رفضت الجماعة الوطنية من كافة الاتجاهات والأطياف السياسية والفكرية في مصر تصريحات عصام العريان، نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين المسيئة لدولة الإمارات الشقيقة واعتبروها مفتقرة للكياسة والحصافة السياسية والأخلاقية، وتتجاوز كافة الخطوط الحمراء في العلاقات الدولية، وشددوا على أنها غير مسؤولة وتعد سابقة لم تشهدها العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وطالبوا بتقديم اعتذار رسمي لشعب وقيادة الإمارات.
واستنكر الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي المعروف، تصريحات العريان واعتبرها غير مسؤولة وتتعرّض لدولة شقيقة بسوء. وقال إن الإمارات دولة لديها تاريخ عريق مع مصر، ولا يوجد مبرر لصدور مثل هذه التصريحات التي لا هدف لها سوى الإضرار بالعلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين.
وانتقد المهندس هيثم أبو خليل، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين ورئيس مركز ضحايا لحقوق الإنسان، هجوم العريان على دولة الإمارات، معتبراً أنها مرفوضة جملة وتفصيلاً ولا يجب الالتفات لها لأنها تعبر عن عصبية غير مفهومة. وقال: رغم أن الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس حزب «الحرية والعدالة» تبرأ من تصريحات العريان، إلا أن هذا لا يكفي ويجب على الحزب المبادرة بتقديم اعتذار صريح. وأضاف أنه يجب على العريان التعامل مع أخطاء التيار الإسلامي مع الثورة وكيفية معالجتها وعمل مصالحة مع القوى الوطنية بدلاً من تعميق الجراح وقطع العلاقات مع الشعوب الشقيقة.
وأكد الدكتور أحمد عبد ربه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن مصر تتعرّض لخطر كبير بسبب هذا النوع من السياسيين الذين يمكن وصفهم بالموتورين. وقال إن العريان تعبير فج عن السياسيين الذين أدمنوا حب الظهور، مشدداً على أن هذا النوع من السياسيين لا يصلح لقيادة بلد بحجم مصر لأنه سيقودها إلى التهلكة، مضيفاً أن تصريح الكتاتني رئيس حزب «الحرية والعدالة» لا يكفي، فهي تظل تصريحات باهتة. وقال إن خطورة التصريحات تستوجب إصدار تصريح فوري من الرئيس محمد مرسي لأنه عضو الحزب الذي ينوب عن رئاسته العريان ويتبرأ من التصريحات والاعتذار للإمارات، كما يجب اعتذار الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى الذي يتزعم أغلبيته العريان، ثم اعتذار حزب «الحرية والعدالة».
واستهجن عصام شيحة القيادي بحزب «الوفد» التصريحات المسيئة لمصر وللعلاقات التاريخية مع الإمارات الشقيقة، وقال إن هجوم عصام العريان على دولة الإمارات غير مقبول ويعبر عن أزمة طاحنة يعيشها النظام الحاكم في مصر جعلته يفقد اتزانه. وأوضح أن حزب «الوفد» أكد استياءه الشديد من هذه التصريحات واعتبرها غير مسؤولة، وطالب حزب «الحرية والعدالة» بالاعتذار رسمياً عنها لدولة الإمارات.
وسخر سيد عبد العال - رئيس حزب التجمع والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني - من تصريحات العريان التي تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، وقال إن تصريحات العريان في غير محلها ومرفوضة ولم نسمع أنه أطلق تصريحات بهذه الخطورة والسخونة في مواجهة إسرائيل التي تقتل كل يوم مئات المواطنين العزل من الشعب الفلسطيني. وأضاف أن قيادات المعارضة المصرية عبرت عن استيائها من كلمات العريان التي تعبر عن أزمة عميقة في حسن تقدير قيمة العلاقات الأخوية بين الشعبين المصري والإماراتي، موضحاً أنه لا أحد يفهم لماذا صدرت هذه التصريحات، ولكنها في النهاية تؤكد أن قيادات جماعة الإخوان لا تعنيها مصالح الشعب وكل تركيزها على مصالح أفراد الجماعة ولديها استعداد للتضحية بمصالح الوطن كله في سبيل رعاية مصالحها الخاصة.
