الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمر الكعبي: الآخرون ليسوا دائماً على خطأ و «العصبية» تُعقِّد الأمور

عمر الكعبي: الآخرون ليسوا دائماً على خطأ و «العصبية» تُعقِّد الأمور
18 يناير 2012
هناك الكثير من المشاكل التي تواجهنا مع الناس في حياتنا اليومية، وبصفة يومية تقريباً، مما يتوجب علينا التعامل مع أصحاب أمزجة متقلبة أو مختلقي مشاكل. لكن تذكر أن ليس بالضرورة أن يكون الناس أصحاب ومختلقي مشاكل، أي هم على خطأ ونحن على صواب، فربما العكس، هذا ما أكده عمر الكعبي رئيس اللجنة المنظمة لجائزة الفجيرة للمبادرات المتميزة، ومدرب معتمد لدورات تدريبية واستشارية للمراكز والمؤسسات. (العين) - الكثير يعلم أن المشكلة أبدًا لا تُعالج بنفس الطريقة التي ُأختلقت بها، إذ بقدر ما نبذل لمواجهة صاحب المشكلة بنفس الطريقة والأسلوب، بقدر ما نزيده تمسكًا وتعصبًا لمشكلته. إلى ذلك يجد عمر الكعبي رئيس اللجنة المنظمة لجائزة الفجيرة للمبادرات المتميزة ومدرب معتمد لدورات تدريبية واستشارية للمراكز والمؤسسات ويوضح: يمكن أن تمر المشاكل دون أن نلحظها ما لم نستخدم أساليباً مناسبة لاكتشافها، وعندما يتم اكتشافها فإننا نحتاج إلى إعطائها اسما أو تعريفا مؤقتاً لمساعدتنا في تركيز بحثنا عن مزيد من المعلومات المتصلة بها ، ومن خلال هذه المعلومات يمكننا أن نعد وصفاً أو تعريفاً صحيحاً لها . تحليل المشكلة وأشار الكعبي إلى أن تحليل المشكلة يحتاج إلى فهمها، قبل أن نبحث عن حلول لها، وما لم يتم ذلك فإن الجهود اللاحقة التي سنبذلها لحلها يمكن أن تقودنا في الاتجاه الخطأ، وتتضمن عملية تحليل المشكلة جمع كل المعلومات ذات الصلة بها، وتمثيلها بطريقة ذات معنى لكي يتسنى لنا رؤية العلاقات بين المعلومات المختلفة، ومن بعد ذلك يتضمن وضع الحلول الممكنة لتحليل المشكلة للتأكد من فهمها تماماً، ومن ثم وضع خطط عمل لمعالجة أية معوقات تعترض تحقيق الهدف، ويتم تطوير الحلول العملية من خلال عملية دمج وتعديل الأفكار، وهناك العديد من الأساليب المتوفرة للمساعدة في إنجاز هذه العملية، ويجب أن تتذكر أنه كلما كان لديك عدد أكبر من الأفكار لتعمل عليها كانت فرصتك لإيجاد حل فاعل أفضل. تقييم الحـلول وأكد الكعبي إذا كانت هناك مجموعة من الحلول المحتملة للمشكلة، فعليك أن ُتقيِّم كلا منها على حدة مقارناً بين نتائجها المحتملة، ولهذا كل من يعاني من مشكلة لابد له من أن يحدد صفات النتيجة المطلوبة بما في ذلك القيود التي يجب أن تراعيها، وطرح الحلول التي لا تراعي القيود المفروضة. وتقيِّم الحلول المتبقية بالنسبة للنتيجة المطلوبة، وتقيِّم المخاطر المرتبطة بالحل الأفضل، ومن بعد ذلك تقرر الحل الذي ستنفذه. وقال إن الجميع يدرك إنه كل منا لا يعرف كيف يمكن الاقتراب من صاحب المشكلة أو ماهي مفاتيح أبواب التعاون مع صاحب المشكلة، ومحاولة معالجة الأسباب التي تدعوه لاختلاق المشاكل، وتطمينه بالانتقال للخطوة التي تليها في معالجة المشكلة من أصلها. يذكر الكعبي أساليب عناق المشكلة. وأضاف: في البداية لابد من أن نستمع بشكل جيد إلى صاحب المشكلة، فإذا لم نستمع فإنه سيواصل اختلاق المزيد من المشاكل لإجبارنا على الاستماع له، كذلك يجدر التنبيه إلى أننا نحتاج إلى أن نبرهن له بأننا استمعنا جيدًا لمطالبه، وذلك بإعادة صياغة