس الكورية الجنوبية و(تي.إن.كيه-بي.بي) الروسية ومؤسسة البترول التركية ومؤسسة النفط والغاز الطبيعي الهندية وكويت إينرجي وإيتوتشو اليابانية.
لكن مسؤولا آخر بقطاع النفط طلب عدم نشر اسمه قال إن العراق يدرس تأجيل المناقصة أسبوعين أو 3 لمنح الشركات مزيدا من الوقت لدراسة العقود الجديدة لكنه لم يتخذ قرارا نهائيا بهذا الخصوص.
عدد اليوم
