محمود الحضري (دبي) - أسفرت سياسة التنمية المستدامة في قطاع المياه والكهرباء التي طبقتها هيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا» خلال الفترة من 2009 إلى 2012 عن توفير نحو 426 مليون درهم، بحسب أمل كشك مدير أول الاتصال التسويقي في الهيئة.
وقالت، خلال أعمال ندوة حول المعيشة والتنمية المستدامة نظمتها شركة «يونيليفر» في دبي أمس، إن الهيئة نجحت خلال السنوات الماضية في تطبيق معايير بيئية أدت إلى تغيير أنماط الاستهلاك في الكهرباء والماء سواء على مستوى الجهات الحكومية أو القطاع السكني في الإمارة.
وأفادت بأن هيئة كهرباء ومياه دبي وسعت شراكاتها مع القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية، بشأن تعزيز مفاهيم التنمية المستدامة.
ونوهت بأن «ديوا» وفرت خلال أربع سنوات نحو 544 كيلو وات من الطاقة الكهربائية بسبب اتباع سياسات الترشيد، والتنمية المستدامة، وفق أسس بيئية بجودة ومعايير عالمية.
ولفتت إلى أن نتائج السياسيات البيئية والمستدامة أسهمت في توفير 4 مليارات جالون من المياه، خلال أربع سنوات، كما أسفرت هذه السياسات عن تخفيض في ثاني أكسيد الكربون، وصل خلال الفترة نفسها إلى 327 طنا من الكربون.
وأكدت أهمية تعزيز مفاهيم التغير في نمط الاستهلاك للمحافظة على المياه والكفاءة في استخدام الكهرباء، لافتة الى أن التطور المتلاحق في هذا الشأن تمثل في افتتاح أول مبنى حكومي مستدام في العالم بدبي، من خلال تدشين مبنى هيئة كهرباء ومياه دبي، علاوة على تطور جديد، يتمثل في إطلاق فاتورة كهرباء دبي الخضراء، بديلا للفاتورة الورقية.
وناقش المؤتمر تقويما لبرنامج العام الأول لخطة يونيليفر للمعيشة المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمشاركة الجهات المعنية والشركاء.
وقال سنجيف ميهتا رئيس مجلس إدارة يونيليفر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: لا نملك في قطاع الأعمال رفاهيّة الاختيار بين النمو والاستدامة، حيث يجب أن نملك الاثنين معاً وندرك أهميّة النمو لزيادة الأرباح وعدد الموظفين وتوظيف أحدث التقنيات للاستثمار في قطاعات الطاقة البديلة والزراعة المستدامة والابتكارات.
وشدد على ضرورة وجود طريقة حديثة للنمو المستدام، موضحا أن نمو الأعمال التجارية المستدامة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الممارسات العادلة التي تُراعي البيئة وتسهم في الازدهار بشكل عام.
وأفاد بأن مساهمة الخطة في نمو الأعمال التجارية لشركة يونيليفر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمحافظة ولتحسين النظافة لتحسين نوعية الحياة أدت إلى زيادة في مبيعات منتجات النظافة بنسبة 15,1% بين عامي 2011 و2012.
وأشار إلى أن شركة يونيليفر أطلقت خطة المعيشة المستدامة العالمية بهدف مضاعفة حجم الأعمال التجارية وتقليل البصمة الكربونية وزيادة التأثيرات الاجتماعية الإيجابية في الوقت ذاته، وتستهدف هذه الخطة العالمية تحسين صحة ورفاهية حوالي مليار شخص، وتطوير مستوى معيشة مئات الآلاف وتخفيض البصمة البيئة العالمية للشركة بنسبة النصف بحلول العام 2020.
وبين بأنه تم تطوير مجموعة أهداف خاصة بمنطقة الشرق الأوسط في عام 2011، بهدف تحسين الصحة والنظافة الشخصية لأكثر من 50 مليون فرد، وتطوير سبل العيش لآلاف الناس وخفض البصمة البيئية للشركة بنسبة النصف، لافتا إلى أن الشركة تركز في المجال البيئي على المحافظة على المياه من خلال شراكتها مع هيئة كهرباء ومياه دبي، والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والمياه.
ونوه بأنه تم إبرام شراكات مع عدد من المحال التجاريّة لرفع مستوى وعي العملاء بأهمية الحد من استهلاك المياه وإدارة النفايات بشكل افضل، لافتا إلى دعوة الشركة لخفض استهلاك المياه أثناء عملية الغسيل والعناية بالجلد من خلال الابتكارات في منتجاتها.
