الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علموا السود

14 فبراير 2009 01:54
اعترافاً منه بشهر تاريخ السود، أصدر ''مكتب إحصاءات العمل'' الأميركي تقريراً زاهياً يطفح بالثناء على حجم العمالة السوداء في الولايات المتحدة· وفي ذلك التقرير الإحصائي رسمت صورة العمالة السوداء وهي أكثر شباباً نسبياً، وتتألف من نحو 17 مليوناً من السود المؤهلين والقادرين على المساهمة في تغيير الظروف الاقتصادية العصيبة التي تمر بها بلادهم بسبب الأزمة الاقتصادية المالية الخانقة· ويشير التقرير إلى أن أعمار ما يقارب ثلثي هذه العمالة إما في سن الـ45 أو دون ذلك، بينما يعمل واحد بين كل أربعة منهم في مجال الصحة والقطاعات الخدمية· إلى ذلك، يتوقع إنشاء مزيد من الوظائف الأسرع نمواً لهذه العمالة بحلول عام ·2016 لكن يلاحظ على التقرير المذكور أن تلك الصورة الزاهية التي رسمها عن العمالة السوداء، قد اعتمدت على إحصاءات عام ،2008 دون أن تأخذ في اعتبارها دخول حوالي 2,2 مليون إلى عالم البطالة في العام نفسه، وكأن هذا العدد الكبير من العاطلين السود قد نسيه التقرير تماماً· وفيما لو كان القصد هو الحد من معدل البطالة بين السود، فهل من سبيل أفضل لتحقيق هذا الهدف من النظر إلينا نحن العاملين من السود أنفسنا؟ وإذا ما أمعن أحدهم النظر إلينا جيداً، فسوف تتضح له قوة الارتباط بين العمل والتعليم· فمن بين جملة الذكور السود العاملين البالغ عددهم 6,8 مليون فرد، تكاد تحمل الغالبية منهم شهادة دبلوم الثانوية العليا، بينما يحمل الكثيرون دبلوماً فنياً أو جامعياً· وينطبق الأمر نفسه على جملة الـ8,4 من النساء السود العاملات· وبالمقارنة، تصل نسبة البطالة في أوساط الذكور السود الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عاماً ممن لا يحملون دبلوماً مدرسياً أو فنياً أو جامعياً، حوالي 55%· والمخيف أن نسبة الفئة نفسها تصل إلى حوالي 91% بين الشباب الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاماً· أما في أوساط الشابات السود غير المتعلمات ممن تتراوح أعمارهن بين 20 و24 عاماً، فتصل نسبة البطالة إلى ما يقارب الـ·30 وعليه، يمكن القول إن السبيل للحد من معدلات البطالة بين السود، ذكوراً وإناثاً، هو تأهيلهم وتعليمهم ومنحهم ما يلزمهم من تأهيل أكاديمي أو فني أو مهني· فكلما ارتفع مستوى التعليم بينهم، كلما تراجعت معدلات بطالتهم· هذا ما أكدته لي ''إيمي سوك''، الخبيرة الاقتصادية بمكتب إحصاءات العمل· وهذه هي الرسالة التي ترددت أصداؤها في أوساط السود الأميركيين منذ عدة أجيال وعقود مضت· فقد أدرك هذه الحقيقة القيادي الأسود فريدريك دوجلاس -الذي خط طريق إلغاء الرق- وهو لم يزل في عمر الثامنة فحسب· ففي سيرته الذاتية كتب ''دوجلاس'' عن تلك اللحظة المبكرة التي أدرك فيها السبب الذي كان يدفع السادة إلى قتل العبيد لمجرد تعلمهم القراءة والكتابة· فالسر هو إدراك السادة لحقيقة أن التعليم هو الطريق إلى الحرية· ومن هنا كان لابد لهم من قتل كل من يتعلم منهم القراءة والكتابة· وإذا كانت هذه الحقيقة صحيحة في عهود العبودية تلك، فهي تظل بذات القدر من الصحة اليوم· فبسبب فشل نسبة 40% من الطالبات والطلاب السود في التخرج من كبريات المؤسسات التعليمية في بلادنا، لا غرو أن يكون هناك واحد بين كل تسعة منهم عاطلاً عن العمل، بين الشباب السود الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عاماً· والسبيل الوحيد للحد من معدلات البطالة بينهم هو التعليم، التعليم··· التعليم· كورتلاند ميلوي محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©