الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«كلمات مقدسة من أجل السلام».. معرض يبرز تجليات الجمال العربي في إيطاليا

«كلمات مقدسة من أجل السلام».. معرض يبرز تجليات الجمال العربي في إيطاليا
3 يوليو 2014 02:08
جهاد هديب (أبوظبي) افتتح السفير الإيطالي في الإمارات جورجيو ستاريس، مساء أمس الأول في صالة عرض فندق هيلتون أبوظبي، معرض «كلمات مقدسة من أجل السلام» للفنانة التشكيلية الإيطالية آنّا شاميرا موتسي الذي يستمر حتى منتصف هذا الشهر. بدءاً، فإن المعرض بلوحاته العشرين يبدو مباغتاً بالنسبة للناظر إلى الأعمال، إذ إن هذه المرأة التي لا تتقن سوى لغتها الأم، قد أنجزت حروفيات عربية لافتة للاهتمام لجهة دقة تنفيذها ونفاذها إلى عمق الثقافة العربية والإسلامية عبر عناصر جمالية ليست متوافرة، وتحديداً في الغرب، إلا في ما تركته الحضارة العربية من عمارة هناك. لقد صاغت آنا شاميرا مينوتسي أعمالها بإلهام كبير من عناصر تلك العمارة وألوانها وفقاً لمعانيها الروحية لتقدمها في قالب حداثي لا يخلو من حسّ أنثوي. في «كلمات مقدسة من أجل السلام»، تعبر الفنانة الإيطالية عن ذاتها بما يجمع بين الروحاني والمادي مثلما بين الجامد والحي وبين المنطوق والمتخيّل والمرئي واللامرئي. هناك شخوص في لوحات آنا شاميرا مينوتسي في أوضاع روحانية، في حال صلاة أو دعاء، وكذلك حيوانات قريبة إلى العربي: الحصان والغزال، تتنغم بوصفها كتلة لونية على السطح التصويري مع حروفية عربية، هي غالباً آيات من القرآن الكريم، تقدم من خلالها تعبيراً تشكيلياً خاصاً بها يشير إلى أي مدى تأثر الصنيع الفني لدى الفنانة بتجليات فنية وحضارية للثقافة العربية والإسلامية. هناك ثلاثة ألوان تكاد تكون أساسية في لوحة آنّا شاميرا مينوتسي: الذهبي والأخضر والأزرق، وهي الألوان ذاتها الأساسية التي استخدمت في العمارة العربية والإسلامية منذ تأسست عمارة المسجد وبرزت بوصفها معطى يجمع بين الجمالي والروحي اقترحته الثقافة العربية والإسلامية وأدخلته بقوة إلى التجربة الجمالية العالمية، حيث حملت هذه الألوان الثلاثة تلك المعاني الراقية للقيم الفلسفية الإسلامية العليا، إذ تنضاف إليها الزخرفة والحروفية العربية وما تنطوي عليه من تكرار يوحي بـ«اللانهائية» التي هي ديمومة الخالق. هذه العناصر والأفكار كلها تتداعى إلى ذهن المرء في ما يخوض تجربة جمالية مع أعمال آنّا شاميرا مينوتسي في «كلمات مقدسة من أجل السلام». عن هذه الألوان ومركزيتها في أعمال الفنانة الإيطالية، وفي صدد الإجابة عن سؤال يتعلق بمدى معرفتها بمركزية تلك العناصر في الجماليات الإسلامية، قالت آنّا شاميرا لـ«الاتحاد»: «بالتأكيد، منذ اكتشفت تلك القيم الجمالية في العمارة الإسلامية، وأنا أبحث، عبر اللوحة، عن تعبير آخر معاصر لهذه الجماليات ويعبّر عني شخصياً وعن قناعات خاصة لدي تجاه الثقافة العربية والإسلامية». وأضافت: «في البداية، وعندما بدأت ممارسة الرسم على هذا النحو لم أكن أتخيل أن يوماً سيأتي وأعرض أعمالاً رسمتها في معرض وأن تضمها صالة عرض، فقد كنت آنذاك مشغولة بالثقافة العربية والإسلامية والقرادة عنها في المصادر الإيطالية، وهذه المصادر لم تكن الكتب وحدها بل تلك النماذج المعمارية الإسلامية التي تركتها الحضارة العربية والإسلامية، وما فيها من عناصر تزيينية وجمالية كالفسيفساء والزليج والزخارف بأنواعها، لدينا في إيطاليا نماذج معمارية أكثر مما قد يظن البعض، خاصة في الجنوب وبعض مدن الشمال». وعن هذا الاهتمام بالعناصر الجمالية الإسلامية والسعي لنقلها إلى السطح التصويري وبهذا الاشتغال بدقته العالية، قالت آنا شاميرا مينوتسي: «حدث ذلك في مصر أثناء زيارة في عام 1999، شيء ما تحرك في داخلي آنذاك ثم تحول إلى قلق ولا يزال هذا القلق، الذي غدا قلقاً إبداعياً، يدفعني إلى التعبير عن نفسي بهذه الطريقة، التي أمزج فيها بين ما هو متوسطي بإرثه الجمالي والثقافي، بالتوازي مع تركته الحضارة العربية والإسلامية من نماذج جمالية في إيطاليا». وتوقفت آنّا شاميرا مونيتسي أمام لوحة ثلاثية تحمل العنوان: «الأذان» وضمها كتيِّب يعود لمعرضها السابق، وقالت: «هذا هو أحدث أعمالي، عبارة عن لوحة ثلاثية قدمتها لمسجد في مدينة كاتانيا». في اللوحة الوسطى يتوسط لفظ الجلالة العمل، وإلى أسفل منه ثمة يدان مفتوحتان في حال ابتهال وتضرع وتحمل كل واحدة منهما وردة تشير إلى التقوى والإخلاص، وخلفية اللوحة عبارة عن زخرفة إسلامية فيما في الأسفل عبارة: بسم الله الرحمن الرحيم، والخلفية ذاتها تتكرر في اللوحتين المجاورتين وتحمل اللوحة اليسرى عبارة: سبحان الله، فيما تتوسط الأخرى: الحمد لله. تبدو هذه الثلاثية معبرة إلى حدّ بعيد عن موهبة آنا شاميزا مونتسي، مثلما هي معبرة عن قناعاتها تجاه الثقافة العربية والإسلامية، إذ هي ناشطة معروفة في الجنوب الإيطالي في حقل نزعة الضدية بين الثقافات وتحديداً المتوسطية ومن بينها الثقافة العربية والإسلامية. يبقى القول إنه لمناسبة معرض «كلمات مقدسة من أجل السلام»، أصدرت السفارة الإيطالية بياناً صحفياً جاء فيه أن المعرض يجيء احتفالاً بأكثر من مناسبة الأولى، منها أن إيطاليا باتت منذ مساء أمس الأول رئيساً للاتحاد الأوروبي، فيما الثانية هي قدوم شهر رمضان المبارك فكان المعرض جامعاً لهما معاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©