السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النمرود» ادعى الربوبية.. وقهره إبراهيم

1 يوليو 2014 00:43
أحمد محمد (القاهرة) كان ملكاً جباراً متكبراً كافراً يحكم العالم من مملكته في بابل بالعراق، وهو أول جبار في الأرض ادعى الربوبية وجادل إبراهيم خليل الرحمن في ربه.. قال علماء النسب والأخبار، إن هذا الملك اسمه النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح لم يذكر القرآن الكريم اسمه إنما ربط المفسرون بينه وبين الاسم، وقالوا: إنه هو الذي تحداه إبراهيم عليه السلام في مناظرة بعد أن أراد أن ينازع الله الجليل في العظمة وادعى الربوبية، أبطل الخليل عليه دليله، وبين جهله، وقلة عقله، ألجمه الحجة، وأوضح له طريق المحجة. وقد أوجز الله سبحانه وتعالى هذه القصة في آية واحدة بالقرآن الكريم قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، «سورة البقرة: الآية 258». سجود الناس قال مجاهد كان النمرود أحد ملوك الدنيا، استمر في ملكه أربعمئة سنة، وطغا وبغا وتجبر، وآثر الحياة الدنيا وقيل إنه أمر الناس بالسجود له وعبادته من دون الله الخالق والبداية عندما رأى في المنام، كوكباً ظهر في السماء، فغطى ضوء الشمس، سأل حكماء قومه فأخبروه بأن ولداً سوف يولد هذه السنة ويقضي على ملكه، فأمر بقتل جميع الأولاد الذين يولدون هذه السنة وفيها ولد سيدنا إبراهيم وخافت عليه أمه فخبأته في سرداب وكان الله يرعاه فلما كبر، حتى إذا بلغ عمره سنة واحدة، يحسب الناس أن عمره ثلاث سنوات استطاعت إخراجه من السرداب ولم يتعرض له الملك. عندما أصبح إبراهيم عليه السلام شاباً بدأ مناقشة أهله وقومه يدعوهم لعبادة الله، وترك عبادة النمرود، وفي أحد الأيام، وبينما كان قومه يحتفلون خارج المدينة ذهب إبراهيم لأصنامهم وكسرها كلها إلا كبيرهم وعندما رجعوا من حفلتهم وجدوا أصنامهم محطمة، فسألوه فقال لهم إنه كبيرهم الذي كسر الأصنام الأخرى لأنه يغار منهم فأخذوه للنمرود، فبدأ إبراهيم يناقشه. ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له حمله الجهل والضلال وطول الآمال على إنكار الصانع، فحاج إبراهيم في ذلك وادعى الربوبية فلما قال الخليل: «ربي الذي يحيي ويميت» قال أنا أحي وأميت يعني أنه إذا جاء بالرجلين قد تحتم قتلهما، فإذا أمر بقتل أحدهما وعفا عن الآخر، فكأنه قد أحيا هذا وأمات الآخر. ادعاء ذكر إبراهيم دليلاً آخر بين وجود الصانع وبطلان ما ادعاه النمرود قال: «فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأْت بها من المغرب»، أي هذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق، كما سخرها خالقها ومسيرها وقاهرها وهو الذي لا إله إلا هو خالق كل شيء فبين ضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه، وبطلان ما سلكه وتبجح به عند جهلة قومه، ولم يبق له كلام يجيب به، بل انقطع وسكت ولهذا قال تعالى: (فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين). سمع «النمرود» عن «إبراهيم» عليه السلام الذي دعا قومه لعبادة الله الخالق، ولكنهم رفضوا وأصروا على عبادة الأصنام، فما كان من إبراهيم عليه السلام إلا أنه حطم أصنامهم باستثناء كبيرهم ليثبت لهم أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر، ليعرفوا أنها مجرد حجارة لا حول لها ولا قوة، فكيف تحميهم وهي لا تستطيع الدفاع عن نفسها فأعد قومه النار ليحرقوا فيها «إبراهيم» عليه السلام جزاء ما فعله بآلهتهم، وتعجب النمرود كيف نجا إبراهيم من النار لذلك أراد مناظرته ومجادلته في أمر ربه وكانت النتيجة أنه بهت أمام الناس. الدعوة إلى عبادة الله كان إبراهيم سخيا يكرم الضيوف، ويحب الفقراء وعاش بين قومه، يدعوهم إلى عبادة الله الواحد ونبذ الأصنام، لكن الكهنة كانوا يكرهون إبراهيم، والنمرود يخاف على ملكه، لهذا قرروا إخراج إبراهيم من أرض بابل وأمر النمرود بطرده ومصادرة كل ما يملكه من الماشية، وقال إبراهيم لهم: إذا أخذتم أموالي، فأعيدوا إليَّ ما أنفقته من عمري في هذه البلاد وتم رفع الشكوى إلى القاضي، الذي أصدر حكمه بأن يسلم إبراهيم كل ما يملكه إلى ملك بابل، وفي المقابل أن يعيد الملك إلى إبراهيم عمره لهذا تراجع النمرود وسمح لإبراهيم بالهجرة مع أمواله وماشيته وقال إبراهيم وهو يغادر إلى فلسطين إني ذاهب إلى ربي سيهدين. عندما يعرض الإنسان عن طاعة الله بعث الله إلى ذلك الجبار ملكاً يأمره بالإيمان بالله، فأبى عليه، ثم دعاه الثانية فأبى عليه، ثم دعاه الثالثة فأبى عليه، وقال أجمع جموعك وأجمع جموعي، فجمع النمرود جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس، فأرسل الله عليه البعوض، حيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم، فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاماً، وأرسل الله بعوضة فدخلت في أنف النمرود، فكان يطلب من الناس أن يضربوه بالنعال على رأسه ليخف الألم، وعذبه الله أربعمائة سنة، مثل عدد سنوات حكمه حتى مات ذليلاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©