الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تونس تعتزم إنفاق مليار دولار لإعادة رسملة البنوك

تونس تعتزم إنفاق مليار دولار لإعادة رسملة البنوك
18 يونيو 2013 22:04
تونس، واشنطن (رويترز، أ ف ب) - أبلغت الحكومة التونسية صندوق النقد الدولي أنها قد تنفق أكثر من مليار دولار لإعادة رسملة بنوك الدولة في ظل الصعوبات التي تواجهها البلاد في تحقيق الاستقرار الاقتصادي بعد ثورة عام 2011. ووردت خطط عملية الإنقاذ في رسالة من الحكومة إلى صندوق النقد الذي وافق في وقت سابق هذا الشهر على إقراض تونس 1,74 مليار دولار على مدى عامين. ونشرت الرسالة أمس الأول. وقالت الحكومة إن من أولوياتها تنفيذ سلسلة إجراءات لمعالجة نقاط الضعف في البنوك التي تراكمت بسبب المحاباة، وتدني المعايير وضعف الرقابة المصرفية على مدى سنوات. ومن المهم لتونس تقوية بنوكها لتعزيز الاقتصاد، إذ تتحدث شركات عديدة لاسيما شركات صغيرة عن صعوبات في الحصول على قروض بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي بعد الثورة. وتواجه تونس صعوبات في ظل معدل تضخم مرتفع وعجز خارجي كبير وآفاق غير واضحة منذ أكثر من عامين. ومن المنتظر أن يكتمل تدقيق في دفاتر البنوك الثلاثة المملوكة للدولة التي تهيمن على النظام المالي بحلول ديسمبر، وتسعى السلطات لاتخاذ قرار بحلول منتصف سبتمبر بشأن ما إذا كانت ستعيد رسملة البنوك، أو تدمجها أو تقلص حيازة الدولة فيها. وقالت الرسالة إن الحكومة تستعد لجمع كل الموارد اللازمة لإعادة رسملة البنوك في العامين المقبلين في عملية قد تكلفها ما يعادل 2,6? من الناتج المحلي الإجمالي، أو نحو 1,1 مليار دولار. وأضافت أن الحكومة ستتصدى أيضا لمشكلة القروض المتعثرة في قطاع السياحة الذي تضرر بشدة من الانتفاضة لعزوف السياح عن زيارة البلاد. وتشكل قروض شركات السياحة المتعثرة أكثر من خمس القروض المتعثرة في تونس. وقال صندوق النقد الدولي، إن الحكومة ستنشئ شركة لإدارة الأصول لشراء الأصول المتعثرة في قطاع السياحة مقابل سندات مضمونة من الدولة. وتعهدت تونس أيضا بتنفيذ مجموعة من الإصلاحات الأخرى، من بينها تغييرات في نظام دعم الطاقة المكلف والحساس سياسيا. وقالت إنه سيتم إطلاق نظام جديد لتسعير الوقود العام القادم ليصبح سعر البنزين قريبا من الأسعار العالمية. وقالت الحكومة إنها ستدخل إصلاحات على نظام الضرائب الموروث من العهد السابق الذي يواجه انتقادات لمنحه مزايا كبيرة للمصدرين، وإخفاقه في جذب استثمارات إلى المناطق الأكثر فقرا في البلاد. وقالت الرسالة إن تونس ستعلن بحلول ديسمبر جدولاً زمنياً لتقليص الفجوة بين نسب الضرائب على أنشطة الشركات داخل البلاد وخارجها. وتأمل الحكومة أن تساعد تلك الإصلاحات في الحد من تأثير زيادة الإنفاق الاجتماعي بعد الثورة، إذ تحتاج للسيطرة على العجز المتزايد في الميزانية. وتوقعت الرسالة أن ينخفض إجمالي عجز الميزانية في تونس إلى 2,5? من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2018 بما في ذلك إعادة رسملة البنوك من عجز يقدر بنحو 7,3? لهذا العام. غير أن ذلك مرهون بالنمو الاقتصادي الذي قد يتباطأ بفعل ضعف في أوروبا التي تتعرض لها تونس بشدة، إضافة إلى اقتراب موعد الانتخابات في البلاد المتوقع إجراؤها قرب نهاية العام. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يظل عجز المعاملات الجارية في تونس مرتفعا هذا العام عند 7,5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويتراجع إلى 5,1 في المئة في 2015. وقال البنك المركزي التونسي في الرسالة إنه سيتخذ مزيدا من الخطوات لجعل سعر صرف العملة المحلية الدينار أكثر مرونة، وذلك للمساهمة في الحفاظ على احتياطياته من النقد الأجنبي في مواجهة العجز. من ناحية أخرى، اعلن صندوق النقد الدولي، أن تونس التي منحها مساعدة مؤخرا، ما زالت تواجه «إخطارا» متعلقة بالمرحلة الانتقالية السياسية والوضع الدولي، ولكنها لن تكون «اليونان الجديدة». ومنح الصندوق مطلع يونيو تونس خط ائتمان بقيمة 1,75 مليار دولار لدعم المرحلة الانتقالية التي بدأت مع سقوط الرئيس زين العابدين بن علي في يناير 2011. وقال صندوق النقد الدولي في بيان أمس الأول، إنه بالرغم من «الالتزام القوي» من قبل السلطات للتعاون والتسارع المتوقع لعملية النمو هذا العام (4% مقابل 3,6% في 2012)، فإن البرنامج يواجه «مخاطر كبيرة». وأضاف التقرير أن «آفاق النمو قد تكون اقل من التوقعات خصوصا في حال تراجع الوضع الاقتصادي الخارجي، الأمر الذي يؤثر على السياحة وعلى وصول أموال المهاجرين التونسيين» إلى بلادهم. وأشار التقرير الى أن السياحة التي تؤمن 7% من إجمالي الناتج الداخلي، وتوظف 15% من اليد العاملة، ما زالت في وضع «هش». وأوضح أن أي «فشل» في العملية الانتقالية السياسية قد يدفع المستثمرين الى العزوف عن الاستثمار فيها بسبب «الاضطرابات الاجتماعية» و»المشاكل الأمنية». ومن ناحيته، اكد رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في تونس أمين ماتي، خلال مؤتمر بالهاتف، إن تونس مع ذلك ليست «اليونان الجديدة». وأضاف أن «تونس في وضع أفضل بكثير» وأن دينها العام (45,3% من إجمالي الناتج الداخلي لهذا العام) سيبقى»مقبولاً» نسبة إلى ما كان عليه الوضع في اليونان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©