الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد الشامسي: افتقدت أجواء رمضان الإمارات في غربتي

أحمد الشامسي: افتقدت أجواء رمضان الإمارات في غربتي
5 يوليو 2014 22:55
مسيرة الدكتور أحمد خليفة الشامسي العملية حافلة بالكفاح، فقد وهب سنوات عمره لتحقيق أهدافه حتى أصبح واحداً من الأسماء الوطنية، التي اهتمت بدراسة تاريخ الإمارات، لكن الشامسي الذي حصل على الدكتوراه العام الماضي من جامعة بيروت العربية كلل مسيرته العلمية باختيار موضوع مهم لرسالته التي حملت عنوان «ماجان وعلاقتها بالخليج العربي منذ الألف الثالثة وإلى الألف الأولى قبل الميلاد»، ورغم أنه قضى في لبنان سنوات طويلة من أجل الحصول على رسالتي الماجستير والدكتوراه، ويحتفظ بالعديد من الذكريات الجميلة، فإنه لا ينسى مطلقاً يوم مناقشة رسالة الدكتوراه التي تحاور معه حولها نحو 16 أستاذاً أكاديمياً في مختلف التخصصات. أشرف جمعة (أبوظبي) وينظر الشامسي إلى الدراسة في لبنان بشيء من الواقعية وإلى الإقامة في بيروت بشيء من المحبة ولم يزل يحن إلى كل الأماكن التي حفلت بالعديد من المواقف الطريفة خصوصاً أنه استثمر وجوده في هذه البقعة من الأرض العربية في الاستزادة من العلم وارتياد المواقع السياحية الخلابة التي ملأته بقيض وافر من الجمال. تفاصيل دراسية ويقول: إنه اختار لبنان دار إقامة للحصول على درجة الدكتوراه لأسباب جغرافية؛ نظراً لقربها من الدولة، فضلاً عن أنها تتيح له فرصة عدم التقيد بصفة دائمة بالمحاضرات والالتزام بالتفاصيل الدراسية العتيدة، إذ إنه يرى مادة التاريخ تحتاج إلى جهد عملي يتوازى مع الجهد النظري، ويتفوق عليه أحياناً، ويقول: بدءاً من عملي في مجال التدريس في الفترة من 1987، ثم مدير لإدارة التراث والآثار بالفجيرة إلى أن توليت رئاسة مجلس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار وأنا همي الرئيسي هو الاطلاع على المكتشفات الأثرية في الإمارات ودول الخليج، وهو ما سهل عليّ الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، حيث كان هاجسي الأكبر هو الترقي في ميادين العمل من أجل تحقيق رغبة داخلية في الاطلاع بشكل موسع على مسيرة دولة الإمارات التاريخية التي لعبت دوراً مهماً في نقل البضائع من الشرق إلى الغرب قديماً لكونها كانت محطة تعبر منها السفن، ولم تزل تتمتع الإمارات بموقعها الجغرافي الفريد ومكانتها التاريخية في المحيط الإنساني، إذ إنها اليوم تتربع على ذروة العلاقات الإنسانية باحتضانها الثقافات والتنوع الفكري والبشري بأجناسه كافة. دعوة على الإفطار ويقول الشامسي: إنه لا ينسي أول رمضان مرّ عليه أثناء دراسته للدكتوره في لبنان، حيث كانت الأجواء باردة على غير عادة الأجواء في الإمارات، ونظراً لأنه كان يفتقد في هذا الشهر الكريم الأهل والأقارب والأصدقاء والمجالس الحميمية التي تتسم بحفاوة استقبال الجيران، والتي تقام فيها في كثير من الأحيان حفلات الإفطار الجماعي وتضم عدداً كبيراً من العائلات والأقارب وعدداً من الجيران في أشكال تنم عن المحبة والتآلف. ويشير إلى أنه استثمر وجوده في بلد عربي مثل لبنان في تناول طعام الإفطار مع رفاقه الإماراتيين الذين يدرسون في لبنان، وكذلك كان يقبل دعوة العديد من أصدقائه اللبنانيين والعرب، إذ إن مثل هذه الموائد لم تكن تخلو من الأحاديث الطريفة والأجواء التي تتسم بالفكاهة والحميمية، ورغم ذلك كان دائماً