الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

.. وقال العين كلمته في قمة الكبرياء

.. وقال العين كلمته في قمة الكبرياء
12 مايو 2006

أكرم يوسف:
لم يحرم العين الوحدة من نهاية سعيدة وهادئة ومنطقية للدوري ولم ينتصر للأهلي ويعيد له الأمل، وأيضا لم يثأر لخسارة الدور الأول بالأربعة لأنه رد الدين في نهائي كأس الاتحاد ·
ولكنه انتصر لكبريائه وسمعته وتاريخه، فالديربي في كل مكان بطولة خاصة بعيدا عن حساب النقاط وترتيب المراكز، وسعادة الجماهير بالانتصار في الديربي لاتقل عن سعادتهم بتحقيق بطولة·
الوحدة لعب من أجل الثلاث نقاط، والعين لعب من أجل الكبرياء بعد خروجه من صراع المنافسة، فجاءت 'طلقة' سبيت خاطر لتضع درع الدوري على أبواب مباراة فاصلة بعد أن توقف رصيد الوحدة عند 44 نقطة وتساوى معه الأهلي في نفس الرصيد بعد الفوز على الوصل في الدقيقة الأخيرة بهدف فرهادي مجيدي، وتقدم الجزيرة خطوة كبيرة في سباق المنافسة بفوز على بني ياس بهدفين نظيفين وقلص الفارق بينه وبين الوحدة والأهلي إلى نقطتين فقط، وستحدد الجولة الأخيرة يوم 21 مايو الحالي مصير الصراع على اللقب عندما يلعب الوحدة خارج ملعبه مع الشارقة، والأهلي مع بني ياس، والشباب مع الجزيرة ·
وإذا كانت الجولة قبل الأخيرة لم تحسم ' البطولة ' فهي حسمت معركة الهبوط حيث انضم بني ياس إلى دبا الحصن في رحلة العودة على الدرجة الثانية بعد موسم واحد فقط تحت الأضواء، ولم يعد الوحدة يملك مصيره بيده لأول مرة هذا الموسم لأنه تساوى في النقاط مع الأهلي وفوزه بالمباراة الأخيرة لا يعني ضمان حصوله على الدوري لأن الأهلي هو الآخر باتت له كلمة مسموعة·
ورغم امتلاك الوحدة لأقوى خط هجوم هذا الموسم والموسم الماضي إلا أنه عجز عن التسجيل لأول مرة في الدوري منذ 18 فبراير 2005 حتى الآن، أي أن الوحدة سجل أهدافا على مدى 34 مباراة متتالية منذ الجولة الخامسة عشرة من الموسم الماضي إلى الآن حتى المباريات التي خسرها كان يسجل فيها، وكانت آخر مباراة لم يسجل فيها الوحدة يوم 13 فبراير 2005 عندما خسر من اتحاد كلباء 2- صفر في الجولة الرابعة عشرة الموسم الماضي يوم 13 فبراير ·2005
كرة الدوري
رغم خروج العين من سباق المنافسة على لقب الدوري، إلا أنه قال كلمته في البطولة، وكم كانت كلمة مؤثرة للغاية لأنها وضعت درع الدوري على أبواب مباراة فاصلة في حالة فوز الأهلي والوحدة في الجولة الأخيرة·
قبل المباراة كانت التوقعات ترجح كفة الوحدة للفوز في المباراة أو التعادل على أقل تقدير لأن دوافع الوحدة أكبر بكثير من العين، فالوحدة يريد الاستمرار في الصدارة والحفاظ على فارق النقاط الثلاث بينه وبين الأهلي، للخروج من الموسم ببطولة هو الأقرب لها منذ البداية وتعويض الإخفاقات الأخيرة بالخروج من الدور الأول في البطولة الآسيوية وخسارة بطولتي كأس رئيس الدولة وكأس الاتحاد، وبات الدوري هو الأمل الأخير لكتابة النهاية السعيدة قبل إسدال الستار على أحداث الموسم·
وفي المقابل العين يلعب بضغوط أقل وأعصاب أكثر هدوءا بعد أن حصد بطولتين لكأس رئيس الدولة وكأس الاتحاد، وقطع خطوات واسعة في طريق التأهل إلى الدور الثاني لدوري أبطال آسيا كل هذا وهو يلعب بنصف قوته للإصابات وتغيير المدرب واستبدال الأجانب· وخرج رسمياً من دائرة الصراع على الدوري قبل ثلاث جولات من النهاية، ولعب أمس الأول من أجل الفوز بالديربي والحفاظ على كبريائه على ملعبه ووسط جماهيره خاصة وأنه لم يخسر في القطارة أمام الوحدة منافسه التقليدي منذ سنوات طويلة·
