الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبادرة «مسجدي جنة» تجذب الأطفال المصريين إلى المساجد

مبادرة «مسجدي جنة» تجذب الأطفال المصريين إلى المساجد
17 يونيو 2013 20:26
ماذا يفعل الأطفال في فترة الإجازة الصيفية..؟ وما حجم ترددهم على المساجد وقراءة وحفظ آيات القرآن الكريم..؟ السؤال طرأ على ذهن محمد جلال، طبيب امتياز بكلية طب الأسنان جامعة المنصورة المصرية، عندما توقف أثناء تردده على مسجد قريب من منزله لأداء صلاة العصر أمام لافتة معلقة على أحد الجدران كتب عليها ممنوع اصطحاب الأطفال منعا لإزعاج المصلين. (القاهرة) - انتبه محمد جلال إلى وجود اعتقاد خاطىء لدى بعض الناس بأن المسجد مكان للكبار لأداء الصلاة، وأن الأطفال مصدر إزعاج لاسيما من هم دون سن العاشرة بتصرفاتهم التي تحمل عفوية وسذاجة الصغار كالضحك والجري بين صفوف المصلين ولذا يتفنن البعض في تنفير الأطفال من دخول المسجد لعدم تحمل تصرفاتهم مما يؤدي إلى أن ينشأ الطفل بعيداً عن بيوت الله، ومن هنا جاءت مبادرته لحملة شبابية دعوية عنوانها «مسجدي جنة» لحماية هؤلاء الأطفال من الانحراف. ويقول محمد جلال: مبادرة «مسجدي جنة»، بدأت قبل 3 سنوات كفكرة في مسجد صغير بمدينة المنصورة وبمرور الوقت نجحت وانتشرت في عموم مصر بفضل من الله أولاً، ثم بفضل الجهود الذاتية للمتطوعين من الشباب والشيوخ الطامعين في نيل رضا الله وثواب تعليم طفل كيفية الصلاة وقراءة القرآن، وقد انضم إليها شخصيات عامة شهيرة مثل الداعية وجدي العربي، الفنان سابقا، والشيخ هشام مشالي مدير مركز المعصراوي لتحفيظ القرآن الكريم في الدقهلية والدكتور الشيخ اشرف عبد المنعم عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وكل منهم لا يدخر جهداً في نشر الفكرة وتعميمها في كل مساجد مصر. ولفت إلى أن المبادرة بعيدة كل البعد عن أي تيار سياسي وليست لها أدنى علاقة بوزارة الأوقاف المصرية أو بجماعتي الأخوان المسلمين والسلفيين. وشدد على أن «مسجدي جنة» حملة دعوية خالصة لوجه الله تعمل وفق منهج الإسلام الوسطي بعيدة عن السياسة والتعصب. تعليم وترفيه وأضاف جلال: كانت بداية الفكرة تقتصر عليَّ كمتطوع وكل يوم أدعو الأطفال في الحي إلى الصلاة والجلوس بعدها للاستماع لتلاوة القرآن الكريم وتدبر سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته وكيف نتعلم منهم ما يفيدنا، وفي فترة وجيزة التف من حولي عشرات الأطفال ما بين سن الخامسة وحتى العاشرة وبدأت تطوير الفكرة لتأخذ الجانبين التعليمي والترفيهي فكنت أدعوهم إلى استغلال الأوقات التي بين الصلوات في التردد على الأندية الرياضية القريبة وأدعوهم للعب والرسم وعزف الموسيقى كي لا يشعر الطفل بالملل، ومع تزايد أعداد الأطفال وسعي لفيف من الأصدقاء في القرى المجاورة لنا على تطبيق الفكرة عندهم اتجهت لتدشين موقع على الإنترنت باسم «مسجدي جنة» للتعريف بالحملة وكيفية تطبيقها وتحقيق أهدافها مما ساعد في انتشارها بأنحاء متفرقة من مدن وقرى مصر. وأشار إلى أن المبادرة في أي مسجد لا تحتاج إلا لنية خالصة من شاب أو أكثر للعمل متطوعا لوجه الله تعالى، ويستشير مجلس إدارة المسجد القريب من مكان إقامته مع تخصيص مكان في أي من أركان المسجد ليكون ركناً خاصاً للأطفال يتم فيه تعليق وسائل تعليمية عن كيفية الوضوء والصلاة الصحيحة والترفيه من خلال ألعاب رياضية تعود على الطفل بالخير وتنمي مواهبه وهي الخطوات الأساسية لانضمام أي مسجد لمبادرة «مسجدي جنة». شروط التطوع ويضيف محمد جلال: يقوم المتطوع بتدريب الأطفال عمليا على كيفية الوضوء الصحيح والصلاة جماعة والنطق