تحمل «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» تطلعات كبيرة من بينها أن تصبح المؤسسة الرائدة في دعم الثقافة ونشر الإبداع وتبني المواهب المتميزة. وتسعى إلى تحقيق ذلك عبر المراكز والأقسام التابعة لها وفي مقدمتها «المرسم الحر» الذي انطلق مجدداً إلى آفاق تطبيق استراتيجية الهيئة في رعاية المبدعين بمختلف فئاتهم، والارتقاء بالتجارب الفنية والإبداعية الواعدة، وتنظيم ورش العمل المختصة والموجهة بصفة خاصة إلى فئة الناشئة.
يتبع «المرسم الحر» إدارة «الثقافة والفنون» في الهيئة، وقد انتقل مقره منذ العام الماضي إلى المسرح الوطني، ويواصل تبنيه مساعدة المنتسبين إليه ليكتشفوا عالما فنيا جديدا والاستمتاع به، فيعمل على اكتشاف المواهب الفنية الموجودة في الساحة المحلية وزرع الثقة لديها عبر المنهج الفني والمهاري المقدم لهم. وترسيخ مفهوم الفن التشكيلي والإبداعي لدى أفراد المجتمع. وبناء نواة من المبدعين في مجالات الفنون، بحيث يكون ملتقى للفنانين المبدعين على اختلاف وتنوع الأنماط والمدارس الفنية التي يميلون إليها.
تشير الفنانة سوسن خميس- مديرة المرسم؛ إلى برامج المرسم الحر، وتقول: «يطلق المرسم دورياً مجموعة برامج تعليمية ودورات تدريبية متخصصة في ألوان الفنون، فهناك مجموعة دورات في أساسيات الرسم والتلوين. وفن الخط العربي، وفن التصوير الفوتوغرافي، وفن النحت، وفنون السيراميك، وفنون الرسم على الحرير والقماش والزجاج، والتقنيات الحديثه في التلوين، وكذلك الديكور وتصميم الشخصيات الكرتونية، وتصميم المجوهرات والأزياء، والتزيين والمكياج».
تضيف: «يستقبل المرسم المشاركين بدوراته من الجنسين ومن كافة الجنسيات حول العالم لعمر 15 سنة وما فوق. ويفتح أبوابه من الساعة 8 صباحاً حتى 8 مساءً عدا يوم الجمعة والعطلات الرسمية. وتتصف أجواؤه بالحيوية وكذلك المهارة التي يقدمها المنتسبون للدورات، لذا يحرص المرسم على تأكيد التميز. تقول خميس موضحة: «نواصل في المرسم متابعة كافة الدورات والأنشطة التي نحرص على تنوعها لترضي كافة الاحتياجات المعرفية والإبداعية للمشاركين، كما يحاول المرسم إبراز الطاقات والمواهب والإبداع لدى المشاركين، والذي يتجلى في نتائج الدورات المتميزة، وكذلك عن طريق إقامة معرض المنتسبين فنحقق التواصل مع الآخر ومعرفة رأي الجمهور بالمعرض وإبداع طلابنا».
يلاحظ الزائر لمقر المرسم أنه يحتوي على مقتنيات رائعة من لوحات تشكيلية وأعمال نحتية ومجسمات برونزية إضافة إلى دروع وهدايا تذكارية معظمها من أعمال الفنانين الذين يقدمون خبراتهم الفنية للطلاب، كما أن موظفي المرسم هم في الغالب فنانين. ويوجد كذلك بعض رسوم ولوحات رمزية من إبداعات الخريجين. أما الأقسام والقاعات التي يضمها المرسم بين حناياه فهي عديدة منها غرفة مخصصة لدورة الخط العربي، وغرفة لدورة الرسم وتلوين مجهزة بالكامل، وغرفة التصوير الفوتوغرافي، وورشة النحت، وورشة السيراميك، وورشة تصميم وتنفيذ المجوهرات، وقاعة عرض. كذلك هناك غرفة متنوعة الاستخدامات وحديقة صغيرة مرفقة بالمرسم.
يذكر أن كوكبة كبيرة من أبرز الفنانين المحليين والعرب والعالميين أشرفوا على دورات المرسم، فكان أن رافقوا خطواته الماضية وقدموا لرواده من الرسامين والمصورين المعروفين الكثير من خبراتهم وتجاربهم العملية في التصوير الفوتوغرافي والرسم والفنون عامة.
واليوم أيضاً يستقطب «المرسم الحر» خبرات محلية وعالمية لتدرب المنتسبين إليه يقومون بجهود كبيرة للتنقيب عن المواهب الحقيقية لتأصيل الإبداع فيها.
عدد اليوم
