الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صدامات بين الأمن التونسي ومحتجين في قفصة

14 يونيو 2013 23:54
تونس (ا ف ب) - دارت مواجهات بين الشرطة التونسية ومواطنين عاطلين عن العمل يطالبون بتوظيفهم في منجم للفوسفات بمنطقة قفصة في وسط غرب البلاد، أمس الأول. وكان المتظاهرون يشاركون في اعتصام على سكة الحديد، مانعين عبور قطارات نقل الفوسفات المستخرج من منجم قريب في هذه المنطقة الواقعة على بعد 300 كلم جنوب غرب العاصمة، وقد دارت الصدامات عندما تدخلت الشرطة لتفريقهم، مستخدمة الغاز المسيل للدموع، فرد المتظاهرون برشقها بالحجارة. ويطالب المتظاهرون، وبينهم عدد من حملة الشهادات الجامعية، بتوظيفهم في شركة فوسفات قفصة ، أكبر مشغل في هذه المنطقة الغنية بالفوسفات. وبحسب وكالة الأنباء الرسمية، فإن الاعتصام المستمر منذ 31 مايو، أدى إلى وقف تام لعمل الشركة بسبب منع المعتصمين عمالها من الوصول إلى مكان عملهم. وبحسب شركة فوسفات قفصة، فقد تكبدت الشركة خلال سنتي 2011 و2012 خسائر مالية قاربت ملياري دينار تونسي (مليار يورو)، بسبب تراجع الإنتاج نتيجة الاعتصامات والإضرابات. وتعتبر تونس خامس منتج عالمي للفوسفات، وتشكل عائدات صادراته رافداً أساسياً لميزانية الدولة التونسية. من جهة أخرى نشر مجموعة من مغني الراب في تونس أمس على فيسبوك ويوتيوب أغنية جديدة سبوا فيها جهاز الشرطة والحكومة التي تقودها حركة النهضة، غداة صدور حكم بالسجن عامين ضد مغني الراب الشهير «ولد الكانز» بسبب أغنيته «البوليسية كلاب» المعادية للشرطة. وتحمل الأغنية التي تم تداولها على نطاق واسع على فيسبوك ويوتيوب، عنوان «سيب ولد الـ 15» واسمه الحقيقي علاء اليعقوبي (25 عاماً). وأدى الأغنية 9 من أشهر مغني الراب في تونس مثل «بلطي» و«كلاي بي بي دجي» و«لاكعي» و«مادو إم سي». ولفت مراقبون إلى أن مضمونها يمكن أن يضع الفنانين التسعة تحت طائلة القانون الجزائي التونسي الذي يفرض عقوبات بالسجن ضد من ينال من الشرطة، ما قد يزيد من تأزيم العلاقة بين محبي فن الراب التونسي الذي ينتشر بشكل خاص في الأحياء الشعبية الفقيرة، والشرطة. ومطلع الأغنية، قال «مادو ام سي» مخاطباً الشرطة «سامحونا يا كلاب على خاطر في بالنا أنكم رجال ستصلحون الخطأ وتغيرون الأحوال، سبيناكم لأنكم سبيتونا وضربتونا». وأضاف «عندكم سلاح ومينوت (أغلال) وعندنا راب وميكرو، وما زال القلم يكتب ألف سبة وسبة للحناش». و«الحناش» ومعناها الأفاعي، هي التسمية التي كان يطلقها في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي سكان الأحياء الشعبية في العاصمة تونس على عناصر الشرطة. وقال بلطي «حرية الاغتصاب نعم والراب لا» في إشارة إلى الأرجح إلى قضية اغتصاب شرطيين سنة 2012 فتاة شمال العاصمة تونس، والتي لم يصدر فيها حكم قضائي بعد. وأيد «كلاي بي بي دجي» التهم التي نسبها ولد الكانز في أغنية «البوليسية كلاب» إلى الشرطة التونسية قائلاً إنه «لم يكن مخطئاً». وأضاف «سلاحنا الموسيقى، وسلاحكم الغاز (المسيل للدموع) والرصاص، نحن لا نخاف منكم». وتابع آخر أن فناني الراب في تونس جسم واحد وانهم لن يتخلوا عن «راب العصيان». ومطلع مارس 2013 نشر ولد الكانز على يوتيوب أغنية «البوليسية كلاب» التي أثارت سخط الشرطة في تونس. وقد وجهت إليه النيابة العامة تهم «المؤامرة الواقعة للتعدي على الموظفين بالعنف» بحسب الفصل 120 من القانون الجزائي التونسي و«المشاركة في عصيان» (الفصل 121) و«هضم جانب موظف عمومي (..) بالقول أو الإشارة أو التهديد حال مباشرته لوظيفته» (125) و«نسبة أمور غير قانونية لموظف عمومي» (128) و«التجاهر عمداً بفحش» و«الاعتداء علناً على الأخلاق الحميدة أو الآداب العامة (226 مكرر). وفي 21 مارس 2013 قضت المحكمة الابتدائية في ولاية بن عروس (شمال شرق) بالسجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ بحق الممثلة صابرين القليبي، والمصور محمد الهادي بلقايد حسين على خلفية مشاركتهما في إنتاج فيديو كليب أغنية «البوليسية كلاب». والخميس قضت المحكمة نفسها بسجن علاء اليعقوبي عامين «مع النفاذ العاجل». وتعد تونس 65 ألف شرطي بحسب إحصائيات أعلنتها وزارة الداخلية سنة 2012. وأثارت أغنية «البوليسية كلاب» سخط الشرطة التونسية. ويقول «ولد الكانز» في إحدى مقاطع الأغنية «تعتقلوننا من أجل المخدرات وأنتم من تدخلونها وتبيعونها ثم تحملوننا إلى السجن، يا بوليسية (..) يا كلاب». ويضيف «في العيد أحب أن أذبح بوليساً بدل العلوش (الخروف)». وتضمن فيديو كليب الأغنية صوراً لسيارات أمن وعناصر شرطة يقمعون متظاهرين. كما تضمن صورة لعلاء يؤدي مقطعا من أغنيته قبالة مقر وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس. وكلما ردد المغني عبارة «البوليسية كلاب» تتعالى أصوات نباح كلاب. وقال ولد الكانز «استعملت في الأغنية نفس العبارات التي تستعملها الشرطة عند التخاطب مع الناس (..) خاطبتهم بنوع من الفن العنيف وباللغة التي يتكلمون بها معنا». وأضاف «على الشرطة احترام المواطنين حتى يحترموها». وذكر بانه سبق له دخول السجن بعد «الثورة» التي أطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بسبب غناء الراب. وفي عهد بن علي كانت الشرطة الجهاز الأكثر فساداً وقمعاً في البلاد بحسب تقارير منظمات غير حكومية تونسية وأجنبية. وشرعت وزارة الداخلية بعد الإطاحة ببن علي في برنامج لإصلاح جهاز الأمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©