الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المزارع السمكية طريق الشباب المصري للزواج والثراء

المزارع السمكية طريق الشباب المصري للزواج والثراء
20 يناير 2014 20:27
محمد عبدالحميد (القاهرة) - وجد فريق من شباب مصر في مشروعات الاستزراع السمكي فرصة لمواجهة البطالة، وتحقيق مكاسب مالية من أجل الزواج، وتكوين أسرة وساعدهم على ذلك حرص الحكومات المصرية المتعاقبة على دعم تلك المشروعات تارة بعمل دورات لتعليم الشباب كيفية الاستزراع السمكي، ومنحهم القروض اللازمة للانطلاق وأخرى بقيام وزارة الزراعة والثروة السمكية بإنشاء الأقفاص البحرية والمزارع على مساحات شاسعة في أنحاء شتى من محافظات مصر. وتسليم كل شاب مزرعة سمكية مساحتها تتراوح من نصف فدان إلى 4 أفدنة لإنتاج أسماك البلطي والبوري والمبروك والقراميط والدينس والقاروص، ومساعدته على بيعها ما يوفر له عائداً يتراوح من 4 إلى 6 آلاف جنيه كل شهر، وكان لذلك بالغ الأثر في تشجيع الشباب على المضي قدما في تلك المشروعات. دورة تدريبية يقول أحمد جمال (30 سنة)، صاحب مزارع سمكية بمنطقة العباسة بمحافظة الشرقية، إنه اتجه إلى هذا المجال قبل 4 سنوات بعدما أمضى ثلاث سنوات من البطالة، بعد تخرجه في كلية الآداب قسم فلسفة إلى أن قرأ إعلاناً عن دورة تدريبية، تقيمها وزارة الزراعة لتعليم الشباب أساليب الاستزراع السمكي؛ فشارك فيها وتحمس بعدها للعمل في هذا المجال، فقام بمساعدة والديه باستئجار مزرعة سمكية صغيرة نحو نصف فدان وعمل على تطبيق ما درسه في الدورة التدريبية، إلى جانب استعانته من حين لآخر بآراء الخبراء المكلفين من قبل هيئة الثروة السمكية بمتابعة مشروعات الشباب ما ساعده كثيرا على النجاح وجني أرباح مكنته من تأثيث منزل والزواج بمن أحب، لافتا إلى أن مشروع إقامة مزرعة سمكية يرتكز على ثلاثة عوامل، الأول توافر مصدر دائم من الماء سواء من البحار أو الأنهار أو مياه الآبار، حيث يمكن استخدامه على مدار العام في ملء الحوض الكبير، ويجب أن يكون الماء نظيفا خاليا من الملوثات، ومن مسببات الأمراض. وثانياً: الحصول على الزريعة من الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، ومعها الإرشادات اللازمة للعناية بها حسب النوع ومقدار الغذاء الذي تحتاج إليه لضمان عدم موتها. وثالثاً: تقديم التغذية السليمة للسمك في مواعيدها بانتظام، سواء كانت تغذية طبيعية أو تغذية صناعية موضحاً أنه يعتمد في مزرعته على تقديم مخلفات المجازر، لاسيما بقايا الدواجن إلى جانب الخبز والعلف. إثبات الذات عن تجربته، قال محمد عبدالسلام، صاحب مزرعة سمكية «تخرجت قبل خمس سنوات في كلية التجارة، وعملت محاسباً بشركة ملابس جاهزة، ولكني كنت أطمح لإقامة مشروع خاص بي أحقق من خلاله أحلامي في إثبات الذات، وتكوين ثروة وهو ما وجدته في مشروعات الاستزراع السمكي، حيث كان أحد أقاربي قد سبقني في العمل بهذا العمل، وحقق نجاحاً كبيراً فاشترى منزلاً وسيارة وتزوج خلال سبع سنوات فقط، وهو ما دفعني إلى تكرار