إيمان محمد (أبوظبي)
بدأت أطنان الموز التي تفترش مساحة كبيرة من أرضية إحدى قاعات «فن أبوظبي» في منارة السعديات في النضوج والتحلل مع دخول المعرض يومه الثاني، إذ تشكل هذه الفاكهة جزءاً أساسياً من عمل تركيبي غير مألوف للفنان الصيني جو ديشين.
وكان المنظمون قد وضعوا الموز بلونه الأخضر يوم الأحد الماضي، ليحتل مساحة كبيرة من قسم «بوابة»، ويبدو الآن مثل سجادة صفراء وسط القاعة محاطة بجرار ضخمة من الرخام ذات طابع روماني، ويرمي العمل التفاعلي إلى تشجيع الجمهور للتعاطي مع العمل الفني بتناول الموز وإلقاء القشور في الجرار.
وما بين الدهشة والتأمل يتحلق جمهور المعرض حول العمل ليلتقطوا الصور ويتساءلوا عن المغزى، ومعروف عن الفنان ديشين، المتقاعد حالياً، استخدامه المواد العضوية في أعماله التركيبية، إذ يتركها تتفاعل بفعل الزمن لوضع الزوار وجهاً لوجه أمام مسألة الحياة والشيخوخة على حقيقتها، ويعد ديشين من الفنانين المؤثرين في حركة الموجة الجديدة التي نشأت في الصين عام 1985، وظهرت أعماله في معرض «سحرة الأرض»، الذي أقيم في مركز جورج بومبيدو عام 1989، وأصبح من الفنانين الصينيين الأوائل الذين برزوا على المستوى العالمي.
وتعتقد المنسقة الفنية ألكسندرا مونرو، كبيرة المنسقين الفنيين بقسم الفن الآسيوي في سامسونج، متحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم، أن الفاكهة ستتحلل خلال أسبوع المعرض بشكل طبيعي، بينما ستبقى الجرار المصنوعة بيد الإنسان إلى الأبد، في وجهة نظر تنتقد المفهوم الغربي لأسلوب الحياة، الذي يغلب عليها الاستهلاك والاتجاه إلى ما هو مصنوع بدل الطبيعي، وتقول: «يعد هذا العمل الذي يعود إلى عام 2007 راديكالياً، إذ إنه ينقلب على العديد من المفاهيم التقليدية للفن، فبدل أن يكون معلقاً على الجدار كما جرت العادة، نجده مفروشاً على الأرض، وفي نفس الوقت هو واقعي إذ لا يتدخل الفنان في تغيير حالة الموز ليضمن له الديمومة، بل يتركه يتحلل أمام الجمهور».
وتذكر مونرو بأن العمل تفاعلي، وللجمهور أن يتصرف بالفاكهة كما يرى، «بهذا المعنى فإن الجمهور يأكل ويهضم العمل الفني كما سبق للناقد فيلسكو تاولوس وصف العمل».
من المتوقع أن تذبل أطنان الفاكهة مع نهاية المعرض يوم السبت القادم، إذ ستقوم إدارة المعرض بالتبرع بالموز المتبقي إلى حديقة الحيوانات التزاماً بإعادة تدوير المصادر الطبيعية.
عدد اليوم
