هي شركة يابانية لصناعة السيارات والدراجات النارية، أخذت اسم مؤسسها سويتشيرو هوندا. تُعد أكبر مُصنع للدراجات النارية في العالم، كما تحتل الرتبة الأولى عالمياً في صناعة محركات الاحتراق الداخلية، إذ تنتج سنوياً أكثر من 14 مليون محرك احتراق داخلي. صُنفت هوندا ثاني أكبر شركة صناعة سيارات في اليابان عام 2001، كما صُنفت عام 2008 رابع أكبر مصنع للسيارات في الولايات المتحدة الأميركية، متقدمةً بذلك على عدد من الشركات الأميركية نفسها بما فيها شركة كرايسلر، وهي تحتل حالياً المرتبة السادسة في أميركا. اختارت شعاراً بسيطاً هو الحرف الأول من اسمها H داخل إطار مستطيل أقرب إلى شكل المربع وبزوايا غير محدبة. وترمز عبارة “قوة الأحلام” التي تقرنها هوندا باسم ماركتها في مختلف عروضها ومعارضها إلى تطلعات الشركة بتحقيق أحلامها بابتكار تصاميم جديدة وحديثة، وأحلام زبائنها بتزويدهم بموديلات وطرازات تستخدم أحدث التكنولوجيات، وتوفر وسائل الراحة والرفاهية التي يبتغونها. وتعني كلمة “هوندا” باليابانية “الحقل الأصلي”.
ولتأسيس شركة هوندا قصة طريفة، فمؤسسها سويتشيرو هوندا كان شغوفاً بالسيارات منذ الصغر، وعمل ميكانيكياً في إصلاح السيارات، وكان يعدل محركات السيارات ويغيرها من سيارات عادية إلى سيارات سباق. وهو مهندس ميكانيك عصامي كون نفسه بنفسه. وقع عقداً مع شركة تويوتا عمل بموجبه على تصنيع مكابس، وقد صنع العديد منها لشركة تويوتا، إلا أن الزلزال الذي ضرب المدينة أدى إلى تدميرها جميعاً. ولم يتمكن هوندا من تشغيل السيارة التي كان يملكها واستخدامها بسبب شح الغاز أثناء الحرب العالمية الثانية، فطلع بفكرة جديدة هي ربط محرك صغير بدراجته للتنقل، وهي فكرة استرعت فضول العديدين وأنظارهم. وعقب ذلك، أسس معهد هوندا للبحوث الفنية في مدينة هاماماتزو، سعى من خلاله إلى تطوير محركات دراجات صغيرة. وتمكن هوندا بفضل الدعم المالي الذي تلقاه من إنتاج أول دراجة بمحرك أطلق عليها اسم “هوندا كاب” عام 1955، ليعبد الطريق بذلك لإطلاق شركة هوندا لصناعة المحركات التي نمت وازدهرت في وقت قصير لتصبح عام 1964 أكبر شركة في العالم لصناعة الدراجات النارية.
وأطلقت هوندا أولى سياراتها (هوندا سيفيك جي إكس) بمحرك غاز طبيعي عام 1998. وقد منحت وكالة حماية البيئة الأميركية هذه السيارة لقب أنظف سيارة في العالم عام 2001. وفي أواخر 1999، عرضت “هوندا” أولى سياراتها الكهربائية الهجين للبيع في السوق الأميركية “هوندا إنسايت”. وعرضت “هوندا” عام 2009 الجيل الجديد من هذه السيارات في اليابان والولايات المتحدة وأسواق عالمية أخرى، وتتوقع “هوندا” بيع حوالي 200,000 من هذه السيارات سنوياً، نصفها في الولايات المتحدة. كما باعت عدداً من سياراتها الهجين “هوندا” سيفيك و”هوندا أكورد” منذ 2002. وأنتجت “هوندا” أيضاً سيارات هجين تعمل محركاتها بالهيدروجين سنة 2008، وهي من النوع الذي لا يصدر أي ملوثات من العوادم أو الانبعاثات الغازية نظراً لعمل محركاتها بالهيدروجين والأوكسجين فقط. وما زالت المحطات الخاصة بهذا النوع من السيارات محدودة بسبب ارتفاع تكلفة بنائها، إذ لا توجد في أميركا إلا في كاليفورنيا.
وأطلقت “هوندا؛ نسختها من السيارات الفخمة “أكورا” عام 1986. وبالإضافة إلى السيارات والدراجات النارية، تصنع “هوندا” محركات السفن ومولدات الطاقة الكهربائية والقوارب الآلية الشخصية وجزازات العشب وعدداً من المعدات الميكانية الأخرى ذات الاستخدامات المتعددة. ودخلت “هوندا” إلى نادي صناع الإنسان الآلي والروبوتات الذكية سنة 1986 وعرضت ابتكارها الأول في هذا المجال عام 2000، وأطلقت عليه اسم “أسيمو”، وهو اختصار يعني “خطوة متقدمة في النقل الإبداعي”، على شكل رائد فضاء صغير يحمل حقيبة على ظهره وقادر على المشي والركض على قدمين بسرعة 6 كيلومترات في الساعة. وولجت “هوندا” مجال صناعة المحركات الجوية أيضاً بحلول عام 2004، كما أنها شرعت في صناعة الطائرات، وأعلنت أنها ستعرض أولى طائراتها عام 2011. وتصنع شركة هوندا كذلك دراجات خاصة للسير في المناطق الجبلية، كما أنشأت حلبة داونهيل لسباق الدراجات. وتشارك شركة هوندا في مختلف بطولات سباقات الخاصة بالسيارات (فورمولا وان) والدراجات (داونهيل) وغيرها، ويحفل سجلها بالألقاب، لا سيما في بطولات سباق الدراجات والدراجات النارية.
عدد اليوم
