عدد اليوم
تسبب تغير المناخ في موجة جفاف حادة في أفغانستان، أدت إلى رفع أسعار الأعلاف إلى مستويات قياسية، بحسب المتحدث باسم الوزارة المكلف شؤون المواشي أكبر رستمي، الذي أشار إلى أن 60% من رؤوس المواشي البالغ عددها 27 مليونا في أفغانستان تحتاج بدرجة كبيرة للغذاء.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى نفوق آلاف الماشية جراء جفاف الآبار ونقص الأعلاف في أفغانستان، بعد تناقص هطول الثلوج والأمطار بنسبة 70% خلال الأشهر الماضية، مقارنة مع المعدلات السنوية.
وأوضح ذبيح الله زوبين المدير المسؤول عن المحاصيل الزراعية في ولاية بلخ الخصبة أن الجفاف أدى إلى تشقق الأراضي في غالبية الحقول. وفضّل أكثر من 450 ألف مزارع وراع للمواشي في الولاية التضحية بقطعانهم أو بيعها لتوفير القوت لعائلاتهم، بحسب زوبين.
وسجلت أسعار رؤوس الأغنام والماعز تراجعا بواقع النصف لأن المزارعين يقبلون بشدة على بيعها ما أدى إلى تخمة في السوق، بحسب أكبر رستمي.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من مليوني شخص مهددون بسبب «نقص خطير في الغذاء»، ويحتاجون إلى مساعدة طارئة. وأطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» الأربعاء نداء استثنائيا لحشد 120 مليون دولار لمواجهة أزمات غذائية «منسية» في 3 دول بينها أفغانستان.
وحذر توبي لانزر المسؤول في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أنه «إذا لم تتصدَ السلطات والمجتمع الدولي للمشكلة فورا، ستواجه أفغانستان خطر كارثة ستمتد حتى الشتاء المقبل»، غير أن الأوان قد فات بالنسبة لآلاف المزارعين الذين هجروا أرضهم القاحلة إلى العاصمة مزار شريف للبحث عن عمل، بعضهم للمرة الأولى في حياته. ولدى هؤلاء فرص شبه معدومة في إيجاد وظيفة في ظل معدلات البطالة المرتفعة أصلا التي فاقمتها عودة آلاف اللاجئين من إيران وباكستان.
وتشكل الزراعة العمود الفقري للاقتصاد الأفغاني وتوفر العمل لنحو 15 مليون شخص في الولايات العشرين الأكثر تضرراً من الجفاف بحسب الأمم المتحدة.
