الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصميم غرفة النوم يعكس شخصية صاحبها

تصميم غرفة النوم يعكس شخصية صاحبها
18 يونيو 2011 20:01
غرف النوم هي المحطة التي يجد فيها المرء راحته ويلجأ إليها ليستمد من خلالها هدوءه في أجواء خاصة به، فالنوم هبة ربانية للناس وضرورة من ضرورات الحياة تعيد شحن طاقة الإنسان للنهار الجديد. تبرز حاجة ماسة إلى تهيئة أفضل الظروف والشروط لتحقيق النوم المريح، مع الاهتمام بمظهر الغرفة وأناقتها، وأن تتوافق مع النفس أولاً، لتعطي الإحساس بالألفة والراحة؛ لذا تنقلنا المصممة بيرلا ليتتشي إلى أجواء فنية رائعة من غرف النوم، لتطلعنا على ماهية غرف النوم وما يجب أن تتمتع به حتى تقوم بدورها ووظيفتها بطريقة مثلى. ترى المصممة بيرلا ليتشي أن غرفة النوم تعد من أهم أجزاء المنزل التي لا يمكن تجاهلها، فهي الإطار الذي يتمتع فيه المرء بخصوصيته، وعالمه الذي يستمد منه راحته ونشاطه، وتعتبر انعكاساً حقيقاً لشخصية صاحبها التي نجدها حاضرة في المكان، وكل قطعة منها حتى لو كانت بسيطة وصغيرة، إلا أنها ذات مدلول كبيرة بالنسبة له. تعكس نظرته ورغبته في انتقاء النمط الذي يجد فيه نفسه. سواء كان يميل إلى الكلاسيكية أو يجد نفسه اقرب إلى الحديث. ولكل شخصية نمطها وأسلوبها في الحياة وطريقتها و نشاطها الخاص، فبغض النظر عن أن غرف النوم مكان مخصص للاسترخاء والراحة، إلا أنها قد تكون في أحيان كثيرة ملاذاً للاختلاء بالنفس ومزاولة نشاطات كالقراءة والكتابة، في أجواء مريحة، فتصبح للغرفة مهام أكثر من مجرد مكان للنوم. لا تفضل ليتشي أن يختص المصمم بنمط معين من التصميم في عمله مثل اللجوء إلى الكلاسيكية البحتة أو ينطلق إلى النمط العصري في اتجاهاته، وجميل أن يحاكي القديم تارة، وينطق بالحديث تارة أخرى في محاولة للتقريب دون الإغفال عن الخطوط الرئيسة والأساسية لكل نمط والأساليب والاتجاهات التي يجب أن تكون حاضرة في ذهن كل مصمم، وأيضاً الدور المهم الذي يجب أن لا يغفل عنه، وهو اشتراط مفاهيم الراحة والاسترخاء التي يجب أن تحاكي تفاصيل المكان وتتسلل إلى المرء لحظة الوقوف على عتبة باب الغرفة. وتقول ليتشي: إن ديكورات وأثاث غرفة النوم الرئيسة يجب أن تتوافق مع طبيعة الشخصية وأسلوب حياتها، وبناء على ذلك يتم اختيارها سواء كانت كلاسيكية الطابع أو عصرية أو غيره. ولكن يجب الحذر من عملية مزج الأثاث المعاصر والأثاث الطرازي، إلا إذا تحققت فيها شروط الانسجام التام بينهما في أسلوبها أو في مظهرها العام وتصميمها ونسيجها. كما يجب العناية التامة في عدم وضع أثاث متصل بالجدران، إلا بعد تحقيق شروط الانسجام بين خطوطه والخطوط الظاهرة في طلاء الجدران وحركة الجبس التي يجب أن تكون منسجمة أيضاً وتسير على رتمٍ واحد، مع تفاصيل ومفردات غرف النوم. فلا تشذ تفاصيل الجدار عن حركة السرير وطريقة توزيع الأثاث في الغرفة لتكون الأجواء كلها متكاملة ومنسجمة في خطوطها وحركتها كلوحة مترابطة في جزئياتها في إطار واحد منسجم. مكان القراءة وتشير ليتشي قائلة: إذا كان المرء من هواة القراءة، عليه تهيئة مكان ملائم في زاوية الغرفة كوضع كرسي مريح وطاولة في الزاوية، مع توفير الإنارة الجيدة التي يجب أن تكون عنصراً مثالياً في المكان حتى لا يؤثر ذلك على المرء وهو يزاول نشاطه وهوايته، ونجد الكثيرين يفضلون أن يتخذوا أسرتهم محطة أساسية للقراءة، وهنا يجب أن تكون الوضعية جيدة، حيث يستند المرء على مجموعة من خداديات السرير بطريقة مستقيمة ويكون قريباً أيضاً من الإضاءة التي عادة ما تكون جانبية فوق “الكومودينا”، وهي الطاولة المجاورة للسرير شريطة أن يقع النور على الكتاب مباشرة. ومن المناسب أيضاً أن يكون المصباح محجوباً من الجوانب، بحيث تظل بقية الغرفة مظلمة، وأن يكون مصدر التحكم بهذه الإنارة عند السرير حتى يسهل على المرء إطفاؤها دون عناء الحركة. وعادة ما تستخدم في إضاءة غرف النوم في الأحوال الاعتيادية الإضاءة المعلقة في السقف أو أبجورة موضوعة في أحد الأركان أو مصدر معلق على الجدران. كما يمكن وضع الإنارة المخفية في الجبس، بالإضافة إلى “السبوت لايت” التي عادة ما تمنح تفاصيل غرف النوم جوانب جمالية وتسلط إضاءتها على أجزاء منها. غرفة ملكية وتضيف لتشي قائلة: تبقى غرف النوم هي “المملكة الخاصة” التي يفضل الكثيرون أن تطعم تفاصيلها بالفخامة والأناقة الملكية، وهذا ما أسعى إليه دائماً عند الشروع في وضع تصاميم الغرف الرئيسة بمختلف اتجاهاتها سواء كان الكلاسيك، وهو الرتم الذي كثيراً ما انتهجه في عملي أو حتى النمط الحديث الذي أحاول أن أظهره بطريقة غير اعتيادية، بحيث تتمتع بقدر من الفخامة في إطلالتها. ففي حين أنتقي لون الأثاث البني المصنوع من الخشب المتين الذي يمنح المكان الدفء، أحاول أن أخفف حدة القوة والصلابة عبر استخدام ألوان الطلاء والمفروشات التي تحاكى اللون الكريمي والعنبر، إلى جانب الأخضر “المريمية”، والسماوي المعنون بالراحة والهدوء وعنصر الفخامة. وعند تصميم غرف نوم خاصة للمرأة وحدها - تتابع لتشي- أحاول أن انتقل بالمكان إلى أجواء أكثر أنوثة وشاعرية من خلال إيجاد لغة مشتركة بينها بين المراة، بانتقاء الألوان التي كثيراً ما تشي بالأنوثة مثل اللون البنفسجي المطعم بالزهري، لأكسر به هدوء وجمود الأثاث، عبر التركيز على الإكسسوارات وغطاء السرير والسجاد ونحوه، لكني أحاول الابتعاد عن تلوين الأثاث حتى لا يتسلل الملل مع الأيام إلى نفوس قاطني الغرفة، بإمكانهم أن يستبدلوا ألوان الأغطية والستائر والسجاد بكل سهولة ويسر؛ لذا أعتمد في الأثاث على الألوان الفاتحة كالترابية ونحوها، والمطعمة في أجزاء منها باللون الذهبي، أو الفضي. وحول طبيعة وشكل الأسرة، تقول ليتشي: الشكل الغالب على الأسرة أن تكون بلا حواجز من الجانبين، ولكن الأسلوب السائد اليوم هو أن لا تكون هناك حواجز أسفل السرير أيضاً أي باتجاه موضع القدمين؛ لأن ذلك يتيح المجال لاستخدام أغطية طويلة، وفي أسفل السرير لا مانع من وجود حاجز قصير لا يتجاوز ارتفاعه عشرة سنتيمترات لتثبيت المرتبة في مكانه، أما الحاجز القائم عند رأس السرير، فيجب أن يكون إما عالياً جداً أو منخفضاً جداً. وتتابع ليتشي: عادة ما يكون رأس السرير هو المساحة التي تنسج عليه ملامحه، حيث يبرز من خلاله تفاصيل السرير وأناقته، نظراً لكونه الجزء الظاهر منه. ودائماً ما يحاول المصمم أن يبدع ويضع التصور والفكرة الأساسية فيه لينطلق بعدها إلى مفردات الأثاث الأخرى في غرف النوم، كالستائر التي تحمل تاجاً تنطق بطبيعة ونمط المكان، وتسير على وتيرته المشغولة في أجزاء منها بالحرير والمخمل. مقاسات الأسرة كما نجد أن القياس الأدنى للسرير المزدوج هو 135 سم، مما يعني أن كل شخص سيحصل على 68 سم فقط، ويصل السرير الآن إلى مترين في العرض، فتكون المساحة واسعة ومريحة كسرير مزدوج، ومن حيث ارتفاع السرير نجد أن السرير المرتفع بقدر معقول عن الأرض تسهل مهمة الاستلقاء والنهوض بشكل مريح وسهل، في حين نجد أن السرير المنخفض يعتبر أقل راحة في حال النهوض من عليه، ولكن الأمر يتوقف أولاً وأخيراً على رغبة الزبون وذوقه.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©