الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكافور شراب الأبرار في الجنة

الكافور شراب الأبرار في الجنة
11 سبتمبر 2010 21:24
خصائص الكافور الكافور مادة صلبة توجد على هيئة صفائح بيضاء بلورية أو كتل مربعة الشكل متلاصقة وهو سهل البخر أو التطاير حتى عند درجة حرارة الغرفة العادية ويذوب في الماء بصعوبة، وهو يستخرج من شجرة الكافور، وهي جميلة ذكية الرائحة دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى مئة متر وعمرها إلى ألفي عام وتبدأ الإنتاج بعد ربع قرن من زراعتها، يستخرج من أوراقها وسيقانها “زيت الكافور” العطري، وشجرته عظيمة الحجم، ويقال إنها تظلل مئة رجل وخشبها شديد البياض زكي الرائحة. جاء ذكر “الكافور” في القرآن الكريم في قول الله تعالى: “إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا. عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا” سورة الإنسان: الآيتان 5 و6 وتذكر كتب التفاسير أن الذين كانوا في الدنيا أبراراً بطاعتهم لله تعالى يشربون كأساً من الخمر في الآخرة ممزوجة بأنفس أنواع الطيب وهو الكافور، وهو طيب، ومن شرب من تلك الكأس، وجدها في طيب رائحتها وشذاها كالكافور، وقال ابن عباس رضي الله عنهما، الكافور اسم عين ماء في الجنة يقال لها “عين الكافور” تمتزج الكأس بماء هذه العين وتختم بالمسك فتكون ألذ شراب ولهذا قال تعالى: “عيناً يشرب بها عباد الله”، أي يتدفق هذا الكافور من عين جارية من عيون الجنة يشرب منها عباد الله الأبرار، ووصفهم بالعبودية تكريماً لهم وتشريفا بإضافتهم إليه تعالى والمراد بهم المؤمنون المتقون. والكأس في اللغة الإناء فيه الشراب فإذا لم يكن فيه شراب لا يسمى كأساً، ومزاجها أي ريحها وطعمها والكافور في ريحها لا في طعمها، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم “الكافور” في غسل الميت. عن أم عطية الأنصارية قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته فقال: أغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو شيئاً من كافور”. رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن. واهتم الأطباء المسلمون بدراسة النباتات وتوضيح أثرها على الصحة العامة واستخداماتها العلاجية المختلفة ومنهم من أفرد لكل نبات على حدة رسالة خاصة به مثل ابن مندويه الذي كتب رسالة عنوانها “الكافور”، وقال عنه ابن سينا إنه يمنع الأورام الحارة والرعاف، وينفع الصداع في الحميات الحادة، ويقوي الحواس، وقال ابن البيطار إن الكافور نافع للمحرورين وأصحاب الصداع الصفراوي، إذا استنشقوا رائحته مفرداً أو مع ماء الورد والصندل يقطع حرارة الدماغ، ويذهب بالصداع ويحبس الدم المفرط ويقطع الرعاف، وينفع للنفساء. وقال عنه داود الأنطاكي في تذكرته، الكافور اسم لصمغ شجرة هندية، تعظم حتى تظل مئة فارس، خشبها شديد البياض خفيف زكي الرائحة، وليس لها زهر، والكافور إما متصاعد منها إلى خارج العود ويسمى الرياح لتصاعده مع الريح، وقيل الرباحي نسبة إلى رباح أحد ملوك الهند اول من عرفه وهو أبيض يميل إلى حمرة ويتخذ الملوك من أخشاب الكافور أسرة، فلا تقربها الحشرات ذات السموم ولا الهوام كالقمل والبق وغيرها، وهي خاصية عظيمة مجربة عند ملوك الهند والكافور حابس للإسهال، قاطع للعطش والحميات، مزيل لقروح الرئة والسل، والتهاب الكبد وحرقة البول وكل مرض حار. الطب الحديث يعتمد الطب الحديث على الكافور، حيث صرحت السلطات الألمانية الصحية باستخدام الكافور النقي لعلاج السعال والتهاب الشعب الهوائية والربو، حيث يؤخذ على جرعات، ويستخدم كمرهم لدهان الصدر وعند عدم انتظام وتناسق دقات القلب، ويستخدم كمرهم أو مستحلب للتخفيف من آلام الروماتيزم، وعند هبوط ضغط الدم عن طريق الفم أو الاستنشاق، كما يفيد في علاج آلام الظهر خاصة الفقرات القطنية، حيث تدهن المناطق المصابة بمرهم يحتوي على الكافور. ويتميز الكافور في المقام الأول بفاعليته كمادة مطهرة، ولذلك فإن زيته ظل يستخدم خلال القرن الثامن عشر كعلاج أساسي لنزلات البرد والتهاب الشعب الهوائية والسعال الديكي والحميات عموماً. ويفيد الكافور في علاج الزكام ويزيل عسر الهضم وينشط الدورة الدموية، وينبه الجهاز العصبي في حالات الوهن، وهو مسكن لآلام الحيض ومطهر للجهاز التنفسي ويعالج اللثة ومضاد حيوي للجراثيم والبكتيريا والفيروسات وضد الديدان ونافع للبواسير والتهاب الحلق وفي الحروق ومانع للعدوى ومطهر للجروح والجلد، ومسكن لالتهابات المفاصل، طارد للحشرات الطائرة. ودخل “الكافور” في مجال التجميل ويتم استغلاله في بعض المستحضرات مثل التي تستخدم في علاج حروق الشمس وغسول الفم وبعض أنواع الصابون ومنظفات البشرة ورؤية “الكافور” في المنام تدل على شيء جميل لمن رآه وعلى أن صاحب الرؤيا رجل يفعل الخير، ومن رأى انه يشمه، فإن ذلك دليل على تحقيق أمنيته. وعرف الفراعنة الكافور واستحضروه من بلاد الصومال وزرعوه في مصر للاستفادة من أشجاره، وتؤكد الرسوم المنقوشة على الآثار أنهم استخدموا بعض أجزاء أشجار الكافور في الوصفات العلاجية. وشجرة الكافور ليست الوحيدة التي تنتج “الكافور” وإنما هناك عدة نباتات تحتوي عليه، ولكن ليس بالكمية الموجود في أشجار الكافور.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©