خصصت شركات صناعة الشوكولاتة جزءاً من استثماراتها لزيادة إنتاج الكاكاو، عبر التعاون مع مزارعي الكاكاو لرفع معدل إنتاج المحصول وتأمين حاجتها منه في المستقبل، خاصة مع تخوف بعض هذه الشركات من تحول هؤلاء المزارعين لمحاصيل بديلة مثل المطاط.
وترى الشركات ضرورة هذه التحركات، لتوفير طلب الاقتصادات الناشئة المتصاعد ولجعل أرباح زراعة المحصول مغرية بما يكفي، لضمان رغبة الأجيال الجديدة في الدخول في مجال هذا النوع من الحبوب.
والتزمت مؤخراً شركة «مارس» مع مديرها الزراعي الأميركي لصناعة الشوكولاتة هوارد يانا، لمساعدة مورديها على زيادة محصول الكاكاو من 450 كيلو جراما للهكتار الواحد، لما بين 1500 إلى 2500 في غضون عشر سنوات. ويتوقع هوارد تهديد مهنة زراعة الكاكاو، في حالة ظل الإنتاج على مستوياته الحالية.
وأعلنت «مارس» التي تقوم بصناعة أنواع مثل «سنيكرس» و«باونتي»، عن استثمار قدره 30 مليون دولار سنوياً على مدى العقد المقبل، بغية تحقيق هدفها الرامي لإنشاء مراكز تطوير تسمح للمزارعين في الدول المنتجة تعلم استخدام مواد الزراعة المتقدمة وإعادة تأهيل حقول الكاكاو القديمة.
وتتبع البرنامج مبادرات شبيهة من شركات منافسة تتضمن «موندليز إنترناشونال»، المالكة لعلامة «كادبوري» التجارية و«نستلة» المنتجة لعلامة «كيت كات»، إضافة لشركة «باري كاليباوت»، العاملة في معالجة الكاكاو.
وذكرت «مارس»، أن القطاع سيكون في حاجة لإضافة مليون طن متري من الكاكاو لمقابلة الطلب العالمي بحلول 2020، في حالة عدم بذل الجهود المطلوبة لزيادة معدل الإنتاج في بلدان مثل ساحل العاج، حيث اتجه المزارعون هناك بالفعل لمحاصيل بديلة مثل المطاط أو التخلي عن حقولهم الصغيرة تماماً.
وربما يجعل التحول الكلي لزراعة المطاط في أكبر دولة لإنتاج الكاكاو في العالم، شركات صناعة الشوكولاتة في الدول الغربية، تواجه معاناة في إيجاد موردين للسلعة. كما يقود قلة عدد المنتجين إلى ارتفاع الأسعار في المدى البعيد ويهدد بجعل الشوكولاتة واحدة من السلع الفاخرة، بدلاً من منتج في متناول الجميع. وتقول مراسيا ميجولنسكي، مديرة قسم الرؤية الغذائية في مؤسسة «منتيل» المتخصصة في بحوث السوق: «إذا لم تقم الشركات بفعل شيء حيال إشراك الجيل الجديد في زراعة الكاكاو، فمن المتوقع توجه ذلك الجيل نحو وظائف أخرى داخل المدن. وتسعى شركات المطاط في ساحل العاج بالفعل لإغراء مزارعي الكاكاو، بحجة أن محصول المطاط أقل مخاطر».
وفي حقيقة الأمر، بدأت تلوح في الأفق بوادر التحول من الكاكاو إلى المطاط في ساحل العاج. وفي غضون ذلك، ارتفع ناتج محصول المطاط في البلاد إلى 250 ألف طن في 2012، مقارنة بنحو 183 ألف طن في 2007. وفي حين يتساوى سعر المطاط مع سعر الكاكاو، يقدر موسم إنتاج المطاط بنحو 10 أشهر بالمقارنة مع 6 أشهر فقط للكاكاو.
كما يهدد انتشار الأمراض وصعوبة الحصول على الأسمدة إنتاج الكاكاو، حيث تعمل مراكز التطوير التابعة لشركة «مارس» في مساعدة المزارعين للقضاء على مثل هذه المشاكل. وطرحت حكومة ساحل العاج بعض المبادرات لدعم قطاع الكاكاو في البلاد، مثل تقديم السعر الأدنى لحبوب الكاكاو التي ينتجها المزارعون.
ويرى هوارد يانا، أن طرح الحكومة لمثل هذه الأسعار يمثل اعترافاً منها بمدى أهمية مزارعي الكاكاو. وانضمت «منظمة الكاكاو الدولية»، من مقرها في لندن، لشركتي «موندليز إنترناشونال» و»مارس»، بهدف التصدي للآفات والأمراض التي يواجهها محصول الكاكاو في غرب أفريقيا والتي تقدر خسائر المحصول الناتجة عنها على النحو العالمي بنحو 40%، بجانب تهديدها لعمليات الإنتاج المستقبلية في مناطق الإنتاج الرئيسية. ويستهدف المشروع البالغ قوامه 3,2 مليون دولار الذي تم طرحه في أبريل الماضي، بلدان تشمل كل من ساحل العاج وغانا ونيجيريا والكاميرون وتوجو، التي يشكل إنتاجها نحو 70% من مجموع الإنتاج العالمي. كما يهدف أيضاً للقضاء على الآفات والأمراض المحلية، مثل تكاثر الحشرات من البق وآكلات الساق وغيرها.
نقلاً عن «وول ستريت جورنال»
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