ورغم اختلاف طرق اللعب والتكتيك إلا أن التشكيل الذي دفع به كل مدرب كان يغلب عليه الطابع الهجومي، فالوحدة لعب بطريقة 3-4-3 واعتمد على متروفيتش وموريتو ووراءهما إسماعيل مطر في الهجوم ويتقدم من وسط الملعب على الأطراف كل من فهد مسعود وحيدر ألوعلي وأحياناً عبدالرحيم جمعة من العمق، بينما لعب العين بطريقة 4-4-2 واعتمد هجومياً على فيصل علي ويستروفيتش ووراءهما البرازيلي كيلي وسبيت خاطر والوهيبي·
وعندما نتوقف أمام الأسماء التي يضمها كل فريق سنجد أنها تملك قدرات هجومية كبيرة من شأنها أن تحسم نتيجة المباراة فهناك في الوحدة مترو وموريتو أو عبدالله النوبي الذي شارك في الشوط الأول وخرج في الثاني، وحيدر الو علي، وإسماعيل مطر، وفي العين هناك يستروفيتش وكيلي وفيصل علي والوهيبي وسبيت خاطر·
إذاً نحن أمام مواجهة لا تعرف الخوف، ولكن عندما بدأت المباراة لم نشعر بكل هذا التواجد الهجومي عمليا على أرض الواقع بعد إغلاق الأطراف فانعدمت الخطورة داخل منطقة الجزاء واعتمد كل فريق على طرف واحد فقط لبناء الهجمات فالوحدة استغل الجانب الأيمن عن طريق فهد مسعود والنوبي وموريتو قبل خروجه، والعين استغل الجانب الأيسر جيدا من خلال انطلاقات حمد الوهيبي ومعه حميد فاخر وأحيانا فيصل علي·
ولكن اشترك العين والوحدة في بطء التحضير والتحول من الدفاع للهجوم وكانت هناك الكثير من الكرات العرضية في منتصف الملعب ونجح دفاع الوحدة سواء عمر علي أو بشير سعيد في الحد من خطورة يستروفيتش وفيصل علي ومعظم الوقت كانا خارج منطقة الجزاء، وفي المقابل لم يشعر أحد بوجود متروفيتش هداف الوحدة ولم يكن له تأثير حقيقي وظهر دفاع العين بحالة رائعة وأحبط كل من حميد فاخر وجمعة عبد الله وجمعة خاطر وعبد الله علي معظم المحاولات الهجومية وأغلق حميد فاخر الطريق أمام الجبهة اليسري للوحدة التي تشكل أحد مصادر الخطورة لوجود حيدر الو علي وإسماعيل مطر·
قوة الوسط
واختلفت الاستراتيجية الهجومية لكل فريق فالعين كان يعتمد على قوة الوسط والتسديد من الخارج سواء من ناحية الوهيبي أو تسديدات سبيت خاطر، وطوال المباراة سدد العين 9 مرات على مرمى عبد الباسط محمد، منها 4 على المرمى و5 خارج المرمى، ومن المحاولات التسع 7 تسديدات من خارج المنطقة، ومحاولتان فقط من داخل المنطقة لكل من الوهيبي وكيلي·
وهدف المباراة الوحيد جاء من كرة ثابتة سددها سبيت خاطر ببراعة من خارج منطقة الجزاء بعد محاولتين لم يكتب لهما النجاح من قبل، وكان هذا الهدف بمثابة 'كرة الدوري' مثل كرة المباراة في التنس أو الرمية الثلاثية في السلة لأنه كتب نهاية أخرى للدوري وفتحت الباب أمام الأهلي الذي تساوى مع الوحدة في رصيد النقاط·
وهذا الهدف هو الأول الذي يدخل شباك الوحدة منذ 345 دقيقة حيث لم تهتز شباك الوحدة في آخر ثلاث مباريات أمام كل من الأهلي والشعب ودبا الحصن و75 دقيقة من مباراة العين ·
منطقة الجزاء
