الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البيولوجيات» حققت ثورة في العلاجات الناجحة للروماتويد

«البيولوجيات» حققت ثورة في العلاجات الناجحة للروماتويد
20 يناير 2014 20:29
أبوظبي (الاتحاد) ـ على هامش المؤتمر العربي لأمراض الروماتيزم المنعقد ما بين 15 و17 يناير في دبي، يكشف الدكتور حيدر الدكتور حيدر العطية، استشاري الأمراض الباطنية وأمراض المفاصل والروماتويد في مستشفى المزروعي في أبوظبي، لـ«الاتحاد» حقائق مدى انتشار مرض التهاب المفاصل الروماتويدي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهل يصيب النساء أكثر من الرجال أم العكس، ويقول: «على الرغم من طبيعة التركيبة السكانية في دولة الإمارات، والتي تتسم بالتعدد وكثرة التنقل والسفر داخل الدولة وخارجها، فإننا لا نعتقد أن نسبة انتشار مرض التهاب المفاصل الروماتويدي في الإمارات يختلف بشكل كبير عن غيرها من دول العالم، حيث يبلغ نحو واحد بالمئة من عدد السكان على وجه التقريب. ويكمل الدكتور العطية: «عادة ما يصيب مرض الروماتويد النساء أكثر من الرجال، ففي الإمارات تشير دراساتنا وإحصائياتنا إلى أن نسبة المرضى من النساء مقارنة مع الرجال تقدر بـ«4.5 مقابل واحد» بين الأشخاص، الذين تترواح أعمارهم ما بين عشرين وأربعين عاماً، بينما تتقارب هذه النسبة لتصبح «2 من النساء مقابل 1 من الرجال» بين الأشخاص المتقدمين في السن ممن تزيد أعمارهم على خمسين عاماً». مضاعفات يضيف الدكتور العطية: «مع تقدم مراحل المرض، يمتد الالتهاب ليؤدي إلى تآكل أربطة العضلات ونتوئها، وتدمير سطح المفصل، الذي يتسبب في تقليص مسحاة حركة المفصل، فينتج عن ذلك كله تشوه شكل المفصل. وتتأثر مفاصل اليد بمعظم أنواع التشوهات، استناداً على أى المفاصل أكثر تأثراً. فنجد من المصطلحات الطبية ما يشير إلى هذه الصور المختلفة للتشوهات، مثل «التواء الزند»، أو «تشوه رقبة الإوزة»، و«إصبع حرف Z»، لكن هذه الأشكال لم تعد ذات أهمية في التشخيص أو الإعاقة بقدر أهمية العوامل الأخرى. التشخيص المبكر يؤكد الدكتور العطية أهمية التشخيص المبكر للمرض، ويرى أن هناك العديد من الأعراض أو المؤشرات، التي تدل على هذا المرض في بداياته، حيث يبدأ المريض عادة بالشعور بالجفاف عند الاستيقاظ صباحاً يصاحبه آلام في المفاصل الصغيرة، ويستمر ذلك لمدة ساعة أو أكثر إلى أن يشعر المريض بالتحسن، ثم في المراحل المتقدمة من المرض يصبح المريض يعاني من آلام مستمرة في مفاصله طيلة الوقت. وعادة ما يحدث تأخير يصل إلى ما يزيد على ستة أشهر في تشخيص مرض الروماتويد في كل دول العالم من قبل الإخصائيين أو الاستشاريين المعنيين بهذا المرض. وفي الإمارات أيضاً تشير دراسات إلى أن التأخر في تشخيص هذا المرض يصل إلى 18 شهراً، وذلك يعود إلى أسباب متعددة، مثل تعامل المريض مع طبيب غير متخصص بهذا النوع من الأمراض، أو أن تتم معالجة المريض على أساس أنه يعاني من التهاب بسيط في المفاصل دون إدارك أنه يعاني من مرض خطير مثل الروماتويد. وفي جميع الأحوال، يتعين على المريض بعد أن تمضي ستة أسابيع من معاناته من هذه الأمراض أن يراجع الطبيب المختص بهذه الأمراض. ويمكن للمرضى الاطمئنان لأن الكشف عن مرض الروماتويد ليس بالأمر الصعب مع توفر التقنيات الطبية الحديثة المطلوبة لذلك، مثل تحاليل الدم، وتقنيات الفحص بالتصوير الشعاعي بكافة أنواعها ومنها التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، التي تُستخدم أيضاً لهذا الغرض نظراً لحساسيتها العالية. ومما لاشك فيه أن التشخيص المبكر يساعد على التحكم في المرض، فهو بمثابة المفتاح الذي يقودنا إلى تحقيق أفضل النتائج، فكلما كان التشخيص أبكر حصلنا على نتائج أفضل في العلاج. خيارات العلاج عن خيارات العلاج من مرض الروماتويد، يقول الدكتور العطية: «يوجد الكثير من الخيارات العلاجية لمرض الروماتويد، وجميعها متوفرة في الدولة. وتنقسم هذه الأدوية إلى عائلات «مجموعات» دوائية، فمنها أدوية مضادات الالتهابات، والأدوية الخاصة بالروماتويد والتي تؤثر على المناعة بشكل إيجابي ـ نظراً لكونه مرضاً مناعياً - فهي تعمل على الحدّ من المرض ومنها ما يوقف المرض تماماً لكي لا يمتد أثره إلى المفاصل، علماً بأن ذلك يمكن أن يتسبب بعجز المريض، فضلاً على أن هذا المرض لا يقتصر على المفاصل وإنما يمكن أن يصيب الأعضاء الأخرى. كما أن هناك أدوية أخرى لهذا المرض مثل الأدوية المحتوية على مادة الكورتيزون والحيويات أو البيولوجيات Biologics، وهي أحدث وأفضل الأدوية المستخدمة لهذا المرض، ولابد من التعامل مع هذه الأدوية تحت إشراف الطبيب المختص. وتتوافر جميع هذه الأدوية بأحدث أجيالها في الصيدليات، فيمكن للمرضى الاطمئنان وعدم التردد بمراجعة الطبيب المختص». «البيولوجيات» وعدم الاهمال أما عن فرص العلاج الذي يقضي تماماً على الروماتويد، يرى الدكتور العطية أن أحدث وأفضل علاج متوافر حالياً لمرض الروماتويد هو الحيويات «البيولوجيات»، ويتوافر أحدث جيل منه في الدولة، فقد أحدث هذا الدواء ثورة في علاج الروماتويد، حيث يُؤخذ عادة عن طريق الحقن، ويتوفر حالياً بنوع يؤخذ عن طريق الفم. وإن استخدام هذا الدواء في المراحل المبكرة من المرض يمكن أن يوقف المرض ويزيد من احتمالية دخول المريض في مرحلة سكون واختفاء للأعراض، وتسمى Remission، كما تزيد فرصة المريض بأن يتخلص من الروماتويد ويمكن أن يُشفى منه تماماً، لكن ذلك يحتاج إلى الكثير من الصبر والرعاية، وننصح الناس بتوخي المزيد من الحذر والحيطة وعدم الاهمال عند ظهور الأعراض التي ذكرناها، ومراجعة الطبيب المختص في المراحل المبكرة، حيث يساهم ذلك بالحد بشكل كبير من استفحال وتطور المرض إن وُجد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©