الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الطريق الحريري الجديد» يربط أسواق العالم الناشئة

12 سبتمبر 2010 22:19
يعتبر خط السكك الحديدية في المملكة العربية السعودية والذي تقوم بإنشائه الشركة الصينية للسكك الحديدية، بمثابة أكثر من رابط بين هذه المدن، فهو يعكس الكيفية التي تربط بها آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية، اقتصادات العالم مع بعضها البعض. وتشكل الروابط بين الأسواق الناشئة ما وصفه الاقتصاديون في “أتش أس بي سي” و”بنك رويال الاسكتلندي” بـ “الطريق الحريري الجديد”، الذي قوامه 2,8 تريليون دولار، وهو نسخة من شبكات الطرق التجارية التي تركز على آسيا، والتي ازدهرت منذ القرن الثاني. ويتوقع إستيفين كينج كبير الاقتصاديين في أتش أس بي سي، زيادة قوة الروابط بين الدول الناشئة، مما يزيد نمو أسواقها بنحو ثلاثة أضعاف مقارنة بالدول المتقدمة خلال العامين المقبلين. ويقول جيم أونيل كبير الاقتصاديين في “جولد مان ساكس”، والذي ابتكر لفظ “بريك” ليرمز للبرازيل وروسيا والهند والصين، “ينتظر مستقبل التجارة بين أسواق الدول الناشئة، مستقبل كبير وواعد”. ووفقاً لأونيل، تلعب هذه الدول دوراً بارزاً في الاقتصاد العالمي، حيث تمثل اقتصاداتها نحو 13% من التجارة العالمية، كما ساهمت بنحو النصف من النمو العالمي منذ اندلاع الأزمة المالية في 2007. كما يتوقع أن تنمو هذه الأسواق بنسبة 9% خلال العام الحالي والقادم، مقارنة بنحو 2,6% في الدول المتقدمة. ووجد المحللون أن نمو معدل التجارة بين الأسواق الناشئة، يوضح سبب أن هذه الأسواق تشكل الآن 30% من الاستهلاك العالمي النهائي، والتي كانت تشكل 10% فقط في 1990. ويقول كيران كيرتيس من أفيفا الاستثمارية بلندن “إذا ذهب الفرد منا الى أحد أسواق نيروبي، سيجد سلعا صينية معروضة للبيع هناك”. وبدأت الأسواق الناشئة وبمعدل كبير في عقد الصفقات التجارية بعملات أخرى غير الدولار، وذلك على خلفية زيادة المعدل التجاري بينها. ويقول بين سيمب الاقتصادي في بنك رويال الاسكتلندي في هونج كونج، ستمثل الاقتصادات الناشئة في آسيا والشرق الأوسط 75% من قيمة أي برميل نفط يتم إنتاجه أو استهلاكه خلال العقد القادم. كما من المتوقع أن يزيد المستثمرون من امتلاكهم لأسهم الأسواق الناشئة. ويقول شو مون سونج مدير أحد الصناديق في “شينهان بي أن بي” لإدارة الأصول في سيؤول “تزخر الأسواق الناشئة، وآسيا على وجه الخصوص، بمعدلات سكانية عالية. كما أن التعليم آخذ في الانتشار، مما يجعل هذه البلدان قبلة للشركات. ويفضل مستثمرو أسواق المال الصين، لكن تتمتع أسواق روسيا، والهند والبرازيل بمستقبل واعد وفرص استثمارية كبيرة”. وتقدر منظمة التجارة العالمية في جنيف، ارتفاع معدل التجارة بين الدول الناشئة، إلى 18% في السنة بين 2000، و2008، أكثر من تلك بينها والأسواق المتقدمة، حيث بلغت هذه التجارة في 2008، نحو 2,8 تريليون دولار، أي ما يقارب نصف تجارة الدول الناشئة مع كل دول العالم. ويستبشر العديد من المستثمرين بهذا الأداء، خاصة في ظل وتيرة التعافي الخجول التي تسود دول الاقتصادات الغنية. ويقول كينج “أصبحت هناك روابط تجارية قوية بين الأسواق الناشئة، مما يعني حمايتها من تداعيات الأزمات التي تجتاح الدول المتقدمة. وولدت هذه الأزمات في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثبتت ضعف العالم المتقدم في التعافي منها، حتى وبعد أن قامت الحكومات بخفض أسعار الفائدة لمعدلات تاريخية. ودفع ذلك المستثمرين بالبحث عن مصادر دخل أخرى”. ويتمثل نمو هذه الأسواق في الصين التي تفوقت على أميركا كأكبر مصدر للشرق الأوسط في 2008. ويقول بين سيمب كاتب “الطريق الحريري الجديد: العرب يتجهون نحو الصين بدلا عن الغرب”، تشكل الروابط بين العرب والصين وحدها، لقيام طريق حريري جديد. وتحاول الحكومات الاستفادة من هذا النمط الجديد. وذكرت الهند في مايو الماضي، أنها بصدد فتح قسم اقتصادي في سفارتها لدى الصين في ظل ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين لنحو 60 مليار دولار هذه السنة، و43 في السنة الماضية. وتمثل اقتصادات الدول النامية في الشرق الأوسط، وآسيا، 45% من تحقيقات مكافحة الإغراق الجديدة التي وردت لمنظمة التجارة العالمية في 2009، مرتفعة مما كانت عليه عند 22% في 1998. نقلاً عن: إنترناشونال هيرالد تريبيون ترجمة : حسونة الطيب
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©