تجربته». ويتابع «بالفعل استقلت من عملي وحصلت على قرض من البنك، وتفرغت مع شقيقي الأصغر ووالدي لإقامة مزرعة على 3 أفدنة من الأرض، قسمتها إلى 8 أحواض وتناوبنا رعايتها وجنينا الخير الوفير واستطعنا تسديد القرض»، لافتاً إلى أن أهم شيء في المشروع هو شراء الزريعة المناسبة من مصدر موثوق به لتجنب أن تكون مريضة فتموت ونخسر المال. وأوضح محمد أن وزن الزريعة الواحدة وقت شرائها يتراوح من 25 إلى 50 جراماً، والواحدة تباع بجنيه ويتم نقلها في أكياس بلاستيك بداخلها كمية من الماء والهواء لضمان وجود الأوكسجين، وعدم موت الزريعة في أثناء نقلها إلى أحواض الاستزراع. نظافة مستمرة من جهته، قال هشام خليل (28 سنة) «تربية السمك تحتاج مثل بقية أنواع المزارع الحيوانية إلى نظافة مستمرة تارة بتغيير المياه الراكدة في الحوض، بسحبها وصب مياه جديدة ما يسمح بالتخلص من المواد العضوية، وتجديد الأوكسجين الذائب في المياه، وتقليل موت السمك مختنقاً أو إصابته بالأمراض التي تقلل من شهيته ووزنه». وأشار إلى أنه يعتمد في تنظيفه لحوض المزرعة على درجة «عكارة» الماء، فكلما كانت المياه عكرة وقلت رؤية ما بداخلها كان هذا دليلاً على سوء نظافة المزرعة، ووجود تهديد لصحة الزريعة، مضيفاً «نلاحظ تجمع الأسماك عند سطح الماء وأفواهها مفتوحة، وفي حركة مستمرة للحصول على الأوكسجين مع سباحتها ببطء، والعكارة قد تحدث نتيجة لتراكم مخلفات الطعام المقدمة للسمك، وعدم إقبال الزريعة عليها لأنها لا تناسبها ما يؤدي إلى تراكمها وتفاعلها كيميائيا أو عضويا مع الماء في ظل درجة حرارة الشمس؛ فيعكر الماء وهو ما ينعكس بدوره على وصول الضوء، وتوافر الأوكسجين في قاع الحوض ويؤثر ذلك على معدل نمو الأسماك، وقد ينتج عنه انتشار الأمراض الفطرية ولذا نعمل على تنظيفها باستمرار». دورة العمل أوضح هشام خليل (صاحب مزرعة سملك) أن كل صاحب مزرعة يقوم بالاستعانة بنحو 10 عمال لمعاونته على جمع السمك من خلال شبك مجهز لصيد الأسماك الكبيرة، ومن ثم نقلها إلى الأقفاص وتحميلها على سيارات نقل حيث يجري بيعها في شادر السمك، وبعدها يتم تفريغ الحوض من الماء تماما ليجف لأيام يتم خلالها تنظيف قاعه وجوانبه جيداً، قبل معاودة عملية تربية زريعة أخرى من جديد. الأولى أفريقياً حول وضع الثروة السمكية في مصر، قال الدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري، إن مصر باتت تحتل المرتبة الأولى بالقارة الأفريقية في إنتاج المزارع السمكية، والمركز الثامن عالمياً حيث تنتج ما يزيد على مليون طن من أسماك الاستزراع السمكي سنوياً، ويجري العمل لزيادة الكمية إلى 1,6 مليون طن في الفترة المقبلة، موضحا أن بمصر نحو 300 ألف فدان استزراع سمكي موزعة على عدة أماكن من البلاد. وأكد أنه رغم ما مرت به مصر من اضطرابات في الفترة الأخيرة إلا أن مشاريع الشباب في هذا المجال لم تتأثر، وهو ما انعكس على ارتفاع متوسط استهلاك الفرد المصري من الأسماك سنويا إلى 16,8 كجم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©