الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوبريت «في حب سلطان» لوحات فنية وشعرية تتغنى بها الشارقة

أوبريت «في حب سلطان» لوحات فنية وشعرية تتغنى بها الشارقة
18 يناير 2012
«أحببتنا فأحببناك».. تحت هذا الشعار الذي يفيض نقاء أطلقت لجنة «أبناء ضمير الاتحاد» أوبريت تحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وهو منجز فني، يأتي في سياق جملة من الفعاليات الموازية التي تنجزها المبادرة، ويتسم بقدر وافر من الإبداع والحب، جرى عرضه على مسرح المدينة الجامعية في الشارقة، بمشاركة ما يزيد على 200 شخص، توزعوا أمام الكواليس وخلفها، وبحضور نادر تخطى الأربعة آلاف شخص، حيث كان القاسم المشترك بين الجميع هو هاجس التعبير الصادق عن المودة التي يكنها الشعب لحاكم شكلت تجربته نموذجاً ريادياً يستحق التقدير والعرفان. (أبوظبي) - يقول مخرج العمل عبدالله الجنيبي، إنه حرص على استخدام تقنيات مميزة في إنجازه، وذلك بما يرتقي بالمنجز نحو أن يكون رسالة صادقة في حب سلطان القائد المحب، والتعبير عن الفرحة بعودته سالماً من رحلته العلاجية.. يصف الجنيبي الأوبريت بكونه مزيجاً من العمل الغنائي واللوحات الفنية الراقصة، والقصائد الشعرية المعبرة، وقد أنجز في زمن قياسي أيضاً، حيث استغرق التحضير له قرابة الأسبوع، فيما احتاجت البروفات إلى ثلاثة أيام فقط، وكان النصيب الأكبر من كلمات القصائد للشاعر عبد العزيز المسلم، أحد أعضاء مبادرة «أبناء ضمير الاتحاد»، كما قدم معالي عبد الرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، قصيدة حصرية، كذلك فعل الشاعر خميس السويدي. فرحة صادقة يوضح الجنيبي أن الأوبريت الذي جرى تقديمه كحفل فني شعبي تحت عنوان «في حب سلطان»، عرض في مسرح المدينة بالشارقة بحضور سمو الشيخ محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد الشارقة، وعدد من الشيوخ، والقيادات، وتم نقله مباشرة عبر تلفزيون الشارقة، بجهود المخرجة ابتسام الشايب التي أشرفت على عملية النقل التلفزيوني. يصف محدثنا العمل بأنه على درجة عالية من التقنية وجودة الأداء، ومتانة الرؤية الإخراجية، وقد جاءت مكوناته معبرة عن صدق الفرحة بعودة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سالماً معافى. الجديد في التجربة، يتمثل برأي الجنيبي، في كونها عملاً مقدماً من الشعب لحاكم الشارقة، حيث كانت الجهات المشاركة تتنوع بين الفردية، وبين مؤسسات القطاع الخاص، أي أنه لم يكن مدعوماً من جهات رسمية محددة، بل روعي فيه أن يشكل مبادرة شعبية احتفائية بالأب القائد، ويرى محدثنا هنا أن الإشارة ضرورية إلى العديد من الجهود المبذولة، لا سيما مساهمة «شركة النحلة» التي تولت تقديم لوحات الفيديو المشاركة في صياغة العمل. تراث وواقع الأوبريت كان يتكون من طبيعة مسرحية سينمائية، حيث تمازجت في سياقه اللوحات الاستعراضية الواقعية مع المشاهد المصورة والمعروضة فوق شاشة عملاقة شكلت خلفية المسرح، كل ذلك في قالب من الإضاءة المكثفة التي جعلت الشاشة السينمائية أقرب إلى خشبة مسرح. ويوضح الجنيبي أن رؤيته الإخراجية توخت بصورة أساسية التركيز على الرسالة المستهدفة في إطارها، وكيفية صياغتها وتحويلها إلى جملة فنية تخدم الهدف، وتصل إلى الجمهور بصورة مباشرة. وكان صدق المشاعر بمثابة الغلاف الحقيقي والوحيد الذي أحاط بالعمل من مختلف جوانبه، لهذا، يضيف مخرج الأوبريت، رأيت ضرورة استخدام فكرة المسرح السينمائي، وتوظيف الأدوات البشرية والمادية المتوافرة في متناول العمل، ودمجها بطريقة مدروسة تحقق خاصية التناغم المتقن بين مختلف المكونات، وصولاً إلى لوحة فنية متكاملة قابلة للاستيعاب الدقيق، ومستوفية لشروط الإقناع. عن اللوحات الراقصة التي تضمنها العمل يوضح الجنيبي أنها كانت مستوحاة من التراث الإماراتي الذي تعارف صنَّاعه منذ القدم على التعبير عن أفراحهم ومناسباتهم السعيدة بالعرضة والحربية، حتى تحولت هذه الطقوس الاحتفائية إلى وسائل تعبير عن الاعتزاز والفرح، لذلك لم يشأ أن تخرج المناسبة عن أشكال الاحتفالات الجماعية المعتمدة، بل عمد إلى تطعيمها بصور واقعية ما أنتج لوحة تراثية موشاة بمعطيات الواقع. طابع شعبي من جهتها المخرجة المنفذة للأوبريت لبنى حبش توضح أن عمل تنظيم المجموعة كان من الصعوبة بمكان، حيث كان المطلوب التعامل مع ما يزيد على مائتي شخص معظمهم يصعد إلى خشبة المسرح للمرة الأولى، لكن رغبة الجميع في إنجاح العمل ساعدت على تسهيل المهمة، حيث أبدى المشاركون تجاوباً مدهشاً مع التعليمات التي وجهت اليهم. حبش تؤكد أن الهدف الإخراجي كان تضمين الأوبريت طابعاً شعبياً، وتفادي المناخات الرسمية قدر الإمكان، وقد أمكن تحقيق الغاية، لذلك كان توخي البساطة في الديكور والشكل والألوان. وتشير حبش إلى أن كلمات الأغاني هي قصائد تبرع فيها العديد من الشعراء، وقد كان العدد كبيراً بحيث لم يكن ممكناً الاستفادة منها جميعها، كما توضح أنه قد جرت الاستعانة بأغنية جديدة للفنان حسين الجسمي كانت تتناول المناسبة، وقد رحب الفنان الجسمي بالأمر بعد الاستئذان منه. بساطة ناجحة تشير المخرجة المنفذة لبنى حبش إلى أن الأوبريت كان ناجحاً، وقد أمكن لملاحظة ردود الفعل من الجمهور أن تؤكد ذلك، فهو اعتمد بساطة متقنة، وتجنب المبالغة، وفي ذلك بعض أسرار النجاح. وختام الأوبريت كان مسك الكلام، حيث أنشد الحاضرون في القاعة والمشاركون من على الخشبة السلام الوطني الإماراتي في جو زاخر بالفرح والعزة، وذلك على إيقاع صور كانت تعرضها الشاشة، وتمثل تقاطر وفود شعبية من مختلف القطاعات: القوات المسلحة، الطلبة، وسائر الفئات الشعبية، جمعيهم توافدوا لمصافحة الأب العائد، والتعبير عن الفرحة برجوعه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©