الصحيح لكلمات كتاب الله عز وجل وحفظها وتفسير الآيات، ونعلمهم بعضا من العلوم الشرعية بطريقة مبسطة، وأيضا نقوم بتعليم الأطفال الرسم والأناشيد الدينية وتخصيص وقت للألعاب الرياضية والترفيهية مثل البلاي ستيشن وتنس الطاولة والبلياردو والشطرنج وغيرها، حتى يتجنب الصغار الوجود في «السايبر نت» أو الشارع وغيرهما من أماكن قد يسمعون فيها ألفاظا ويرون تصرفات غير أخلاقية. وأشار إلى أن هناك شرطا في قبول المتطوعين للعمل في مبادرة «مسجدي جنة»، وهو أن يكون المتطوع محباً للأطفال ويعرف كيف يبتسم في وجوههم ويعاملهم برفق ولين كأخ أكبر يعرف مشاكلهم ويسعى الى حلها، ويتواصل مع أهل الطفل ويكون شخصا موثوقا به. وأضاف: منذ انتهاء الموسم الدراسي وجدت استجابة لم أكن أتخيلها في أعداد المتطوعين من كل القرى المجاورة، وأغلبهم شباب في الجامعة من تيارات مختلفة للمشاركة في الحملة، وهو ما أسهم في نجاحها وانتشارها السريع في غالبية مدن وقرى مصر. إقبال شديد وأشار محمد جلال إلى أن الحملة لقيت إقبالا شديدا من الأطفال على مدار 3 مواسم صيفية، ففي الدقهلية وصل العدد إلى 1000 طفل في عدة مساجد، و15 حافظا للقرآن سنويا. وكذلك في الشرقية والقاهرة وبورسعيد والاسماعيلة والبحيرة والاسكندرية وفي الصعيد أضعاف هذا الرقم. ويشرح كيفية تنظيم العمل في الحملة بشكل يضمن خلق علاقة وطيدة بين الشباب والأطفال، فكل شاب مسؤول عن خمسة من الأطفال يصلي بهم إماما ويخرج معهم في نزهات ويلعب معهم ويعرف مشاكلهم وينمي هواياتهم، وعندما يحين موسم الدراسة يذاكر معهم ويهتم بالتواصل مع الأسرة والمدرسة لمعرفة أين وصل الطفل في التعليم وما المشاكل التي تواجهه للعمل على حلها حتى يتفوقوا. طفلي تغيّر ويقول محمود رأفت والد الطفل علي 8 سنوات: سمعت عن مبادرة «مسجدي جنة» من خلال ترددي على المسجد فأعجبت بالفكرة، لأن العمل تطوعي من شباب خصص بعض وقته للخدمة في سبيل الله لأنني أتمنى أن أرى أبنائي يكبرون على طاعة الله والمواظبة على إعمار المساجد ولذا قررت إلحاق طفلي بها لاسيما وانه منذ أن أنهى دراسته في الصف الثاني الابتدائي والشارع بات مكانه المفضل يقضي به غالبية ساعات اليوم يلعب وأنا وزوجتي مشغولان عنه بالعمل كي نوفر له ولأشقائه متطلبات الحياة. وقال: بعد الشهر الأول من تردده على المسجد وجدت سلوكيات طفلي تغيرت للأفضل وأسعدني أنه بات حافظاً جيداً لعدد من قصار السور وحريصاً على نظافة ملابسه كما يدعوني للصلاة في أوقاتها معه في المسجد. وقال الطفل سعيد جلال (9 سنوات) إنه يحضر إلى المسجد عند صلاة الظهر ويظل به إلى صلاة المغرب ويقضي تلك الفترة ما بين قراءة القرآن مع الشيخ مصطفى، كما انه يتعلم كمبيوتر أيضا في المسجد في قاعة ملحقة به ويلعب تنس طاولة وبلياردو في قاعة أخرى قريبة من المسجد ولذا فإن الوقت يمر من دون أن يشعر بالملل ويعود للمنزل لينام عقب صلاة العشاء استعداداً لليوم التالي. الدعوة والخطب الدينية يقول الشيخ مصطفى إبراهيم، وهو شاب يدرس في كلية أصول الدين جامعة الأزهر، إنه تطوع ضمن مبادرة «مسجدي جنة» بعدما سمع عنها من أصدقائه وأعجب بفكرتها لاسيما وأنها في سبيل الله وليس لها اي توجه سياسي، لذا فقد خصص بعضاً من وقته يوميا طوال فترة الإجازة الصيفية لتعليم أطفال الحي أمور دينهم، وأنه يستفيد من هذا التوجه بجانب نيل رضا الله وخبرة في مجال الدعوة والخطب الدينية الذي ينوي التخصص فيه بعدما يتخرج من الجامعة، كما أنه بات يحرص على قراءة الكتب الدينية ليكون ملماً بإجابات لأسئلة غير متوقعة قد يسأل عنها الأطفال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©