إعداد - محمد حامد
ذهبت صحيفة «نيوزبلاد» البلجيكية بعيداً في تقديرها لخطورة نجم المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي، وأشارت قبل ساعات من المواجهة المرتقبة بين منتخبي «التانجو» والشياطين الحمر «اليوم في ربع نهائي كأس العالم إلى أن إيقاف (ليو) سوف يكون بوابة العبور من منتخب الأرجنتين والتأهل إلى نصف النهائي، ومن ثم مواصلة المسيرة وصولاً إلى الفوز باللقب».
وتابعت الصحيفة: «لكي نكون واقعيين، يجب علينا الاعتراف أن ميسي هو اللاعب الأفضل في العالم حالياً، بل هو اللاعب الأفضل في تاريخ كرة القدم، حتى بمقارنته مع بوشكاش، ودي ستيفانو، وكرويف، وبيليه ومارادونا وغيرهم من أساطير اللعبة، والأمر يتعلق بالأرقام التي تؤكد أن ميسي فاز بكل شيء مع برشلونة بين عامي 2008 و2013، وخلال الفترة ذاتها شارك في 90% من المباريات، وكان اللاعب الأفضل بنسبة كاسحة في جميع المباريات خلال الفترة المذكورة، كما أن معدلاته التهديفية في الفترة ذاتها لا تصدق، ولم يسبق أن فعلها أي لاعب في التاريخ».
وتابعت الصحيفة البلجيكية: «نعم ميسي ليس في أفضل حالاته، فقد سجل 28 هدفاً في 29 مباراة خلال الموسم المنتهي، هي المرة الأولى منذ 4 مواسم التي تشهد تسجيله عدداً من الأهداف أقل من المباريات، فقد فعلها في الموسم السابقين، وأحرز 50 هدفاً في 36 مباراة، و46 هدفاً في 28 مواجهة، ولكن ميسي لايزال اللاعب الأخطر، فقد أحرز 4 أهداف في 4 مباريات بالمونديال الحالي، وهو عنصر التهديد الحقيقي لطموحات بلجيكا في تحقيق المفاجأة المدوية بمواصلة المشوار حتى النهاية».
وفي نهاية تقريرها، قالت «نيوزبلاد» البلجيكية: «يتعين على مارك ويلموتس أن يتخذ التدابير كافة لإيقاف ميسي، التجربة أثبتت صعوبة ذلك، ولكن تضييق المساحات أمامه، وعدم منحه الفرصة للتحرك في مساحات خالية في أي وقت من المباراة، قد يكون له تأثير في الحد من خطورته، وفي النهاية إذا تمكن الدفاع البلجيكي في فعلها، ونجح في السيطرة على ميسي، فلن يكون صعباً علينا أن نصبح أبطالاً لكأس العالم».
حلم التانجو
في المقابل، تتواصل حملة الدعم المعنوي في صحف الأرجنتين تأييداً لمنتخب «التانجو»، وعلى الرغم من كثرة الانتقادات لرفاق ميسي بسبب سوء الأداء، إلا أن حمى الانتصارات المتتالية سواء في الدور الأول، أو دور الـ 16 تدفع الجميع إلى الوقوف خلف المنتخب من أجل تحقيق الحلم الغائب منذ حصول الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا على اللقب المونديالي عام 1986، وتفاعلاً مع حملة الدعم المعنوي، فقد عنونت صحيفة «أوليه» الأرجنتينية: «نحن هنا يا برازيليا»، في إشارة إلى وصول المنتخب واستعداده التام لتجاوز العقبة البلجيكية الصعبة، لمواصلة «مشوار الحلم الكبير».
وأضافت «أوليه»: «نحن هنا يا برازيليا، نحن على أتم الاستعداد لقطع خطوة جديدة على طريق الحلم الذي يترقب 40 مليون أرجنتيني تحقيقه، لقد تخلص اللاعبون من ضغوط المرحلة السابقة، وهم على أهبة الاستعداد لإظهار الوجه الحقيقي للتانجو أمام المنتخب البلجيكي القوي، هدفنا واحد وهو إسعاد 40 مليوناً في الأرجنتين، نحن معكم، نحن هنا يا برازيليا».
من ناحيتها استبقت صحيفة «كلارين» الأرجنتينية مباراة ربع النهائي أمام المنتخب البلجيكي، باستطلاع للرأي عبر موقعها الإلكتروني تفاعل معه 10 آلاف شخص، وأسفر عن توقع 40?9% أن يحصل ميسي ورفاقه على اللقب، ويسيرون على خطى الأسطورة مارادونا في مونديال 1986 الذي أقيم في المكسيك، وشهد فوز منتخب التانجو بثاني وآخر ألقابه المونديالية، فيما صوت 16?6% على خيار الخروج من ربع النهائي، أي أنهم توقعوا الهزيمة على يد بلجيكا في مباراة اليوم.
