المعارضة الكينية تتراجع عن المسيرة المليونية

تراجعت المعارضة الكينية عن تنظيم مسيرة حاشدة ''مليونية'' أمس خشية وقوع المزيد من أعمال العنف التي أوقعت خلال الأيام الستة الماضية أكثر من 340 قتيلاً، عقب إعلان فوز الرئيس الكيني مواي كيباكي بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 27 ديسمبر الماضي، ودفع منافسه وزعيم المعارضة رايلا اودينجا بتزويرها· ودعا النائب العام في كينيا آموس واكو إلى فتح تحقيق مستقل في نتائج الانتخابات الرئاسية· وقال آموس واكو ''من الضروري، إجراء فرز صحيح'' على أن يقوم ''شخص مستقل أو جهة مستقلة بالاستيثاق من ذلك على الفور وإعطائه أولوية·'' ووصل إلى البلاد القس والناشط الجنوب أفريقي ديزموند توتو في محاولة لجمع الطرفين المتنازعين معاً· وأرجأت المعارضة الكينية مسيرتها الحاشدة التي أطلقت عليها ''اجتماع المليون'' إلى 8 يناير الحالي· وأعلن المتحدث باسم ''الحركة الديمقراطية البرتقالية'' وليام راتو أنه تم تأجيل المظاهرة الكبيرة إلى الثلاثاء المقبل في حديقة اهورو، مشدداً على بقاء الحركة في صمودها إلى أن تفوز ''إرادة الشعب''· وأضاف راتو، وهو الذراع الأيمن لاودينجا، ''نحن شعب مسالم، لا نريد عنفاً، أو تدمير ممتلكات، لذلك سنعود أدراجنا كما يفعل الذين يحبون بلدهم''· وأوضح أن ''معركتنا ليست بيننا وبين الكينيين العاديين لكنها بيننا وبين مواي كيباكي·'' وقبل إرجاء التظاهرة، أغرقت شرطة مكافحة الشغب وسط نيروبي خاصة في حديقة اوهورو التي يأتي اسمها من كلمة ''حرية'' باللغة السواحلية· وقد منع الوصول إلى فندق قريب من الحديقة مع وضع أسلاك شائكة· وفرقت الشرطة مئات من المتظاهرين وهم جالسون في طريق بري سريع في نيروبي متسببين في عرقلة المرور على طريق دائري رئيسي· واستخدمت الشرطة غاز الدموع ومدافع الماء· وأطلقوا أيضاً النار في الهواء وركعت جموع المتظاهرين وهم يهتفون ''اقتلونا''· وحطم معارضون النوافذ وأحرقوا إطارات السيارات على الطرق السريعة الرئيسية، بينما كانوا يحاولون الوصول إلى متنزه ''اوهورو''· وتجمع متظاهرون في الشوارع الضيقة في حي كيبيرا أكبر الأحياء العشوائية الفقيرة في شرق إفريقيا، فيما كانت الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية لتفريق الحشود التي مازالت تتدفق على المنطقة· وبالقرب من حي ماثارى العشوائي الذي اجتاحته أعمال عنف منذ الانتخابات، حاول حشود من السكان كسر الحواجز التي وضعتها الشرطة للوصول إلى المتنزه لكن الشرطة منعتهم من ذلك· واعتقلت السلطات الأمنية برلمانيين في ''الحركة الديموقراطية البرتقالية'' بتهمة أنهما ''حضا أنصار الحركة على التظاهر في ولاية نيانزا''· ووصف اودينجا الرئيس كيباكي بأنه ''لص'' نفذ ''انقلابا'' مدنيا وقال للصحفيين انه مستعد لقبول وساطة دولية واقترح تشكيل حكومة انتقالية لاقتسام السلطة تقوم بالتحضير لإعادة الانتخابات· وأضاف ''يجب ألا تستمر أكثر من ثلاثة اشهر''· وقال اودينجا ''الشعب لن يقبل في خنوع هذا التزوير للانتخابات من الحكومة''· وتبادلت الحكومة والمعارضة اتهامات بالتسبب في ''إبادة جماعية'' في خمسة أيام من العنف قطعت إمدادات الوقود وسلع أخرى إلى عدد من الدول في وسط أفريقيا· وكان معظم الوفيات في معارك بين الشرطة والمحتجين وقتال بين طوائف عرقية مختلفة أهمها قبيلة ''كيكويو'' التي ينحدر منها كيباكي وقبيلة ''لوو'' التي ينحدر منها أودينجا·