وأضاف أن مبيعات الشركة تنتشر في أكثر من 190 دولة، وتتواجد منتجاتها في 7 منازل من أصل 10 في العالم ويستخدمها أكثر من ملياري شخص حول العالم يوميا، وتضم الشركة حوالي 173 ألف موظف حول العالم، وستصل مبيعاتها إلى حوالي 51 مليار يورو في العام 2013، بنمو 26% عن عام 2012، وتتركز أكثر من نصف أعمال يونيليفر على السوق الناشئة بنسبة 56% في العام 2011.
وقال ميهتا «قامت الشركة بإدخال مفاهيم الكفاءة البيئية لعملياتها التصنيعية، مما أدى إلى انخفاض انبعاثات غازات الدفيئة، والحد من استخدام المياه والحد من النفايات، وساهمت عمليات التحسين في التصنيع بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 23% لكل طن من الإنتاج، كما أنخفض معدل استهلاك المياه والنفايات لكل طن من الإنتاج بنسبة 13% و41% على التوالي.
إلى ذلك، أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي الدورة الحادية عشرة من جائزة المستهلك المثالي، والتي تهدف إلى زيادة الوعي لدى جميع المقيمين في دولة الإمارات العربية وحثهم على جعل الاستهلاك الرشيد أسلوب حياة يومياً.
وتهدف جائزة المستهلك المثالي إلى تشجيع متعاملي الهيئة من القطاع السكني على تبني سلوكيات الاستهلاك الرشيد للكهرباء والمياه ورفع مستوى الوعي البيئي واتباع ممارسات صديقة للبيئة بهدف الحد من استهلاك الموارد الطبيعية اللازمة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه وبالتالي تقليص معدل التلوث والانبعاثات الكربونية الناجمة عن استخدام تلك الموارد.
وتنفذ هيئة كهرباء ومياه دبي منذ عدة سنوات حملات مستمرة لترشيد استهلاك الكهرباء والماء، تستهدف المستهلكين في مختلف القطاعات، بحسب بيان صحفي. وقد تم وضع برنامج لكل قطاع في دبي يهدف لرفع الوعي بأهمية ترشيد الاستهلاك من جهة، وتوفير النصائح والإرشادات والاستشارات التي يمكن من خلالها تحقيق خفض في الاستهلاك، مثل المدارس، والدوائر الحكومية، وقطاع الصناعة، وقطاع الفنادق، والقطاع السكني.
وقال سعيد محمد الطاير العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للهيئة: « تحرص الهيئة على تنظيم هذه الجائزة بشكل سنوي منذ 11 عاماً، وذلك تنفيذاً للتوجيهات السامية لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بترسيخ التنمية المستدامة في دبي من خلال تشجيع الاستخدام الرشيد لموارد المياه والكهرباء والمحافظة عليها للأجيال القادمة، وانسجاماً مع استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 والهادفة إلى خفض معدل الطلب على الطاقة بنسبة 30%، بحلول العام 2030، كما أنها جزء من الجهود الحثيثة والمتواصلة التي تبذلها الهيئة بغية تعزيز ثقافة ترشيد الاستهلاك بين جميع أفراد المجتمع وانطلاقاً من قيمنا المؤسسية الراسخة والتزامنا المستمر بمسؤوليتنا المجتمعية كوننا مؤسسة مستدامة على مستوى عالمي».
بدورها قالت أمل كوشك: «تأتي هذه الجائزة استكمالاً لجهودنا في تعزيز مستوى وعي سكان إمارة دبي حول أهمية الاستهلاك الرشيد للكهرباء والمياه، حيث قمنا بإطلاق العديد من الحملات التوعوية على مدار العام مثل حملة الأجهزة الكهربائية المنزلية الصديقة للبيئة تحت شعار «ساهم في حماية كوكب الأرض»، وحملة الأحياء السكنية، وحملة وفر الطاقة في أوقات الذروة صيفاً، وعامل القدرة، وغيرها من حملات الترشيد الأخرى التي ساهمت في تحقيق نتائج إيجابية في تخفيض معدل استهلاك الكهرباء والمياه بشكل ملحوظ، وبالتالي المحافظة على الموارد الطبيعية».
عدد اليوم