ووصف المهندس محمد سامي - رئيس حزب «الكرامة» القيادي بجبهة الإنقاذ - تصريحات العريان بأنها غير مسؤولة وتتجاوز الأعراف والتقاليد والقيم الراسخة بين البلدين قيادة وشعباً.
وقال إن التصريحات تعد خلطا للأوراق ومحاولة للتغطية على فشل الإخوان الداخلي. وأضاف أن الشعب المصري أبدى استياءه واستغرابه من التصريحات وهناك إجماع على أنها محاولة للفت الأنظار وصرفها عن الأزمة الخطيرة التي يواجهها حزب «الحرية والعدالة» وجماعة الإخوان بافتعال معارك وهمية.
وأكد الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن التصريحات مفتعلة، وليس هناك هدف من إطلاقها سوى رعاية مصالح ضيقة جداً للأهل والعشيرة فقط، لافتاً إلى أنه كان الأجدر بالعريان الانشغال برعاية مصالح كل المصريين والحرص على تدعيم أواصر العلاقات بين البلدين بدلاً من العمل على تدهورها.
وقال إن التصريحات تمثل سابقة خطيرة لم تحدث في تاريخ العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن نفس هذه القيادة التي تطلق الكلمات التي تخرب العلاقات الأخوية بين بلدين بحجم مصر والإمارات تحرص كل الحرص على تقديم الأفكار والتصريحات التي تخدم الكيان الصهيوني وتتسبب في فوضى داخلية وفتنة طاحنة.
وانتقد فريدي بياضي عضو مجلس الشورى تصريحات العريان. وقال إن حزب «الحرية والعدالة» الحاكم ينتهج سياسة غير مفهومة، فمنذ يومين قطع الرئيس محمد مرسي العلاقات مع سوريا وقرر إغلاق السفارة في مصر، واليوم يكمل العريان بتصريحاته المسيئة للإمارات، مما قد يتسبب في أزمة مع دولة عربية أخرى.
وأكد بياضي أن التيار المدني بمجلس الشورى سيعقد اجتماعاً لنظر عدد من الأمور منها تصريحات العريان وإمكانية إصدار بيان يوضح مدى الترابط مع الإمارات وأن تصريحات العريان شخصية ولا تمثل مجلس الشورى ككل.
واستنكر محمد الحنفي أبو العينين رئيس الهيئة البرلمانية لحزب «الوفد» بمجلس الشورى تصريحات العريان. وقال إن جميع التيارات السياسية في مصر تبحث عن لم الشمل والتعاون مع الدول العربية، وخاصة الدول التي تظهر التعاطف مع الثورة المصرية مثل الإمارات، ولكن العجيب أن نجد أن الحزب الحاكم لا يبحث عن لم الشمل ويهدف إلى الفرقة. وقال حسين عبد الرازق عضو المجلس الرئاسي لحزب «التجمع» إن العريان أصبح شخصاً مغروراً وأصبحت جماعة الإخوان لا ترحب بأي تيار آخر ولا تكتفى بعداء المصريين في الداخل، بل تثير عداوة مع الدول الشقيقة بمثل هذه التصريحات الخطيرة ولا يجوز أن يقال إن العريان لا يعبر عن حزب «الحرية والعدالة»، وهو نائب رئيس الحزب.
وقال الدكتور عبد الله المغازي المتحدث باسم حزب «الوفد» إن تصريحات العريان غير مسؤولة ولا تعبر عن مصر والشعب المصري وهذه التصريحات تسيء للمصريين، وقال الدكتور وحيد عبد المجيد القيادي بجبهة الإنقاذ إن كلام العريان لا يستحق التعليق، فلدينا في مصر قضايا أكبر من العريان.
عدد اليوم
