الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

هل تصبح المستشارة الألمانية ميركل زعيمة العالم الليبرالي؟

هل تصبح المستشارة الألمانية ميركل زعيمة العالم الليبرالي؟
17 نوفمبر 2016 22:14
سؤال طرحته صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال مطول بعد أيام من انتخاب الرئيس الأميركي الجديد الجمهوري دونالد ترامب. وقالت الصحيفة إن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تبرز بوصفها آخر أقوى مدافع عن أوروبا وتحالفها عبر المحيط الأطلسي. لكن ميركل، تضيف الصحيفة، تبدو تحت ضغط من القوى ذاتها التي أوصلت ترامب إلى السلطة وأدت إلى التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهي نفسها القوى التي تدفع بالزعيمة الشعبوية الفرنسية مارين لوبين في فرنسا. ففي ألمانيا، نجح حزب "البديل" اليميني في تحقيق سلسلة من الانتصارات في انتخابات الولايات. ولكي تتمكن ميركل من النجاح في قيادة العالم الليبرالي، يتعين عليها -بحسب الصحيفة- أن تقف في وجه روسيا القوة الناشئة التي تدعم أحزاب اليمين عبر القارة العجوز لتؤجج بذلك نيران الشعبوية. لكن تحقيق هذا الهدف سيشكل تحديا كبيرا في ظل إعجاب ترامب المعلن بالرئيس بوتين رغم إبقائه على العقوبات الأميركية المفروضة على موسكو بسبب النزاعات في منطقة القرم وأوكرانيا. وقال سيمون تيلفورد نائب مدير مركز الإصلاح الأوروبي في العاصمة البريطانية لندن "نحن محظوظون جدا لكون ألمانيا تقودها حاليا ميركل لأن ثمة فرصة بأن تتصرف وتقوم بما تريد منها أوروبا القيام به". وتنتظر أوروبا المنقسمة بشدة من ألمانيا، وهي أغنى دولها، أن تواجه مشاكل القارة المتعددة والمزمنة مثل: النمو البطيء واستمرار تدفق اللاجئين وتزايد الناخبين الوطنيين الغاضبين. وتعاني إيطاليا واسبانيا من هشاشة وقد تنتخب النمسا، خلال الشهر المقبل، رئيسا من اليمين المتطرف. كما تواجه مركل مفاوضات صعبة مع بريطانيا بخصوص خروج الأخيرة من النادي الأوروبي. ومع وجود ترامب -الذي يرفع شعار "أميركا أولا" ويطرح تساؤلات حول العديد من قيم تحالف منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)- رئيسا للولايات المتحدة، ستكون هناك ضغوط على ألمانيا للقيام بدور أكبر في مجال أمن أوروبا الذي ظل دائما قضية شائكة. فعلى مدى السنوات الثمانية الماضية، كانت ميركل تعول على الدعم الراسخ من الرئيس باراك أوباما الديمقراطي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاشتراكي. لكن مع صعود الجمهوري ترامب وانخفاض شعبية ساكن قصر الأليزيه فقدت المستشارة، التي تدير أكبر اقتصاد في أوروبا منذ 11 عاما، دعما حيويا. لكن المتابعين لميركل يرون أن أزمة اللاجئين التي شهدتها البلاد خلال السنة الماضية أضعفت المستشارة سياسيا وقلصت من مناصريها. إلا أنها ما تزال تحت الضغط للترشح لفترة رابعة مدتها أربع سنوات. وهو قرار يتوقع أن تعلن عنه في ديسمبر القادم. ويقول ستيفان كورنليوس، أحد كتاب سيرتها الذاتية والمحلل السياسي في صحيفة "زود دويتشي تسايتونج" الألمانية اليومية "إنها الوحيدة التي بقيت واقفة. وهذا يجعلها قوية وضعيفة معا في الوقت نفسه". ويضيف كورنليوس "إنها ركيزة الاستقرار والسور الأخير والناس يريديون الاستناد عليه". ويمضي قائلا "إنها بمثابة مانع الصواعق لكل أولئك الشعبويين الذين يلومون ألمانيا لكونها قوية ومهيمنة وتضع القوانين"، بمن فيهم حزب "البديل" الألماني، الحزب الشعبوي القوي في البلاد. لكن التجربة مفيدة. وتجربة ميركل ستنفعها في التصدي لكل هذه الأمور، يضيف المقال المطول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©