يشعر بأن شهر رمضان له نكهة خاصة في الإمارات لا يمكن أن تنتزعها الأماكن الأخرى حتى ولو كانت على درجة عالية من الحفاوة بالغرباء. صعوبة المصادر وعن ذكرياته حول اللحظات التي قدم خلالها خطة البحث لدكتوراه، يوضح أنه فوجئ بأنه مطلوب منه 22 نسخة من خطة البحث، وأنه علم بأنه بهذا العدد نفسه سيناقشه أساتذة متخصصون، ورغم أنه فوجئ بذلك، فقد شعر بسعادة غامرة حين قبلت خطت بحثه على الفور فبدأ يعمل بجد واجتهاد من أجل استيفاء رسالته العلمية على أكمل وجه حتى يعود إلى بلاده ويحمل إضاءة جديدة لتاريخ الدولة، ويتذكر أنه في البداية، وذلك عام 2009، كان المشرف على رسالته الدكتور أحمد سليم أستاذ التاريخ القديم، لكنه عندما ترك جامعة بيروت العربية وعاد إلى القاهرة، أشرف على الرسالة الدكتور عصام خليفة، وهو لبناني، ويشير إلى أنه واجه صعوبة في الحصول على المراجع المطلوبة خصوصاً أن الكثير من المصادر التاريخية غير متوافرة، لكنه استطاع من خلال خبرته العلمية ورحلاته الأثرية لمعظم دول الخليج وحضوره الكثير من عمليات التنقيب في الإمارات والسعودية والكويت والبحرين وقطر وعمان جعله يتغلب على مشكلة المصادر؛ لذا فإنه كان دائماً على قناعة بأنه أعلم من غيره بالجانب الذي يبحث فيه لكونه إماراتياً خليجياً بالدرجة الأولى. جلسات حميمية وبمناسبة تجواله في الطبيعة اللبنانية الساحرة، يقول إنه لم يكن مجرد طالب يدرس مادة التاريخ فقط، لكنه استطاع أن يعيش جغرافية المكان خصوصاً أن لبنان تتميز بطبيعتها الآسرة التي تجذب السياح إليها من مختلف أنحاء العالم العربي والعالم؛ لذا فإنه لم يفوت الفرصة في الاستمتاع بالجبال والأنهار والسهول والشلالات المتدفقة ولا يخفي أن ليل لبنان له طبيعة مختلفة وسحر لا يقاوم؛ لذا كان يعقد جلساته الحميمية مع أصدقائه الذين يدرسون هناك من أجل قضاء أوقات جميلة في ربوع لبنان الخصيب. على مقاعد الدراسة على مقاعد الدراسة وفي أثناء انتظامه في المحاضرات التقى الدكتور أحمد خليفة الشامسي أحد الطلاب المسنين الذين كانوا يستعدون للحصول على درجة الدكتوراه، وهو ما أثار دهشته وجعله يؤمن بأنه حتى في الستين لا تخبو الرغبة العلمية في الإنسان، لكن الطريف أن الرجل المسن الذي كان يجلس إلى جواره كان لبنانياً عاش في الإمارات في فترة ما قبل قيام الاتحاد عام 1968، ويشير إلى أنه أمده بفيض وافر من الصور النادرة والتاريخية، وبعد انتهاء الدراسة وحصول الشامسي على درجة الدكتوراه لم تزل العلاقة بينه وبين هذا الرجل المحب للإمارات موصولة. ذكريات جميلة يقول الشامسي: لا أستطيع نسيان اليوم الذي ناقشت فيه رسالتي من أجل الحصول على الدكتورة التي حملت اسم «ماجان وعلاقتها بالخليج العربي منذ الألف الثالث وإلى الألف الأولى قبل الميلاد»، حيث حضر نحو 16 أستاذاً أكاديمياً لمناقشتي، وفي الوقت نفسه كنت قد دعوت العديد من أصدقائي ورفاقي، فضلاً عن أنني أعددت نفسي جيداً لهذه اللحظة الفارقة في حياتي، ومن الأشياء التي لفتت نظر أحد الأساتذة أنني استعنت بمرجع ألماني وسألني، هل تجيد الألمانية؟ فأجبته بالنفي، وقلت له استندت إلى ترجمة الكتاب حتى أضمن المعلومة التي تخدم بحثي وخرجت من هذه المناقشة الضارية أشد صلابة وأكثر أملاً بأن أحقق المزيد من الدرجات العلمية لخدمة بلادي، ويكفي أنني رجعت من لبنان بذكريات جميلة وصحبة طيبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©