الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المسدسات والبنادق.. اللعبة الأفضل لأطفال العراق في العيد

المسدسات والبنادق.. اللعبة الأفضل لأطفال العراق في العيد
12 سبتمبر 2010 00:15
يمثل امتلاك الأطفال في العراق لعباً على شكل أسلحة وبنادق ومسدسات ومفرقعات أمراً مألوفاً، لكنه يأخذ نطاقاً أوسع خلال أيام الأعياد ومنها عيد الفطر المبارك رغم التحذيرات المتكررة من المؤسسات الصحية ومنظمات المجتمع المدني التي تدعو الى إبعاد الاطفال عن أجواء العنف ومخاطر هذه الألعاب. ويتزامن انتشار هذه الأنواع من اللعب في بلد يشهد أوسع موجة عنف في تاريخه الحديث حيث يسقط العشرات يومياً بين قتيل وجريح منذ بداية الاجتياح الأميركي عام 2003 بسبب انفجارات السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاغتيالات وأعمال الخطف. وأشارت تقديرات حكومية الى أن هناك نحو 25 مليون لغم ارضي مازالت مزروعة في أرجاء العراق خاصة على الشريط الحدودي مع إيران والمناطق الجبلية والمحيطة بالحقول النفطية والحقول الزراعية والمراعي وهي جزء من مخلفات الحروب التي خاضها العراق خلال حقبة صدام حسين فضلاً عن ألغام غير متفجرة استخدمتها القوات الأميركية في هجماتها المتكررة على العراق منذ عام 1991 وحتى الان. وقال الطفل سامر حسن (10 سنوات) “أحب شراء البندقية لانها لعبة جميلة ومسلية وتجمعني بأكبر قدر من الأصدقاء وخاصة خلال العطلة الدراسية الصيفية وأيام الأعياد”. وأضاف “لا يوجد رفض من الأهل على شراء لعب الأسلحة وغالباً ما يساعدني والدي في انتقاء اللعبة”. ويسعى الأطفال في العراق وخاصة في الأحياء الشعبية الى شراء لعب على شكل بنادق ومسدسات مشابهة لتلك التي يحملها الجنود الأميركيون أو العراقيون وهي مصنعة بشكل يشابه الأسلحة الحقيقية وغالبيتها مستوردة من الخارج. ويعمل عراقيون على استيراد هذه الأنواع من لعب الأطفال كونها تشهد إقبالاً كبيراً وتحقق إيرادات مضمونة مما يجعل المحال التجارية وباعة الأرصفة في حركة بيع واسعة خلال أيام العيد مقارنة بالشهور الأخرى. وسعت منظمات المجتمع المدني التي تعنى بالطفولة بعد 2003 الى إقامة فعاليات ومسيرات وندوات للحد من ظاهرة امتلاك الأطفال لعب الأسلحة. كما حاول البرلمان العراقي منع تفشي هذه الظاهرة لكنه فشل. فيما اتسعت مجالات الاستيراد من قبل التجار لتشمل المفرقعات النارية وأخرى على شكل متفجرات تصدر أصواتا مرعبة ولعبا اخرى تستخدم في تقييد الأيدي. ويشاهد الاطفال على شكل افراد او مجاميع وهم يقومون بتقليد رجال الجيش والشرطة في تنفيذ عمليات قتالية ومطاردات واعتقالات في الأزقة والشوارع يصاحبها إطلاق اصوات من هذه الأسلحة يمتد من الصباح وحتى ساعات المساء. وقال حيدر الجوراني وهو صاحب محل تجاري ببغداد “إن لعب الأسلحة تكاد تكون اللعبة الاولى الاكثر مبيعا مقارنة باللعب الاخرى خلال ايام العيد وغالبيتها تباع بأسعار رخيصة تتراوح بين ألف وخمسة آلاف دينار عراقي (الدولار يعادل 1170 دينارا عراقيا)”. واضاف “ان ظاهرة انتشار لعب الأسلحة كانت موجودة في حقبة صدام لكنها اتسعت بشكل ملفت بعد الغزو”. وحسب مصادر طبية عراقية فإن هذه اللعب تتسبب في وقوع حوادث خطيرة كان ضحيتها الاطفال خاصة تلك التي تحتوي على مواد متفجرة حيث غالبا ما يصاب الأطفال بجروح خطرة في منطقة الوجه والعيون من جراء استخدامهم هذا النوع من اللعب.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©