الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«داعش».. نحو «خلافة» افتراضية!

«داعش».. نحو «خلافة» افتراضية!
6 أكتوبر 2017 00:49
باريس (أ ف ب) يحذر خبراء ومسؤولون من أن تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي يواجه هزيمة ميدانية قريبة في العراق وسوريا، سيعمل على إقامة «خلافة افتراضية» في الفضاء الإلكتروني يواصل من خلالها التواصل مع أنصاره وتجنيد الناشطين. وينبه الخبراء إلى أن اجتثاث التنظيم الإرهابي من كل الزوايا الخفية للشبكة العنكبوتية، حيث لا يزال يطلق دعايته ويحث أعضاءه ومؤيديه على التحرك، سيكون أصعب بكثير من العمليات العسكرية في أزقة الموصل والرقة. وفي مطلع عام 2017، وفي نص بعنوان «الخلافة الافتراضية»، حذّر الجنرال الأميركي «جوزف فوتل»، قائد القيادة الأميركية الوسطى، التي تمتد من الشرق الأوسط إلى آسيا، من أن «القضاء على تنظيم الدولة على أرض المعركة لن يكون كافياً». وكتب «فوتل»: «حتى بعد هزيمة قاسية في العراق وفي سوريا، فإن داعش سيجد على الأرجح ملجأ في العالم الافتراضي و(خلافة افتراضية) يمكنه من مواصلة تنسيق الاعتداءات والإيحاء بها»، مضيفاً: «إن ذلك سيتيح له أيضاً الاستمرار في حشد المؤيدين إلى أن يصبح قادراً على إعادة الاستيلاء على أراض». ويؤكد خبراء أن اندحار التنظيم من القسم الأكبر من الأراضي التي استولى عليها في العراق وسوريا أثّر على قدرته على التواصل عبر الإنترنت، إذ تراجعت كمية ونوعية المضمون الذي ينشره، بالمقارنة مع الأشهر الأخيرة، من دون أن يختفي. فوكالة «أعماق» التابعة للتنظيم لم تتوقف عن البث وتبني الاعتداءات والحث على تنفيذ هجمات. ولا يزال من الممكن الاطلاع بسهولة على نشرات التنظيم المتوافرة في لغات عدة، وهي تدعو مؤيديه أيّاً كانوا، وأكثر من أي وقت مضى، إلى التحرك وتمدهم بنصائح وشروحات لتنفيذ اعتداءات قاتلة. وفي عام 2015، أعدّ «تشارلي وينتر» تقريراً لمركز «كويليام» البريطاني للأبحاث بعنوان «الخلافة الافتراضية» حلّل فيه الاستراتيجية الدعائية للتنظيم الإرهابي. ويقول «وينتر»: «من الواضح أن حضوره العقائدي والفكري سيزداد أهمية في الأشهر والسنوات المقبلة»، مضيفاً: «إن التنظيم يسعى من الآن إلى التركيز على أن فكرة (الخلافة) أهم من وجودها الفعلي». ويتابع «وينتر»: «لكن ذلك ليس معناه أن الأمر سيقتصر على واحد من خيارين: الافتراضي أو الفعلي، فهو سيظل مزيجاً من الاثنين، وسنواجه في السنوات المقبلة تنظيماً أضعف، لكنه سيكون قادراً على السيطرة على جيوب من الأراضي، خصوصاً في سوريا، كما سنشهد حرب عصابات في العراق». وتحت ضغوط السلطات الحكومية، اتخذ مزودو الخدمات وعمالقة الإنترنت في العالم إجراءات وتدابير لعرقلة استخدام التنظيم للشبكة العالمية لغايات الدعاية والإدارة. غير أن الباحثين الفرنسيين «لوران بيندنر» و«رافايل غلوك» اعتبرا أنه «على الرغم من تكثيف رقابة السلطات والرقابة على شبكات التواصل الاجتماعي، فإن تنظيم داعش أبدى قدرة كبيرة على الصمود بالنظر إلى مرونته وقدرته على التأقلم إزاء حذف مضامين متطرفة على الإنترنت». وأوضح الباحثان أن التنظيم سيتمكن بذلك من المحافظة على انتشار كافٍ لبلوغ قاعدته من المؤيدين وتجنيد عناصر جدد. وحذر «تشارلي وينتر» من أنه سيكون «من الصعب جداً محاربة» حملة الدعاية على الإنترنت، التي قال التنظيم الإرهابي: «إن عامي 2014 و2015 كانا «العصر الذهبي» لها، أي عندما كان يسيطر على أراض شاسعة في سوريا والعراق». وشدد «وينتر» على أن فرض رقابة على الإنترنت لن يجدي نفعاً، فـ«السلطات تركز على الجانب الخطأ من الشبكة، المتمثل في القسم المتعلق بكل المستخدمين، وهذه مشكلة، لأن المتطرفين يختبئون في أعماق الشبكة، ويستخدمون تطبيقات مشفرة، وستظل هناك أماكن يختبئ فيها الإرهابيون على الإنترنت، مهما سيقول السياسيون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©