السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القيلولة

15 يونيو 2015 22:10
نظر مجلس بلدية سيؤول في كوريا الجنوبية في إنتاجية العامل الكوري الجنوبي، الذي رغم ساعات العمل الطويلة، والتي يبلغ معدلها 11 ساعة يومياً، إلا أن إنتاجيته أقل بنسبة 66 في المئة عن المعدل المسجل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وبمعدل أقل من إنتاجية العامل في الولايات المتحدة. لذلك قررت البلدية إعطاء عمالها وموظفيها «قيلولة» للراحة لمدة ساعة، وذلك في مسعى من السلطات لتحسين إنتاجية الموظفين وكوريا ليست الأولى التي تلجأ إلى «القيلولة» لتحسين إنتاجية الموظفين وتخفيف الضغط عليهم، فهناك دول كثيرة مثل اليابان والسويد والصين وشركات عالمية مثل «جوجل» و«فيس بوك» تسمح لموظفيها بأخذ قسط من الراحة عبر القيلولة، بل إن منها من خصص مراقد في مقار العمل لهذا الغرض. والقيلولة هي النوم في الظهيرة «وسط النهار» ولا يُشترط أن يتضمن نوماً، وقد ثبتت القيلولة في السلوك النبوي الشريف ومن ذلك حديث: «قيلوا فإن الشيطان لا يقيل»، وجاءت الاكتشافات العلمية لتزيل الصورة السيئة والخاطئة للقيلولة لدى الغربيين، والتي تمكنت منهم سنوات طويلة إلى أن دحضها العلم الحديث، حيث كانوا يعتقدون إلى فترة غير بعيدة أن القيلولة من سمات الكسالى، وأن النوم بالنهار لا طائل منه، أو أنه من مخلفات رفاهية الشرق القديمة! وها هي دراسة جديدة أجريت في أميركا أظهرت أن القيلولة «20 - 30 دقيقة» تحافظ على النشاط الذهني وبصفة خاصة عندما يكون العقل مثقلاً، وبدون هذه القيلولة أو الإغفاءة لا يتجدد النشاط فإن الكثير من المعلومات المتدفقة إلى عقل الموظف أو العامل يمكن أن تجهد الخلايا العصبية وتؤدي إلى فقدان القدرة على العمل ولنتذكر الزمن الجميل في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي «الدوام من 7 إلى 2 ظهراً» وبعد ذلك «روح قيل على كيفك»، فكان الناس عند العصر يتزاورون وتجد العائلة تخرج للترفيه ولم يتسبب نظام الدوام القديم بزيادة نسبة الطلاق وزيادة استخدام المهدئات وارتفاع الضغط والسكري مثل اليوم (وهذا مع كثرة الإجازات المرضية والعارضة وغير قوم بوبصمة أول الدوام وآخره وما بينهما غير موجودين ويبغون أيضاً قيلولة.. أقول.. تبون الكأس وإلا؟؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©