وفي المقابل كان تركيز الوحدة على منطقة الجزاء أكثر لوجود هداف بقيمة متروفيتش ،وإسماعيل مطر ومعهما حيدر الو علي إلا أن المحاولات الوحداوية اتسمت بالبطء والتسرع وافتقدت للتركيز نتيجة للضغوط الكبيرة الملقاة على أكتاف اللاعبين في أهم مراحل البطولة·
ومن بين 13 تسديدة للوحدة طوال المباراة على مرمى العين كانت هناك 6 تسديدات من داخل منطقة الجزاء لكل من النوبي وعبد الرحيم جمعة وموريتو وحيدر ألوعلي·
ومن بين 13 تسديدة للوحدة هناك 5 على المرمى و8 خارج المرمى، وظهر واضحا أن الاعتماد الأكبر كان على الجانب الأيسر للعين الذي شهد 7 محاولات هجومية·
وإذا كان العين قد تعامل مع المباراة بقدر كبير من الهدوء والثقة فإن التوتر كان واضحا على أداء الوحدة وشعرنا إن هناك انفعالية في إدارة اللقاء من المدرب تاردي الذي ارتكب عدة أخطاء في مقدمتها إشراك لاعب مصاب بقطع في الرباط الصليبي وهو موريتو الذي خرج بعد 10 دقائق ولعب عبد الله النوبي وخلق فرصتين للتسجيل من انفراديين ورغم ذلك سحبه المدرب قبل عشر دقائق من النهاية، بينما خرج مترو هداف الفريق قبل ربع ساعة من النهاية دون أن يسدد كرة واحدة على المرمى طوال المباراة لأن يقف وحدة داخل منطقة الجزاء وسط حصار من مدافعي العين ولم تصله كرات عرضية أو فرص حقيقية للتسجيل ،واتسم تواجد الوحدة داخل منطقة جزاء العين على الجانب الفردي وليس الجماعي وعندما نعود إلى سيناريو المحاولات الخمس للوحدة سنجد أنها افتقدت للجماعية، في الوقت الذي كان يقف فيه مترو في وضع أفضل وفي الشوط الأول انطلق موريتو من الجانب الأيمن وسدد خارج المرمى ثم عبدالله النوبي من داخل منطقة الست ياردات وسدد في الشبكة من الخارج ولم يمرر لمترو، وأيضا حيدر الو علي من الجانب الأيسر وسدد خارج المرمى، وفي الشوط الثاني وتحديدا بعد الهدف وخروج مترو ظهرت الكرات العرضية تصدي عبد الرحيم جمعة برأسه لاثنتين منها في يد وليد سالم، ثم اختراق من العمق للنوبي أنقذها وليد سالم الذي كان أحد نجوم المباراة وأصبح الحارس الوحيد الذي لم تهتز شباكه أمام الوحدة هذا الموسم·
الأهلي والدقيقة الأخيرة
وعلى أية حال العين قال كلمته وأشعل المنافسة، والأهلي أيضا قال كلمته وفاز على الوصل بهدف فرهاد مجيدي في الدقيقة الأخيرة بعد مباراة مثيرة ليستمر الصراع حتى الجولة الأخيرة·
ولم تكن مهمة الأهلي أمام الوصل بالسهولة التي توقعها البعض لأن الوصل رغم أنه يسكن في المنطقة الدافئة إلا أنه قدم عرضا استثنائيا وأحرج الأهلي أكثر من مرة وخلق العديد من الفرص للتسجيل وحبس أنفاس جماهير الأهلي حتى الدقيقة الأخيرة عندما أحرز فرهاد مجيدي هدف الفوز ليتقاسم الصدارة مع الوحدة ويستعيد الأمل من جديد في الفوز بالدوري لأنه أصبح الآن يملك مصيره بيده وليس بيد الوحدة كما كان الحال قبل بداية تلك الجولة ،فإذا أراد الفوز بالدوري عليه أن يفوز على بني ياس وفي حالة فوز الوحدة على الشارقة ستكون هناك مباراة فاصلة بين الأهلي والوحدة·
والجزيرة هو الآخر فاز على بني ياس واقترب بقوة من الوحدة والأهلي حيث يحتل حالياً المركز الثالث بفارق نقطتين وهو ينتظر تعثر الوحدة والأهلي في الجولة الأخيرة ليتقدم للصدارة، وتألق محمد عمر كالعادة وأحرز الهدف الثاني ليواصل هو الآخر تقدمه في سباق الهدافين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©