المطالب، ومن بعد ذلك لابد من التركيز حيث نحتاج إلى أن نُظهر اهتمامنا للمشكلة، وإظهار الاهتمام بالمشكلة لا يعني بالضرورة الاتفاق مع أصحابها، بل نبين لهم بأننا تفهمنا لماذا يعدونها مُشكلة. وأكد الكعبي في هذه المرحلة تبدأ بسؤالهم عن آراءهم ومقترحاتهم لمعالجة هذه المشكلة، وهل سيتعاونون معنا في تنفيذ هذه المقترحات من خلال حل المشكلة والتي تبدأ هذه المرحلة بممازجة ما طُرح من مُقترحات صاحب المشكلة مع مقترحاتك لمحاولة التعاون في صياغة بيان مشترك، ومن بعد ذلك إتباع خطة «تحدث ولا تلوم»، وهذه المرحلة هامة جدًا، إذ أنَّ لغة الحوار والحديث تبين مدى صدقك في إبداء التعاون مع صاحب المشكلة من عدمها، وتحتاج إلى عناية فائقة، إذ أنَّ الخطأ هنا يعيدنا إلى دورة الخلاف مرة أخرى. فشل المشكلة جميعنا يعلم لماذا نفشل في حل مشاكلنا ، يُرجع السبب كما يؤكده الكعبي أن الكثير منا لا يعترف بالمشكلة لتوفر معلومات بسيطة عنها وغالبا ما يكون تحليل المشكلة سيئ ولدينا نمط واحد من التفكير كما إن البعض يهمش الأطراف الأخرى ويخاف من فشله بحل المشكلة، إضافة إلى عدم اتباع المنهجية والالتزام بحل المشكلة، وإساءة تفسير المشكلة، والافتقار إلى معرفة أساليب وعمليات حل المشكلة، كذلك عدم القدرة على استخدام الأساليب بفعالية، وعدم استخدام الأسلوب المناسب لمشكلة معينة، وعدم كفاية المعلومات أو عدم صحتها، وعدم القدرة على دمج التفكير التحليل بالتفكير الإبداعي، وعدم القدرة على ضمان التنفيذ الفاعل. تصنيف المشاكل ولإيجاد حلول مناسبة للمشكلة يقول الكعبي: لابد في البداية من تصنيف المشاكل بالقياس إلى ما تنطوي عليه من درجة المخاطرة، وبعد تحديد موقع كل مشكلة من الأهمية، يمكننا التركيز على المشاكل الأخطر شأناً، أما المشاكل القليلة الخطورة، فقد يغض النظر عنها مؤقتاً إلى أن تتوافر الإمكانات الكافية لحلها مستقبلا، ثم إيجاد الحلول البديلة من خلال التعرف على طبيعة المشكلة وتصنيفها وقد تتم هذه العملية بالطريقة التقليدية وذلك بالنظر للماضي والبحث عن الحلول المقترحة لحل مشكلة مماثلة حدثت في وقت سابق. أو يتم اتباع منهج علمي أو أسلوب رياضي أو منهج جديد للتوصل إلى حل، كما يمكن استخدام العصف الذهني لإيجاد أكبر قدر ممكن من الحلول البديلة، وفي هذه المرحلة يجب عدم الحكم على أيا من الحلول، حتى تكتمل عملية الطرح، وعندها نستخدم المنطق والتجربة والتحليل الموضوعي لتحديد أيها أصلح. ويتابع الكعبي: بعد الحلول البديلة تأتي مرحلة الحل المختار الذي ينشأ أساساً من عملية تمحيص دقيق للبدائل المتوافرة بحسب قدرتها على الحل في إطار الإمكانيات الموجودة، وقد لا يصل أي حال من الحلول المطروحة إلى درجة الكمال، بحيث يزيل جميع أضرار المشكلة أو آثارها. لكن يجب التركيز على البدائل التي تحقق الحد من الأضرار، وتفادي الأضرار بجوانب أخرى من خطة العمل، ويمكن لكل بديل من تلك البدائل أن يؤدي إلى حل، وقد يحقق كل منها النتائج المطلوبة في إطار الإمكانيات المتوافرة، إلا أن اختيار البديل الأفضل يتوقف على أي العوامل المطلوبة في محصلة الحل، ومن ناحية أخرى قد يتطلب حل من الحلول المطروحة توظيف موارد وإمكانات غير متوافرة أو باهظة الثمن، وعليه يمكن وضع قائمة مواصفات عامة للحلول المقبولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©