عواصم-وكالات الأنباء: فاجأ الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس الوسط الدبلوماسي بتوجيه رسالة الى نظيره الاميركي جورج بوش بعد 26 عاما من العلاقات المتوترة بين ايران والولايات المتحدة لتخفيف التوتر،نفى البيت الأبيض علمه بها،عشية اجتماع أعضاء مجلس الأمن الدائمين وألمانيا لتدارس الملف الإيراني،فيما استبعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس غزو ايران ·
وسلم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الرسالة الى السفير السويسري فيليب ولتي الذي تتولى سفارة بلاده تمثيل المصالح الاميركية في طهران،وقال المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام ان نجاد يقترح في الرسالة 'وسائل جديدة للخروج من الوضع الهش في العالم حاليا'·واكتفى الهام بالقول ان مضمون الرسالة 'يتخطى المسائل النووية'·وذكر أن نجاد حث بوش على اعتماد لغة المنطق للخروج من الأزمة النووية الراهنة·وقال ان الرسالة تأتي في اطار رغبة الرئيس الايراني في إرسال رسائل الى عدد من رؤساء دول العالم·
وحول الملف النووي الايراني قال الهام ' إذا كان الامر يقوم على عدم تطبيق القوانين الدولية وعجزت المنظمات الدولية عن أداء دورها المستقل في سياق تطبيق المعاهدات فان من الطبيعي ان تحتفظ الحكومة الايرانية بحقها في إعادة النظر وصياغة علاقاتها مرة اخرى'·وردا على سؤال يتعلق باحتمال انسحاب إيران من معاهدة ' ان بي تي ' في حال فرض مجلس الأمن عقوبات عليها قال الهام ' ان ايران تعتبر نفسها ملتزمة بأطر المعاهدات الدولية وذلك في ضوء مصالحها الوطنية '
من جهته، أعلن البيت الابيض انه ليس على علم بوجود رسالة من أحمدي نجاد الى جورج بوش مؤكدا ان ايران تدرك ما عليها القيام به ويجب ان توقف تخصيب اليورانيوم·وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي فرد جونز : 'لسنا على علم برسالة مماثلة'·وقال الناطق باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك من جهته : 'لا أستطيع ان أؤكد اننا تلقينا رسالة كهذه'، موضحا 'اطلعت على معلومات صحافية بهذا الشأن فقط ونحاول التحقق من الأمر'·ورأى دبلوماسي غربي في طهران طلب عدم كشف اسمه 'انها خطوة هائلة' واصفا بادرة أحمدي نجاد بأنها 'قنبلة دبلوماسية'·لكنه أضاف ان 'كل شيء يتوقف بالطبع على ما كتب احمدي نجاد' متسائلا 'أهو اختراق من أجل مفاوضات مباشرة مثلا أو مجرد حملة ضد أميركا؟' وأفاد مصدر في الرئاسة الايرانية لوكالة فرانس برس ان الرسالة 'تتضمن أمورا مثيرة للاهتمام وهي مكتوبة بالإنكليزية'·
من جانبه استبعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم الاثنين غزو إيران وقال ان أي حديث يتردد بشأن توجيه ضربة نووية لها 'مناف للعقل تماما'·
وقال بلير في مؤتمر صحفي شهري 'لا أعرف أحدا تحدث في وقت ما أو حتى فكر في احتمال توجيه ضربة نووية لايران·هذا مناف للعقل تماما'·
ونفى أن يكون استبعد وزيرخارجيته جاك سترو بسبب ايران واعتراض الامريكيين عليه ' وقال 'أي تصور ان لهذا صلة بقرار بشأن غزو ايران هو محض هراء وهو بالمناسبة أمر لن نفعله'·
وقال رئيس الوزراء ان السياسة الخارجية لبريطانيا لن تغير توجهاتها تحت قيادة بيكيت التي حظيت بمكانة دولية خلال محادثات التغير المناخي·وأضاف 'اخترت مارجريت لأنها سياسية بارزة ومحل ثقة كبيرة·' وتابع 'ليس عندي أدنى شك في ان السياسة الخارجية التي رسمها جاك لن تتغير ولو قيد أنملة تحت قيادة مارجريت·
وجاءت رسالة نجاد عشية انعقاد مجلس الامن للنظر في الملف النووي الايراني حيث تصر الولايات المتحدة على تفعيل البند السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يريد إلزام ايران بإيقاف كافة أنشطة التخصيب·إذ يبحث ستة وزراء خارجية اتخاذ موقف مشترك بشأن قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب إيران بتعليق برامجها النووية·ولم يتوصل الوزراء الذين دعتهم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس على العشاء في نيويوك حتى الآن لاتفاق على النقاط الرئيسية للاجراء المقترح مثل الاستشهاد بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ·وتخشى روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) من أن يجيء تكثيف الضغط على إيران بأثر عكسي او ان يثير أزمة نفطية·كما تخشى الدولتان من ان تستغل الولايات المتحدة الفصل السابع في القرار لتبرير القيام بعمل عسكري·
وقال جون بولتون سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة 'لسنا مستعدين لأن تمتد هذه المفاوضات إلى ما لا نهاية'، وأضاف'أعتقد انه أمر واقعي ان ندرس طرحه للتصويت هذا الأسبوع'· وأكد أن 'الخلاف مازال قائما على القضايا الأساسية التي لم تحسم ' وقال 'من الواضح انه سيتقرر بسرعة إذا كنا قادرين على تحقيق هدف التصويت·وهو ما نعتقد انه قابل للتحقيق'·
من جانبه سعى المسؤول الرئيسي عن الملف النووي الايراني علي لاريجاني الذي وصل تركيا أمس للفوز بدعم حكومةأنقرة،وأعلن أن رسالة نجاد لنظيره الاميركي بوش تشكل فرصة انفتاح دبلوماسية'·وصرح علي لاريجاني أمين سر المجلس الأعلى للامن القومي الايراني في حديث لقناة ان·تي·في التركية 'ان مبادرة ايران تشكل فرصة انفتاح دبلوماسي يجب تقييمها بعمق'·
ورفض لاريجاني كشف فحوى الرسالة التي جاءت في خضم اختبار قوة بين ايران والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بشأن الملف النووي الايراني·وقال 'يجب منح الرسالة شيئا من الوقت وفرصة قبل كشف كافة إبعادها'·وشدد على أن الرسالة لا تعكس 'ليونة' في الموقف الايراني·وأوضح 'انها ليست قضية ليونة بل مسألة عقلانية·يجب التركيز على نظرة مستقبلية والتفهم لماذا عشنا صعوبات ولماذا الشعب والمنطقة في مهب العاصفة'·
وأكد مجددا أن طهران تسعى للتوصل إلى حل سلمي لخلافها مع الغرب بشأن البرنامج النووي ·وردا على سؤال حول ما اذا كانت ايران ستنسحب من المعاهدة الدولية لحظر الانتشار النووي، قال لاريجاني إن بلاده لا تفكر في احتمال من هذا النوع لكن 'سنتخذ قرارا إذا تعرضنا للتهديد'·
عدد اليوم
