السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مريم القطري: رعاية المسنين.. لمسة حنان ورد للجميل

مريم القطري: رعاية المسنين.. لمسة حنان ورد للجميل
19 يونيو 2015 02:29
موزة خميس (الشارقة) تؤمن مريم القطري مدير عام دار رعاية المسنين في الشارقة بأن رعاية المسنين مهمة إنسانية راقية، وأنها تحرص دائماً من خلال عملها في الدار على تقديم احتياجات هذه الفئة العزيزة التي قدمت الكثير لأسرها طيلة حياتها. وتقول: إن وجود دور أو مراكز لرعاية المسنين من أجل تأمين احتياجاتهم الضرورية، ولو بشكل مؤقت، أصبح الآن واقعاً يفرض نفسه، بسبب ما تشهده المجتمعات الحديثة من تغيرات وصلت إلى حد التعقيد. وترى أن زيارة المسن واجبة سواء كان ذلك داخل دار رعاية أو في البيت، لأن ذلك نوع من البر والتواصل ورد الجميل لآبائنا وأمهاتنا الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل أن نكبر وننجح في الحياة ونحقق أحلامنا. وتؤكد أن المسنين يحتاجون إلى رعاية خاصة في رمضان، خاصة فيما يتعلق بوجبات الطعام ، مشيرة إلى أن دار رعاية المسنين في الشارقة تهيئ الأجواء المناسبة والطقوس التي تجعل هذه الفئة من كبار السن يشعرون بالمودة والألفة والاستقرار كأنهم بين أسرهم الحقيقية وفي بيوتهم تماماً. قيم الخير وقالت: إن العمل في الشهر الكريم له مذاق خاص، لا سيما أن عملنا في الدار كله عمل إنساني في الأساس، وهو ما يتفق مع قيم الخير والعطاء والتسامح التي يحثنا عليها شهر رمضان، وأحرص دائماً أنا وجميع موظفي الدار على القيام بهمامنا الوظيفية على أكمل وجه منذ بداية اليوم وحتى نهايته، وفي المساء نحرص على إضفاء الأجواء الرمضانية، في جميع أرجاء الدار، وذلك من خلال إتاحة الفرصة للنزلاء لمشاهدة بعض الفعاليات الرمضانية في التلفزيون، خاصة فقرة انطلاق مدفع الإفطار من قناة الشارقة وكذلك بعض البرامج الدينية التي تقدم الأذكار اليومية. ضوابط خاصة وأشارت مريم القطري إلى أن إدارة دار رعاية المسنين في الشارقة تنظم برامج خاصة لهذه الفئة تتناسب مع أجواء هذا الشهر الكريم، كما أن أهاليهم يأتون أيضاً في المساء لزيارتهم، مما يشعر الكثيرين بالبهجة والمرح، لافتة إلى أن الدار تضع ضوابط لمثل هذه الزيارات، أهمها ألا يتجاوز الوقت المحدد لراحة أمهاتنا وآبائنا الذين يحتاجون رعاية دائمة. وذكرت أن الدار توافق لمن تسمح حالتهم الصحية من النزلاء، على زيارة أسرهم لتناول الإفطار معهم، وكذلك، يذهب بعضهم لأداء صلاة التراويح في المسجد، مشيرة إلى أن الدار تنظم إفطاراً جماعياً للمسنين داخل الدار. مهام العمل وحول مهام عملها، قالت : كل أمر يدور داخل الدار أو له علاقة بالدار مع جهات أخرى، يقع ضمن مهام عملي اليومية، إذ يجب أن أكون على اطلاع بجميع الخدمات المقدمة للنزلاء والتي يجب أن تكون على أكمل وجه، وترى أن من الأفضل أن يعيش كبار السن داخل المنزل ولا يتم فصلهم عن الجو الأسري، ولكن في حال لم تكن للمسن الأسرة التي ترعاه، أو كانت له أسرة ولكن حالته حرجة وتتطلب رعاية صحية دائمة وأجهزة للعلاج الطبيعي، لا يمكن توفيرها في المنزل لأنها تحتاج لتوفر طبيب بشكل يومي، في هذه الحالة ينقل المسن لدار رعاية المسنين. وأضافت: لكل رجل أو سيدة من المقيمين في الدار م غرفة خاصة، تحتوى على بعض الاحتياجات التي اعتادوا عليها مثل التلفزيون والهاتف، كما نوفر لهم موظفين «رجال وسيدات» من الفئة المساعدة، بحيث يكونون إلى جوار المسن طوال الوقت لتلبية احتياجاته، كذلك يتم تقديم جميع الخدمات التي كان يحصل عليها المقيم عندما كان في منزلة، مثل، الخروج للجلوس مع أصدقائه من النزلاء وقت الضحى، حيث يتبادلون الأحاديث، أو يشاهدون التلفاز والبعض يستمع إلى المحاضرات القصيرة، وغيرها. الحالة النفسية وأوضحت القطري أنها تتابع من خلال فريق العمل ، جميع التفاصيل اليومية الخاصة بالمسنين، مبينة أن كل ما يحدث يسجل بشكل رسمي، مثل حالة المقيم النفسية والجسدية، قائلة: نحن نبدأ يومنا في الصباح بالقرآن الكريم والجميع يستمع إلى أذكار الصباح والمساء، وبالنسبة لمن لا يستطيعون سماع من حولهم وهم حالات بسيطة، يتم تشغيل القرآن عن طريق جهاز التسجيل طوال الوقت إلى جوارهم، ورغم ذلك فإن الدار لا تشجع أن يتم وضع أحد الوالدين أو كلاهما في دار رعاية المسنين، حيث إن المسن في حاجة إلى رعاية أسرته الحقيقية أولاً. وتابعت: لدينا برنامج حافل بالنشاطات سواء داخل الدار أو خارجها، كي لا يشعر المسن أنه في عزلة عن العالم الذي كان يعيش فيه، ويتضمن البرنامج زيارات للفعاليات التي تقام في الإمارة أحياناً، وكذلك رحلات في مختلف أنحاء الدولة، حتى يبقى المسن على تواصل مع المجتمع. خدمات متنوعة أكدت مدير عام دار رعاية المسنين في الشارقة أن غالبية الفئات التي تقيم في الدار، ولا أقارب لها أو بلغت مرحلة عمرية معينة، تكون دائماً بالقرب من أختصاصي من العاملين في الدار التي تقدم لها خدمات متنوعة صحية واجتماعية ونفسية وأيضا العلاج الطبيعي، إضافة إلى وجود قسم الإعاشة الذي يهتم بالشؤون المالية للمسن. وبمجرد دخول المسن إلى الدار يفتح له حساب في البنك، وتودع فيه أمواله أو معاشه من الشؤون الاجتماعية أو الإيرادات التي تتحصل من الإيجارات إذا ما وجدت، وعند وفاته تحول هذه الأموال إلى المحكمة التي تبت بأمرها. حالات نادرة عن علاقة المسن بأسرته، أشارت مريم القطري إلى أن الخير لا يزال موجوداً في الإنسان العربي والخليجي، ولذلك فإن الغالبية العظمى لا تتخلى عن المسن إلا في حالات نادرة، وتكون بسبب ظروف طبية في غالبيتها، مؤكدة أن الأسرة الإماراتية بخير من حيث الحرص على العادات الأسرية المتعلقة بالبر والإحسان للوالدين، لدرجة أن كثيرا من الأبناء لا تكتمل أفراحهم إلا بوجود من كانوا في يوم ما، أحد أسباب استمرارهم في الحياة ونجاحهم وتحقيق أمانيهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©