الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام يأمر بالاعتدال

17 يونيو 2015 21:25
أحمد مراد (القاهرة) جاء الإسلام الحنيف بمنهج معتدل وسطي، بعيداً عن الإفراط الذي فيه جور على النفس، وبعيداً عن التفريط الذي فيه حرمان من حظها في العبادة التي لا تصلح ولا ترتقي إلا بها. وتقول د. إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: من أهم ما يميز وسطية الإسلام سعيه إلى الاعتدال في كل شيء حتى في أداء العبادات، فقد نهى عن الغلو فيها، وفي الوقت نفسه نهى عن التخلي عنها، ويروى عن أنس بن مالك أنه: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي، يسألون عن عبادته، فلما أُخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا أين نحن من النبي، صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم أما أنا فأصلي الليل أبداً، وقال الآخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثالث أما أنا فلا أتزوج النساء أبداً، فجاء رسول الله، فقال: «إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»، وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي دخل وعندها امرأة قال: من هذه؟ قالت فلانة، تذكر من صلاتها، قال: مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا وأحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه، والمقصود بعبارة «عليكم بما تطيقون»: أي اشتغلوا من الأعمال بما تستطيعون المداومة عليه، ومن ثم فإن منطوق هذا الحديث يقتضي الأمر بالاقتصار على ما يطاق من العبادة، ومفهومه يقتضي النهي عن تكلف ما لا يطاق. وتضيف : هذه الأحاديث جاءت موافقة لما في القرآن في أمره بالوسطية في العبادة، وقد كان قبل نزول القرآن، منهجان سائدان يتعلقان بالعبادة، الأول يمثل التفريط والبعد عن التعبد ويمثله اليهود الذين فرطوا وقصروا في التعبد، والثاني التعمق في الروحانيات والغلو فيها ويمثله النصارى، حيث ابتدعوا عبادات قاسية على النفس، تحرم الزواج، وترفض كل أشكال الزينة، حتى أصبحت العبادة في نظرهم لا تخرج عن تعذيب البدن. وأمام هذين الانحرافين، جاء الإسلام ليهدي الناس إلى أقوم السبل، وأعدل الطرق، المنهج الوسط بين الإغراق في الدنيا ونسيان حق الروح، كما فعلت اليهود، وبين الإغراق في العبادة ونسيان حق البدن، كما فعلت النصارى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©