الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فلنتسامح ولنتراحم

20 يونيو 2011 19:51
يقال إن أرفع درجات الحكمة البشرية هي معرفة مسايرة الظروف وخلق سكينة وهدوء داخليين على الرغم من العواصف الخارجية، ويقال أيضا أن السعادة نسبية ولا تنال إلا بالرضا وتصفية النفس من كل شوائب وموحلات الحياة، ومن يبحث عن راحة البال يجب أن يكون متسامحا. إذ نهيم في دنيانا، نبحث عن ذواتنا، نتناسى أحيانا ما بداخلنا من نقاء وصفاء، فيغلف السواد نظرتنا وتُحجب الرؤية، تتشوش وتغلفها الضبابية، يكون ذلك نابعا من دواخلنا أحيانا، وقد تسهم فيه المؤثرات الخارجية وتحفزه، ويرتبط ذلك باستعداد الشخص لاستقبال هذه المحفزات، أو مقاومته لهذه الضغوطات النفسية الخارجية. ضغوط يخضع لها الفرد فتغير من قناعاته تلقائيا في الحياة، يتحول من مسالم، قنوع، راض، مبتسم.... إلى آخر متذمر، قلق، كثير الشكوى... صراعات كثيرة يعيشها الإنسان تلوث تلقائيته وعفويته، وتتسبب في عدم رضاه عن نفسه، ويشعر بالضجر وعدم الارتياح باستمرار. تلازمه هذه الحالة أيام وليالي، وقد يستمر ضجره سنوات، ولا يكتشف أنه تغير، ولا يشعر أنه انساق وراء الحياة يجري وراءها لاهثا، يغوص في موحلاتها، يتناسى أنه وافد عليها، وسيترك وراءه كل ما اكتنزه، إذ لا أحد مخلد فيها، وكل يخرج منها خالي الوفاض إلا مما عمله لآخرته من أعمال صالحة. فلنحاول أن نفسح مجالا لأنفسنا للتراجع، والوقوف عن خللها، نفتح باب مراجعة أيامنا وما تحقق فيها، ونحاول تخطي كل شرورها، والأهم من ذلك نعلم أنفسنا التجاوز والمرونة في الحياة، حتى تكون لها القدرة على التأقلم مع كل الأوضاع والأحداث، ونرجع لحياتنا صفوها الطفولي وعيدها الدائم أمام تعقيداتها وثغراتها، فالأيام وصراعاتها تجبرنا مرات على السقوط في براثن غيها. ولننعم بالسلام الداخلي، لأن المتسامح والمتسامي في الحياة يرى نور الله في كل مكان من حوله، مهما يكن سلوك الناس معه، وهو أقوى علاج، ويذكر أن قرار عدم التسامح هو قرار المعاناة، كما أن قوة الحب يمكن أن تصنع المعجزات، كما أن التسامح هو أكبر مراتب القوة الإنسانية، إذ ثبت أنه يجدد صفاء النفوس ويسترجع نقاءها، كما أنه عنوان حقيقي للتواصل والتراحم والتواد والعفو، وكل معاني الحب والخير، قد يقول البعض إن هذا الحديث أصبح متجاوَزا وباليا، أمام تراجع القيم، ولكنني أقول إن الصفاء والتراحم والحب ستظل صامدة أمام كل التراجعات. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©