في حين صوت 24?9% من جماهير المنتخب الأرجنتيني على خيار التوقف الوصول إلى الدور قبل النهائي، والتوقف في محطته، أما عن الذين توقعوا بلوغ النهائي، والفشل في الفوز باللقب فقد بلغت نسبتهم 17?6%، وتظل النسبة الأكبر والتي تبلغ أكثر من 40% على ثقتها في قدرة ميسي وهيجواين ودي ماريا ورفاقهم على الفوز بكأس العالم، وهو المطلب الشعبي الكبير في بلاد التانجو، ليس سعياً للاحتفال بمجد البطولة الأهم في عالم كرة القدم فحسب، بل من أجل قهر البرازيل، وقمع حلمها على أرضها وبين جماهيرها، فالعلاقة الكروية بين البلدين تشهد حساسية كبيرة، تصل إلى حد العداء على مستوى الأندية والمنتخبات.
تدريب سري لـ «البرتقالي»
له ما يبرره
كشفت صحيفة «دي تيليجراف» الهولندية عن دوافع خوض «البرتقالي» تدريباً سرياً مغلقاً قبل مباراته أمام كوستاريكا، مشيرة إلى أن لويس فان جال المدير الفني للمنتخب الهولندي فعل ذلك للمرة الأولى منذ بداية كأس العالم، حيث يرغب في توفير أعلى درجات الشعور بالجدية لدي اللاعبين، خوفاً من تسرب الغرور وعدم تقدير قوة المنافس الكوستاريكي، والذي لازال البعض يتعاملون معه، باعتباره مجرد مفاجأة عابرة سوف تتوقف في أي محطة.
وأشارت الصحيفة الهولندية إلى أن فان جال توصل في هذا التدريب المغلق «على الأرجح» إلى التشكيلة النهائية التي سوف يخوض بها مباراة ربع النهائي أمام المنتخب القادم من أميركا الوسطى والكاريبي، كما أن فان جال حسم أمره بشأن الشق الهجومي، فقد كان حائراً في الدفع بمهاجم واحد أو اثنين في المباراة المرتقبة، والتي يحلم الهولنديون بأن تكون بوابتهم «السهلة» للوصول إلى الدور قبل النهائي بمعنويات عالية، وحالة بدنية جيدة.
التوهج الكروي يتحول إلى مكسب اقتصادي للبلد الصغير
«تيكو تايمز»: مفاجآت كوستاريكا
في المونديال تجذب السياح إلى البلاد
بلغ تأثير بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في البرازيل حدوداً غير مسبوقة، فقد أشارت صحيفة «تيكو تايمز» الكوستاريكية إلى أن منتخبها أصبح فأل الخير على اقتصاد البلاد، حيث تشير التوقعات إلى أن حالة الاهتمام العالمي التي خلقها المنتخب الملقب بـ«التيكوس» بنتائجه الرائعة والمفاجئة في كأس العالم، سوف يكون له تأثير مباشر في جذب السياح إلى كوستاريكا، ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن نجوم المنتخب الكوستاريكي الذين تفوقوا على أوروجواي وإيطاليا وحققوا التعادل مع إنجلترا، قبل أن يطيحوا اليونان من دور الـ 16، حققوا للبلاد دعاية مجانية لم يكن ممكناً أن تحققها حملات إعلانية تتكلف ملايين الدولارات.
وأضافت الصحيفة: «من المتوقع أن تتم ترجمة هذه الشهرة الكبيرة التي حصدتها كوستاريكا بعد أداء المنتخب اللافت والمبهر في المونديال إلى استثمارات أجنبية، وتدفق سياحي على البلاد، وقد أكد جوي أولسون رئيس مكتب واشنطن في أميركا اللاتينية ذلك بقوله: «كرة القدم بشكل عام، وبطولة كأس العالم على وجه التحديد تحظى بشعبية كبيرة حول العالم، والتأثير النفسي لانتصارات كوستاريكا في المونديال سوف يتحول إلى شغف عالمي باستكشاف هذا البلد، أعتقد أن تأثير ذلك سوف يتضح قريباً جداً على عدد من القطاعات الاقتصادية في البلاد، وعلى رأسها المجال السياحي».
وتابع التقرير: «لم يكن الرئيس لويس جويليرمو سوليس يحلم بأكثر مما حققه المنتخب للبلاد، فهو يعتزم القيام بزيارات خارجية خلال الشهر الجاري، وسوف يبدأ بزيارة الولايات المتحدة بحثاً عن الاستثمارات الأجنبية، ولم تردد وزارة السياحة في كوستاريكا في استخدام مباريات المونديال للدعاية السياحية للبلاد، فقد تم الاتفاق مع محطات تلفزيونية في إسبانيا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا واسكتلندا وأيرلندا وهولندا، وكذلك في الولايات المتحدة على بث إعلانات تتعلق بالسياحة في كوستاريكا، قبل مباراتها أمام هولندا في ربع النهائي».
وقال بابلو هيربيرنو رئيس الغرفة السياحية في كوستاريكا: «لقد أنفقنا الكثير على الدعاية السياحية خلال السنوات الثماني الماضية، ولكن المبهر في الأمر أن كل ما فعلناه على مدار السنوات الماضية، لا يمكن مقارنته بما فعله المنتخب في 15 يوماً فقط، إنه سحر كرة القدم، وجاذبية وتأثير كأس العالم، اسم كوستاريكا أصبح يتردد على كل لسان حول العالم، صحيح أن هذا في حد ذاته لا يكفي، ولكنه يجعل مهمتنا أكثر سهولة في الدعاية للبلاد، خاصة في مجالي الاستثمار والسياحة».
عدد اليوم
